أعلنت منظمة إنسانية محلية أن ما لا يقل عن 37 شخصا قد لقوا مصرعهم فيما أصيب عشرات آخرون في اليوم السادس على التوالي لمعارك دامية بين قوات الاحتلال الإثيوبي وعناصر المقاومة الصومالي مقديشو خلفت 267 قتيلا منذ الأربعاء. وقال المنظمة أن العاصمة الصومالية فيما بدت شبه خالية من السكان بعد فرار أكثر من نصفهم. وقال رئيس منظمة (إيلمان) الصومالية للسلام وحقوق الإنسان سودان علي أحمد إنه تم إحصاء 18 جثة لمدنيين و19 أخرى لمسلحين إضافة إلى 21 جريحا مدنيا ومثلهم من المسلحين وسط تخوف من ارتفاع عدد الضحايا. وجدد أحمد مناشدة الطرفين بوقف القتال من أجل الأبرياء داعيا إلى تحقيق دولي في ما جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الحكومة الصومالية والقوات الإثيوبية ضد الصوماليين. وقال مصدر صومالي مطلع من مقديشو إن قوات الاحتلال الإثيوبي جددت قصف بعض الأحياء شمالي العاصمة وخصوصا طريقا يؤدي إلى سوق المواشي ما أوقع أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى. ووصف المصدر ما يحدث في العاصمة الصومالية بمذابح ترتكبها القوات الإثيوبية عبر تعمدها القصف وبكثافة لمناطق سكنية لا يتواجد فيها مسلحون. وذكر المصدر وجود أنباء تشير إلى أن القوات الإثيوبية عرضت هدنة على شيوخ القبائل في مقديشو مبينا أن القبائل ما زالت تصر على انسحاب القوات الإثيوبية من المناطق التي توغلت فيها مثل ملعب كرة القدم الرئيسي وأحياء سكنية حولتها إلى ثكنات عسكرية مثل حي حمر ديلى. وفي تطور متصل دعت الحكومة الصومالية المؤقتة سكان المناطق الشمالية من مقديشو إلى مغادرتها تمهيدا لهجوم "شامل". ويشير المصدر – بحسب الجزيرة – إلى أن هذه المناطق يقطنها مواطنون عاديون مؤيدون للمحاكم الإسلامية لكن ليس فيها مسلحون، موضحا أن هذا الإجراء ربما يهدف لتهجير أهالي هذه المناطق. ومع استمرار المعارك وموجات النزوح الجماعي تحولت مقديشو -التي كان يقطنها ما بين مليون و2.4 مليون نسمة- إلى مدينة أشباح مع فرار أكثر من نصف سكانها هربا من القصف الإثيوبي والمعارك الدامية. واكتظ المستشفيان الوحيدان في العاصمة الصومالية بالضحايا لدرجة أن الأطباء يعالجون المصابين داخل خيام وتحت الأشجار. كما أنهما تقعان خلف خطوط القوات الإثيوبية مما يصعب من وصول المصابين من الجهة المقابلة. وينام مئات الآلاف من النازحين تحت الأشجار أو في العراء في البلدات والقرى المجاورة وسط مخاوف من وقوع كارثة. ويعاني هؤلاء النازحون نقصا شديدا في الغذاء والدواء والمياه النقية, ويواجهون خطر الأوبئة الفتاكة وهو خطر يفاقمه موسم الأمطار. وحذرت الأممالمتحدة من كارثة وشيكة في الوقت الذي تنتشر فيه بالفعل أمراض مثل الكوليرا. وقد اصطدمت مؤسسات الإغاثة العاملة في مقديشو مع الحكومة الانتقالية لرفضها شروط الحكومة بمراقبة توزيع المعونات الغذائية على النازحين. وقالت مصادر من مقديشو إن هذه المنظمات قررت عدم جلب أي معونات إغاثية. وفي موجة معارك عنيفة سابقة في مقديشو استمرت أربعة أيام في نهاية مارس الماضي لقي أكثر من ألف شخص حتفهم أغلبهم من المدنيين. وكانت إريتريا أعلنت خروجها من منظمة إيغاد التي ترى أنها صارت "لعبة بيد قوى خارجية" إثر قرارات بشأن الصومال. وفي تطور يعكس حجم الانقسام في الحكومة الانتقالية واحتمال انهيارها اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية في مدينة كيسمايو الساحلية صباح اليوم على خلفية قبلية. وقالت مصادر مطلعة إن المعارك أسفرت عن سقوط 16 قتيلا وعشرات الجرحى، مشيرة إلى أن المواجهات اندلعت بين جنود من قبيلة مريحان التي ينتمي إليها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف وآخرين من قبيلة مجرتين التي ينتمي إليها وزير الدفاع بري هيرالي. ومن جانبها ذكرت مصادر أمنية أن الاشتباكات بدأت بعد شجار على سيارة مسروقة في المدينة التي كانت آخر معاقل المحاكم الإسلامية.