أعلن كل من بيده الأمر ومعارضته لفتوي القتل.. وقال صاحب الفتوي ان هناك سوء فهم.. ولكن يبقي التهديد والتحذير والتخويف قائما وقد نجد من ينقذ بيده ما يتصور انه شرع الله. أليس صاحب الفتوي شيخا بشهادة أزهرية وإعلاميا دينيا أصبح صاحب قناة تليفزيونية سبقت له فتاوي تثير الفتنة كما يقول غيره ما يثير السخرية فإن جاء تهديد بالمحكمة تراجع وطلب الصلح والمغفرة. غير انه عندما وصل الأمر إلي حد القتل أصاب الذعر الناس ليس فقط من ذكرت أسماؤهم بالنص أو من توقعوا أن يكونوا علي قائمة الشيخ "شعبان" في قناته "الحافظ" وتضم أعضاء جبهة الانقاذ الوطني فردا فردا وتخص بالذكر بالدكتور البرادعي وحمدين صباحي أول من يهدر دمهما. انهم معارضة القصر. فهل الدعوة لقتلهم تثبت أركان الحكم؟ وهل مثل تلك الفتاوي في صالح الرئيس؟ استنكر كثيرون ارتكاب جريمة قتل انسان ولكنه في خطبة الجمعة سمعنا من يقول بجواز قتل من يخرج علي الوالي بعد مبايعته.. وتحفظ خطيب آخر فقال ان فتوي الشيخ صحيحة وبأسانيد لولا ان الوقت غير مناسب بعدين!! .. بينما قال خطيب مسجد النور بمدينة الزقازيق الدكتور "الحسيني الفقي" وهو استاذ بجامعة الأزهر انه ليس كل من لبس الجلباب الأبيض وأطلق لحيته وحمل سواكه في فمه شيخ يجوز له أن يفتي. مثل هذه الفتاوي تسيء للاسلام وللحكام ولنا قبل أن تكون سمعة سيئة لدينا. لن يقتلكم فالله حافظا وان قتلوهم لن يتوقف الغضب فقد سمعت نقلا عن احدي زعيمات 6 ابريل وثورة يناير وهي في الثلاثينيات من عمرها "احنا عجزنا".. ذلك ان الشباب في الشارع المصري في العشرينيات وأقل.. كما ان المظاهرات في كل مكان لا تحركها جبهة الانقاذ ولا تستطيع أن توقفها وما الكبار في السن والمقام إلا رموزا لها الاحترام وليس لها السمع والطاعة. ومع ذلك فإن مثل تلك الفتاوي تثير الخوف ولنا في التاريخ القريب أمثلة علي فتاوي مماثلة أحلت دم الدكتور فرج فودة فقتله اثنان علي دراجة بخارية أمام مكتبه بشارع أسماء فهمي بمدينة نصر ومعه ابنه الأصغر وقال أحد القتلة انه لم يقرأ للدكتور فودة كتابا.. ثم قال أحدهم في حديث تليفزيوني مع "طوني فرنجية" انه ليس نادما علي ما فعل.. ولم يكن غريبا أن يشهد الشيخ "محمد الغزالي" أمام المحكمة بأن القتل كان واجبا ولكن الخطأ هو ان القتل مهمة الحاكم المسلم وليس الفرد! انها الفتوي التي قتلت فرج فودة. وكانت فتوي أخري عن الشيخ "عمر عبدالرحمن" وراء محاولة اغتيال "نجيب محفوظ" وطعنه بالسكين في رقبته أمام باب بيته علي النيل في العجوزة فأصابته بالشلل والعجز حتي مات.. لم يقرأ الشاب القاتل شيئا لنجيب محفوظ وعندما سئل قال أستغفر الله.. قال له القاضي: كيف عرفت بأنه كافر قال من كتاباته.. وهل قرأت كتاباته؟.. قال لا اقرأ للكفار. وكانت فتوي ثالثة هي التي كفرت الدكتور "نصر حامد أبوزيد" فحكمت المحكمة بالتفريق بينه وبين زوجته ولم يكن أمامه إلا أن يخرج من البلد منفيا فكان نموذجا للتكفير في زمن التفكير. لا يكفي التبرؤ من مثل هذه الفتاوي فهي في النهاية سبيل إلي القتل.. ولا يكفي انكار تجاوزات من يرتدي لباس الشيوخ فهي في النهاية تنتسب إلي الدين.. ولن يفيد اللعب بالنار!! * نقلا عن صحيفة الجمهورية