اختتمت اليوم فعاليات مؤتمر تأثير مخرجات التعليم ما قبل الجامعي على جودة التعليم الهندسي في مصر، والتي جرت على مدار يومين بتنظيم من اتحاد المهندسين العرب ورعاية مجلس الوزراء وبحضور ممثلين من عدة دول عربية مثل العراق، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين، عمان، وبالإضافة للدولة المضيفة والمنظمة مصر. 200 سنة تعليم هندسي في مصر أشار الدكتور المهندس حمدي الليثي، رئيس المؤتمر ورئيس لجنة التعليم الهندسي بنقابة المهندسين المصرية، في كلمته إلى أن المؤتمر يواكب مرور 200 سنة على التعليم الهندسي في مصر والهدف من إقامة المؤتمر إيجاد أليات تساهم في رفع مستوى التعليم الهندسي والانتقال من فكرة التعليم للتعلم حيث أن الطالب هو محور العملية التعليمية وهو العنصر الرئيسي للعملية التعليمية الهندسية فلا بد من إعطاء صلاحيات للجامعات المصرية في تطوير التعليم الهمدسي ولا يقتصر فقط على وزارة التعليم لخروج طالب مؤهل للتعامل مع متطلبات السوق، وأكد الليثي على ضرورة المشاركة بين المؤسسات الخاصة والمؤسسات العامة لنقل الأبحاث من الأفكار والدراسة إلى الصناعة ولدينا من الدراسات والأبحاث والاستراتيجيات والتي لا تجد انعكاس لها على أرض الواقع، وأوضح الليثي أن من أهداف المؤتمر إيجاد هوية للطالب الهندسي وتحديد أعداد الطلاب طبقا لاحتياجات السوق. نقيب المهندسين يستنكر عدم تمثيل التعليم والتعليم العالي بالمؤتمر وعقب المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين على عدم مشاركة وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي أو من يمثلهما برغم حضور نخبة كبيرة من المتخصصين وهو الأمر الذي كان يستوجب حضور من ينوب عنهما برغم مخاطبة النقابة لوزير التعليم العالي بهذا المؤتمر منذ أكثر من شهر ونصف .. وأشار إلى أن هذا المؤتمر سيكون نقطة فارقة في العملية التعليمية خلال المرحلة القادمة. كما طالب النبراوي بضرورة حضور المشاركين في المؤتمر بروتوكول التعاون الذي سيوقع اليوم بين النقابة ونقابة المهندسين العراقين واعتبر النبراوي أن هذه الخطوة جيدة في إطار التعاون المصري العربي وبادرة حقيقية لتبادل الخبرات بين المهندسين المصريين وقرنائهم العرب كما أعرب النبراوي عن فخره بعقد مؤتمر عن مخرجات التعليم في مصر قلب العروبة ومع وجود نخبة متميزة من دول عربية شقيقة وهذا هو المؤتمر العربي الثاني الذي نعقده خلال شهر واحد وأضاف التعليم حق أساسي للمجتمع يجب أن يكون مكفولا للجميع وسنسعى لمعيار تفوق للخريجين ولا يمكن أن نقبل أن يتراجع مستوى المهندس المصري ولذلك لابد أن يكون الخريج على أعلى مستوى ولتحقيق ذلك لابد من وضع تشريعات جديدة . وأشار النقيب إلى أن قضية تطوير التعليم الهندسي تبناها المجلس الأعلى لنقابة والذي أقر بضرورة اجتياز اختبار للمهندس قبل أن يحصل على عضوية النقابة لافتا النظر أن هذا الاختبار مجاني دون تحصيل رسوم ودعى إلى ضرورة تضافر الجهود للنهوض بالتعليم من أجل تخريج مهندس على مستوى عالي. كما قام المهندس طارق النبراوي بتكريم كل من أ.د فاروق إسماعيل وأ.د طارق خليل وأ.د شريف مراد وأ.د يوهانسن عيد وأ.دمحمد الرشيدي وأ.د أحمد عبد الرحيم، ومن جانبها كرمت نقابة المهندسين الفلسطينيين المهندس طارق النبراوي والدكتور عادل الحديثي رئيس هيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد وفي كلمتها أشارت يوهانسن عيد، رئيس هيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد، إلى أن الهيئة أنشأت عام 2006 وهي مخرج لاستراتيجية جودة التعليم في مصر وبدأت عملها عام 2008 مشيرة إلى أن الهيئة منوط بها العمل على جودة التعليم حيث تضع معايير ومواصفات لكيفية إخراج مهندس يضمن التعامل مع سوق العمل ثم تقوم بزيارة المؤسسات التي تتبنى هذه المعايير وتعطي لها شهادة الاعتماد . وأضافت يوهانسن أن مهنة الهندسة تواجه تحديات كبيرة ومتصاعدة نظرًا للتطور التكنولوجي الهائل لافتة إلى أن هناك دراسة أن 65 % من الأطفال في المرحلة الابتدائية سوف يعملون في أعمال لم تخلق لهم بعد. مطالب بوضع معايير جديدة لقبول الطلاب بالجامعات وفي كلمته طالب الدكتور أحمد الرحيم رئيس أكاديمية الشروق بعقد مؤتمرات مماثلة تقوم على نفس هذا المنهج في كل تخصصات التعليم وليس الهندسي فقط، وأشار إلى أن مرحلة التعليم قبل الجامعي هي أهم فترة في التعليم ككل لافتا إلى أنه لابد من الاهتمام بالمدرسين في مرحلة التعليم الأساسي في محاولة للقضاء على آفة المجتمع المصري وهي الدروس الخصوصية. وأضاف لابد من وضع معايير جديدة لقبول الطلاب بالجامعات مناشدا المسئولين بضرورة توجيه كافة الجهود نحو تدعيم التعليم الفني والتكنولوجي مشيرًا إلى أن الاهتمام بهذا النوع من التعليم تسبب في نهضة كبرى في أوروبا. أمين المهندسين العرب يطالب بالبعد عن المجاملات فيما دعى الدكتور عادل الحديثي الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب بضرورة الابتعاد عن المجاملات للنهوض بالأمة العربية مشيرًا إلى أنه كان من الضروري ممثلين من وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي للمشاركة في هذا المؤتمر ، وأضاف أن هذا المؤتمر بداية لعقد عدة مؤتمرات للنهوض بالتعليم الهندسي في مصر لافتًا أنه سوف يتم إقامة مؤتمر بسلطنة عمان تحت عنوان بناء القدرات والكفاءات الهندسية يليه مؤتمر آخر بالكويت . وتابع أن التعليم تحول إلى مشاريع تجارية مما يخرج لنا مهندسون غير مؤهلون وأشار إلى أن مؤسس التعليم بسنغافورة حول موارد الدولة للعملية التعليمية مما دعم المعلم في أن يصنع المعجزة، وهذا ما قام به مهاتير محمد في دولته للنهوض بالتعليم، وأضاف أن هناك فجوة كبيرة بين التعليم والعمل ودعى الجميع إلى ضرورة سد هذه الفجوة للنهوض بالتعليم الهندسي في الوطن العربي. بروتوكول تعاون مع المهندسين العراقية بنهاية فعاليات اليوم الأول لمؤتمر تأثير مخرجات التعليم العام ما قبل الجامعى فى جودة التعليم الهندسى، تم توقيع برتوكول تعاون واخاء بين نقابة المهندسين المصرية ونقابة المهندسين العراقية، بحضور المهندس محمد النمر وكيل النقابة والمهندس محمد خضر الامين العام وبعض اعضاء المجلس الأعلى من نقابة المهندسين المصرية وقع المهندس طارق النبراوى نقيب المهندسين المصريين بروتوكول تعاون واخاء مع الدكتور مهندس صبيح سلمان الغراوى نقيب مهندسى العراق وبعض اعضاء من مجلس نقابة المهندسين العراقية. وقد نص البروتوكول على الآتى: أولًا: أن تمثل كل نقابة مظلة حماية لأعضاء النقابة الأخرى العاملين في بلدها والقيام بمساندتهم والدفاع عنهم في مواجهة أي ظلم أوتعنت أوتعسف يقع على أي منهم،والعمل على استرداد حقوقهم بكافة السبل المشروعة وفق القوانين العمل السارية في كلمن البلدين. ثانيًا: أن تمنح كل نقابة أعضاء النقابة الأخرى الحقوق نفسها التي تمنحها لأعضائها في مجالي التدريب والتعليم الهندسي. ثالثًا: وضع برامج تدريب مشتركة في مختلف المجالات والتخصصات الهندسية من أجل الارتقاء بمستوى المهندس العراقي والمصري . رابعًا: الاستفادة من خبرة أعضاء النقابتين في تنفيذ المشروعات ذات البعد التنموي القومي. خامسًا: الاتفاق على معايير علمية وفنية موحدة لتطوير التعليم الهندسي. سادسًا: منح فرصة متساوية لأعضاء النقابتين الساعين إلى الارتقاء بالمستوى التعليمي في الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه . سابعًا: اتفق الطرفان على تشكيل لجنة من ستة أعضاء من كل نقابة برئاسة نقيبها يلتقون مرتين كل عام للبحث والتشاور ومتابعة تفاصيل البروتوكول. ثامنًا: يسري العمل بهذا البروتوكول من تاريخ التوقيع. تاسعًا: تحرر هذا البروتوكول من نسختين أصليتين بيد كل طرف نسخة للعمل بها عند الحاجة. جلسات وأبحاث دار على مدار يومي المؤتمر أربع جلسات رئيسية تضمنت كل منها عددا من الأبحاث؛ حيث جاءت الجلسة الأولى تحت عنوان اشتراطات القبول، وتضمنت ستة ابحاث، وجاءت الجلسة الثانية بعنوان التعليم ما قبل الجامعي وتضمن ستة ابحاث، والجلسة الثالثة حول التعليم الفني، ثم جاءت الجلسة الرابعة والأخيرة وتضمنت أربع موضوعات عامة. بدأت فعاليات الجلسة الثانية من اليوم الثاني لمؤتمر تأثير مخرجات التعليم العام ما قبل الجامعي على جودة التعليم الهندسي ، يرأس الجلسة أ.د محمد توفيق "مصر" وأ.د منير الأطرش "سوريا" وقدم البحث الأول الدكتور وائل رشيد عبد المجيد "العراق" بعنوان مهارات التعليم في الوطن العربي وتحديات القرن الواحد والعشرين". ومن ابرز الابحاث التي تم عرضها بجلسات المؤتمر، بحث بعنوان "نحو رؤية متكاملة لتطوير منظومة التعليم العام" وقدمته أ.د محبات أبو عميرة "مصر". ومن ذات الجلسة قدم د.م محمد توفيق نوفل "مصر" بحثا بعنوان "مشروع افتراضي لتطوير التعليم ومقترح تعديل بنظام الثانوية العامة الحالي". وبحث آخر بعنوان تحديد معايير الجودة في تقنيات التعليم الهندسي للدكتور مهدي عبد اللطيف مهدي "العراق" وبحث آخر للدكتور محمد عبد الحفيظ محفوظ "مصر" بعنوان "خطوات على طريق إصلاح التعليم في مصر"، والذي قدم بحثا ثان بعنوان "نحو بحث علمي فعال" أما د. جمال فخر الدين و د. جمال حامد جاهين "مصر" فقاما بتقديم بحث بعنوان "الربط بين المقررات الدراسية بالمعامل والورش بالتعليم الفني الصناعي كمدخل لتحقيق التوافق الدراسي للطلاب الملتحقين بالتعليم الهندسي". أما "مشكلات التحاق طلاب التعليم الفني والصناعي بالتعليم الهندسي ومقترحات مواجهتها، فكانت عنوان البحث الذي تقدم به كل من أ.د.م حنان محمد ربيع "مصر" و د. أماني صلاح محمد وهناك بحث آخر بعنوان اختبارات الذكاء كمعيار للقبول في الكليات الهندسية وقدمه الدكتور أحمد رياض عباس "العراق"، ومن سلطنة عمان، قدمت المهندسة نذيرة بنت على عبد الله بحثا عنوانه "فرضيات الفوارق في جودة التعليم الحالي والسابق في سلطنة عمان" ومجموعة اخرى من الأبحاث تم تقديمها خلال جلسات المؤتمر، مثل بحث بعنوان مثالية المواصفات وإشكالية القبول .. قدمه أ.د محمود شرف الدين "لبنان" وآخر قدمه أ.د سمير أبو عيشة "فلسطين" عبر خدمة الفيديو كونفرانس وعنوان البحث تطوير إطار عام لإصلاح التعليم العام، وحول التعليم قبل الجامعي وأثره على التعليم الهندسي ، قدم المهندس محمد زهران حسونة "فلسطين" بحثه، فيما قدم المهندس عبد الله محمد على الهياجنة "الأردن" بحثا بعنوان المهارات والشروط الواجب توافرها في طالب الهندسة، وبحث بعنوان تحليل بعض قضايا التعليم العام وآليات مقترحة لمواجهته قدمته البحث أ.د.م عبير عبدالمنعم فيصل "مصر" مع انتهاء المؤتمر لا ينتهي أملنا في أن تستفيد مصرنا من هذه الأوراق البحثية والدراسات الأكاديمية لأن ذلك هو الطريق الوحيد لنهضة الأمة وتنميتها وبناء مستقبلها