على الرغم من سنوات العُزلة والعقوبات الدولية المفروضة على إيران، تأبى طهران إلا أن يكون العلم بمختلف مجالاته هو هدفها الأول والأسمى، لتظل لغزًا يُحير العالم بعد إصرارها على مواصلة تطوير أنظمتها التسليحية، حتى بلغت درجة استعداد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لأن يُصبح أول إيراني يُشارك في رحلة إلى الفضاء في إطار برنامج الفضاء الوليد في إيران، التي بدأته بإرسال كائنات حية إلى الفضاء، والتي تعد نتاج جهود إيرانية واهتمام العُلماء الإيرانيين لبلوغ هذه الطموحات التسليحية. وتتنوع عملية التسليح القائمة حاليًا في صفوف القوات المسلحة الإيرانية بحيث تشمل كافة الأفرع والتخصصات، إلا أنه من المُلاحظ بشكل عام أن هناك اهتمامًا بارزًا بالقوة الصاروخية، والسعى لبناء ترسانة عسكرية تجعل من إيران القوة الإقليمية العُظمى في المنطقة وتمكنها من فرص هيمنتها عليها. ومن هنا كان الاهتمام المُتعاظم بتطوير القدرات الصاروخية البالستية، مما دفع الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى تكثيف ضغوطها على روسيا والصين وكوريا الشمالية من أجل وقف تعاونها مع إيران في المجالين الصاروخي والنووي، خصوصًا مع التوجه العالمي لجعل الصواريخ هي سلاح العصر الأول. تضمنت أيضًا مراحل تطوير التسليح الإيراني والصناعات الحربية تطوير تكنولوجيا الصواريخ البالستية بعيدة المدى التي تستخدم لوضع أقمار صناعية في مداراتها في الفضاء، والتي يُمكن أن تستخدم في إطلاق رؤوس حربية، وتطوير جهاز إطلاق الأقمار الصناعية الثقيلة، والذي أثار قلقا لدى بعض الأوساط العلمية في الغرب، وراحت تتحدث عن تبعات عسكرية خطيرة لهذا الإطلاق. كما يُعد "safir" وهو صاروخ لوضع أقمار صناعية صغيرة جدًا في المدار المُنخفض للأرض، ثمرة سلسلة صواريخ "شهاب"، ويُعتبر "Simorgh" - تحت الانشاء - صاروخ قادر على حمل أقمار أكبر من "safir"، وفي المستقبل سيكون نسل هذا الصاروخ قادر على وضع قمر صناعي كبير بوزن 800 كجم فى مداره، وفي السنوات القادمة سيحدث تطور كبير في البرنامج الفضائي الإيراني من حيث حمولة الصواريخ ومداها والأجهزة الإلكترونية في القمر الصناعي. بالإضافة إلى ما سبق تسعى كل من إيران وتركيا إلي الوصول لمرحلة إطلاق مركبة فضائية تركية/إيرانية إلي الفضاء الخارجي عام 2017. علي متنها رواد فضاء إيرانيين وأتراك لتكون أول "مركبة فضاء إسلامية"، والتي تعد نقلة جديدة ومُتميزة ويعكس تطورًا غير عادي في مجال الصواريخ، بما يكشف عمليًا عن تقدم هائل في مجال الأسلحة والتصنيع الحربي، وهو الأمر الذي يُهدد بإنهاء توازن أو تفوق إسرائيل العسكري من خلال احتمائها بالمظلة الأمريكية ومظلة حلف الأطلنطي، كما أن هذا البرنامج الفضائي يعني أن إيران تخطو بخطوات هائلة في مجال التسلح النووي، لأنه مجال وثيق الصلة بالأبحاث الفضائية، فضلاً عن أنه يكشف عن طموح تركي للدخول في مجال الذرة أسوة بإيران. وإيران تضع قضية التقدم والتطور التكنولوجي في السلاح على رأس أولوياتها البحثية والعلمية، وبات الإعلام الإيراني ينشر تقارير دون توقف عن تطوير وسائل قتال جديدة، مثل دبابات، حاملات جُند مدرعة، طائرات مُقاتلة، وصواريخ من أنواع مختلفة: بحر- بحر، جو- جو وصواريخ ضد الدبابات إلى غير ذلك، وتطوير صاروخ أرض- أرض من مرحلتين يعمل بالوقود الصلب، قد يصل مداه إلى 2000 كم، هذا الصاروخ الذي أطلقت عليه أسماء مختلفة مثل "غدير" و "سجيل" و "عاشوراء" تمت تجربته في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2007 لأول مرة، ومرة أخرى في شهر مايو/آيار وديسمبر/كانون الأول 2009. ويُشار إلي أن إيران تأتي في المرتبة العاشرة في قائمة الدول المُنتجة لهذا النوع من التكنولوجيا، بعد أن حققت منذ ثورتها عام 1979 قفزة علمية هائلة في العلوم النووية والطبية والتكنولوجية وغيرها، ويتوقع خبراء أن تصبح الجمهورية الإيرانية رابع أكبر دولة في العالم فيما يخص الانتاج البحثي بحلول عام2018. وقد شهدت عملية تطوير التسليح الإيراني خاصة في مجال الصواريخ مراحل عديدة، خاصة في مجال الصواريخ البعيدة المدى، وكذلك تطوير جهاز إطلاق الأقمار الصناعية الثقيلة، فقد أطلقت الأقمار الصناعية الثلاثة في أعوام2009 و2011 و2012 وهي أقمار محلية الصُنع. وفي سياق المحاولة الإيرانية بوضع إيران على خريطة الدول المُتقدمة في سباق التسلح، جاء الإعلان الإيراني بشأن نجاحها في إرسال كائن حي "قرد" إلى الفضاء، وهو الإعلان الذي أرادت منه طهران أن تبرهن على أنها استطاعت التغلب على حالة الشلل الذي أصيبت به البلاد نتيجة العقوبات الدولية، كما أنها أرادت البرهنة أيضًا على أنها لازال لديها القدرة على تطوير التكنولوجيا التي يُمكن استخدامها في البرنامج النووي.