الطائرات الإسرائيلية تتساقط على أراضي المنصورة القيادة المصرية نصبت فخًا لصد مخطط الطائرات الإسرائيلية معركة المنصورة الجوية أقوى وأطول المعارك الجوية بالشرق الأوسط إسرائيل تفقد صوابها وتذيع بيانات مغلوطة عن عدد الطائرات التي أسقطت الدفاع الجوي حقق ضربة للعدو فاقت دقتها ونتائجها كل التوقعات الطائرات الإسرائيلية فرت من قوة الدفاع الجوي المصري وذاقت نيران غضبه….. في مثل هذا اليوم .. من 43 عاما .. دارت معركة جوية لا مثيل لها فى تاريخ الحروب العالمية منذ إنشاء سلاح الطيران، وهى معركة المنصورة الجوية التى استمرت فوق الأجواء المصرية لمدة 53 دقيقة، لتسجل أطول معارك الجو فى التاريخ، وشهدت أول، وربما آخر مواجهات مباشرة بين سلاح الطيران فى قتال مباشر بين طائرة وأخرى. في هذا اليوم .. كان سلاح الجو المصري علي موعد مع التاريخ, حيث شهدت سماء الدلتا في ذلك اليوم التاريخي أشرس معركة جوية في تاريخ العسكرية واطولها منذ الحرب العالمية الثانية. اليوم 14 أكتوبر تحل الذكرى السنوية لأكبر معركة تاريخية شهدتها مدينة المنصورة بعد الحرب العالمية الثانية والتي استمرت قرابة الساعة والذي عرف ب«معركة المنصورة الجوية» واليوم هو العيد السنوي للقوات الجوية .. بداية الأحداث يوم 14كتوبر 1973, توجهت 120 طائرة مقاتلة إسرائيلية في وقت واحد لضرب المطارات المصرية بدلتا النيل في المنصورة , وطنطا, والصالحية, فتصدت لها 62 طائرة مقاتلة مصرية فقط. ودارت بينهم إشتباكات متواصلة طوال 53 دقيقة, كان لقاعدة المنصورة الجوية النصيب الأكبر, ورغم أن العدد في تلك المعركة يشير إلي التفوق الكاسح من حيث العدد لسلاح الجو الإسرائيلي, إلا أنه تلقي درسا لن ينساه وانتهت المعركة بهزيمته وفرار طياريه بعد سقوط18 طائرة لهم. ففي الساعة (3:15) من مساء نفس اليوم أنذرت مواقع المراقبة المصرية علي ساحل دلتا النيل قيادة القوات الجوية المصرية بان هناك(20) طائرة فانتوم قادمة من اتجاه البحر و هي تطير باتجاه ( بور سعيد والدلتا) فأمر قائد اللواء الجوي (104) بانطلاق (16 طائرةMIG_21) لحماية القاعدة كما أمر طياري هذه المقاتلات بالا تبحث عن الطائرات المهاجمة أو حتي تلتحم معها, لأن قيادة القوات الجوية المصرية قد تعلمت الكثير عن الأسلوب الإسرائيلي في الهجوم و ذلك من خلال التجارب التي مرت بها في حرب الاستنزاف أثناء أواخر الستينيات, و كان الأسلوب الإسرائيلي يتبع نمطا موحدا عند هجماتهم حيث كان يقوم عند أي هجمة جوية بإرسال(3 موجات من المقاتلات) وكان عمل كل موجة علي النحو التالي: الموجة الأولي:- تعمل علي أغراء المقاتلات المصرية المدافعة و إبعادهم عن الأهداف التي تقوم بحمايتها و بذلك تنصب لها فخا. الموجة الثانية:- تقوم فيها طائرات الهجوم الأرضي بضرب الدفاعات الجوية المصرية وضرب الرادارات. الموجة الثالثة:- وهي الموجة الأساسية و التي تقوم فيها المقاتلات القاذفة بضرب الأهداف التي هي أساس تلك الهجمة واعتبرت القيادة المصرية أن هذه الطائرات هي الموجة الأولي المخصصة لنصب الفخ للمقاتلات المصرية الدفاعية بهدف إشغالها, لذلك طلب من طائرات(MIG_21) المصرية ألا تعترض تلك المقاتلات, فقامت طائرات الفانتوم الإسرائيلية بالطيران في دائرة واسعة لبعض الوقت, و بعد أن أخفقت في إغراء المقاتلات المصرية لكي تترك مدينة المنصورة والقاعدة الجوية, تراجعت إلي البحر المتوسط عائدة الي قواعدها. و في الساعة (3:30) مساء من نفس اليوم أرسلت قيادة الدفاع الجوي المصري تحذيرا بوجود حوالي 60 طائرة للعدو تقترب من ثلاثة اتجاهات هي( بور سعيد, بلطيم, دمياط) فاصدر قائد اللواء الجوي(104) المصري أمرا باقلاع(.16 مقاتلة( ميجIG_21) واعتراض تلك المقاتلات, و في نفس الوقت قام بالتوضيح لطياريه لماذا لم يقم بإعطائهم هذا الأمر منذ البداية و طلب من الطيارين أن يهاجموا التشكيلات الإسرائيلية الثلاثة في محاولة لتشتيتهم ميج و بالتالي يصبحون عرضة للقنص ببقية مقاتلات( اللواء104) الجوي, و بعد أن انطلقت16 طائرة( ميج_21) من قاعدة المنصورة الجوية, انطلقت حوالي(8) طائرات مقاتلة ميجIG_21) أيضا من قاعدة طنطا الجوية للمشاركة في القتال و دعم هذه المقاتلات. و في حوالي الساعة(3:38) مساءا أخبرت محطات الرادار المصرية القيادة بان هناك حوالي(16) طائرة إسرائيلية أخري و تطير علي مستوي منخفض جدا و من نفس الاتجاه فتم اقلاع(8 مقاتلات ميجIG_21) من قاعدة المنصورة الجوية و(8 طائرات مقاتلة أخري( ميج_21) من قاعدة أبو حماد الجوية للمساعدة في صد الموجة الثانية. و في حوالي الساعة(3:52) مساء التقطت الرادارات المصرية موجة أخري من طائرات العدو حوالي(60) طائرة أخري من طرازي فانتوم وسكايهوك. وكانت تطير علي مستوي منخفض جدا و من نفس الاتجاه كما في السابق و يعتقد بان مهمة تلك الطائرات ضرب أهداف لم يتم أصابتها في الموجة الثانية.ومع اقتراب الموجة الإسرائيلية الثالثة من بلدة دكرنس الموجودة في دلتا النيل دخلت في اشتباك جوي مع الطائرات المصرية, و بينما كانت الموجة الإسرائيلية الثانية تهرب شرقا فقد قامت حوالي(20) طائرة( ميج) بالهبوط للتزود بالوقود و المعركة مستمرة من فوقهم ثم اقلعت مرة أخري لاعتراض طائرات العدو. و قد أدرك قائد الموجة الثالثة من الطائرات الإسرائيلية بان الهجمات السابقة فشلت, و أن هناك مقاتلات مصرية في سماء المعركة أكثرمما كان يتوقعه فامر الطائرات الإسرائيلية بالتراجع وعبرت آخر طائرة إسرائيلية الساحل الشمالي حوالي الساعة(08-4 مساء).. نتائج المعركة بعد إنتهاء الحرب والتدقيق والدراسة تبين أن نتائج معركة المنصورة الجوية الحقيقية كانت كالتالي: أسقطت 17 طائرة مقاتلة إسرائيلية عن طريق7 طائرات ميج. أسقطت 3 طائرات مقاتلة مصرية بالإضافة إلي فقدان طائرتين بسبب نفاذ وقودهما و عدم قدرة طياريها على العودة إلي القاعدة الجوية, كما تحطمت طائرة ثالثة أثناء مرورها عبر حطام طائرة فانتوم متناثرة في الجو كانت قد أسقطت بواسطة تلك الطائرة, طبقا للتصريحات من كلا الجانبين. بالرغم من التفوق العددي والنوعي من جانب القوات الجوية الإسرائيلية حيث أنها امتلكت طائرات مختلفة الطرازات و حديثة لعل اهمها(PAHANTOMS&MIRAGE&SKYHAWK) هذا بالإضافة إلي طياريها ذو التدريب الفائق و الخبرة الممتازة، فان ما كان يميز الجانب المصري عن نظيره الإسرائيلي هو أن الطيارين و الطائرات المصرية كانت مدعومة بموظفي الصيانة و محطات القيادة و السيطرة و التوجيه الأرضي لان المعركة كانت فوق الأراضي المصرية في دلتا النيل, و الروح المعنوية العالية للطيارين لأنهم كانوا يدافعون عن سماء بلادهم, و بسبب أيضا ما حققته الضربة الجوية في يوم6 أكتوبر1973 من أهداف أعادت لهم الثقة بالنفس مرة أخري. وهذه المعركة تدرس الان في أكبر المعاهد العسكرية في العالم.واصبح يوم14 اكتوبر عيدا للقوات الجوية المصرية. البيان رقم (39) للقوات المسلحة وفي الساعة 10 مساءًا أذاع راديو القاهرة البيان رقم (39) و ذكر في الإذاعة المصرية. التاريخ: 14/10/1973 الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة بسم الله الرحمن الرحيم دارت اليوم عدة معارك جوية بين قواتنا الجوية وطائرات العدو التي حاولت مهاجمة قواتنا ومطاراتنا وكان أعنفها المعركة التي دارت بعد ظهر اليوم فوق شمال الدلتا وقد دمرت خلالها للعدو 15 طائرة وأصيبت لنا ثلاث طائرات كما تمكنت وسائل دفاعنا الجوي من إسقاط 29 طائرة للعدو منها 2 طائرة هيلوكبتر طوال اليوم وبذا يكون إجمالي خسائر العدو من الطائرات في معارك اليوم 44 طائرة منها 2 طائرة هيلوكبتر. ومن جهتها أذاعت الإذاعة الإسرائيلية أن القوات الجوية الإسرائيلية قد أسقطت (15) طائرة مصرية ثم عدل الرقم إلى (7) طائرة بعد ذلك. وبعد ذلك أصدرت القوات الجوية المصرية بيانًا مفصلًا وذكرت فيه أنه قد تم إسقاط (17) طائرة للعدو و فقدان (6) طائرات مصرية ثلاثة منها أسقطوا بواسطة طائرات إسرائيلية، واثنين تحطموا لنفاذ الوقود و عدم وصولهم لقاعدتهم الجوية لإعادة لتزود بالوقود وأما الثالثة فقد تحطمت نتيجة انفجار طائرة فانتوم إسرائيلية بالقرب منها. وأصبحت معركة المنصورة الجوية أقوى معركة بالشرق الأوسط، وتعتبر بأنها أطول المعارك الجوية في التاريخ وذلك بقدرات الطيارين المصريين بطائرات الميج 21 والتي تفوق إسرائيل عليها بطائرات الفانتوم الحديثة حيث كان هدفها تدمير القواعد الجوية المصرية والصواريخ المضاده للطائرات لكي تهيمن على سماء مصر وتقضي على القوات البرية ولكن لم تستطيع إسرائيل تحقيق الهدف وانتهت المعركة بانتصار مصر ومهيمنه على مجالها الجوي وذلك بفضل وبراعة الطيارين المصريين والذي أصبح يوم 14 أكتوبر عيد سنوي للقوات الجوية تفتخر بما انجزته في الحرب. شهادات المعركة ويقول مقاتل طيار أحمد يوسف الوكيل في شهادة للمجموعة 73 مؤرخين "لقد قمنا بالترتيب مع المجموعات الجوية في قاعدة ( المنصورة ) التي كان يوجد بها سربين يتم استخدامهما في مهام الدفاع الجوي والاعتراض و السرب الثالث كان موجود في قاعدة ( طنطا) الجوية وكان يستخدم في حماية كلتا القاعدتين وكانت لا توجد أي خسائر في يوم (14) أكتوبر وعندما كنت أطير مع ثلاثة طائرة أخرى اعترضتنا (6) طائرات فانتوم إسرائيلية لذلك انقسمنا إلى قسمين من ثلاثة طائرات و قمنا باعتراض تلك الطائرات و اضطرت تلك الطائرات الفانتوم أن تسقط جميع أحمالها من القنابل لكي تكون قادرة على الاشتباك معنا و بالفعل اشتبكت مع إحدى تلك الطائرات و قمت بإطلاق مدفع طائرتي و لم أكن أستطيع أن أستخدم الصواريخ لأن هذه الطائرة كانت قريبة جدًا مني و بالفعل أسقطت تلك الطائرة و شاهدت مظلتان للطيارين اللذان كانا بها ، و أنا في ذلك الوقت لم أستطع أن أحدد كم طائرة اشتركت في هذا القتال و لقد فوجئت عندما سمعت عن عدد الطائرات التي اشتركت في القتال من كلا الجانبين و قلت " يا الهي بالفعل لقد كان هناك حالات ازدحام مروري على الأرض في مصر و الآن في السماء أيضًا " بينما قال نصر موسى في شهادته "كنت أطير بمقاتلة ميج 21 للدفاع الجوي في حرب أكتوبر في قاعدة المنصورة و كنا قد علمنا يوم 5 أكتوبر أن الحرب ستكون غدًا . و في 14 أكتوبر تعرضت قاعدة المنصورة لهجوم عنيف من العدو و أصدرت الأوامر بسرعة التحليق و الاشتباك, و كنا هناك ثمانية منا و أثناء التحليق رأينا مقاتلات إسرائيلية تقترب من القاعدة لتقصفها فزدنا من سرعتنا و ألقينا خزانات الوقود الإضافية و حددت مقاتلة إسرائيلية لاقتناصها و لكني تذكرت القاعدة الذهبية إن لابد من تأمين ذيل مقاتلتي قبل أن أهجم فنظرت في المرآة فرايت مقاتلة إسرائيلية خلفي فتنحيت يمينًا بسرعة شديدة و أصبحت خلفها و أسقطتها بمدفع مقاتلتي الرشاش. وعندما حصلنا على نوع تلك المقاتلات في عام 1980 علمت كم هى ثقيلة هذه الطائرة لعمل مناورات جوية .و ظللت محلقًا في الجو لمدة 30 دقيقة و عندما هبطت كان مؤشر الوقود يعطي صفرًا. وقال اللواء طيار محمد صلاح عارف أحد أبطال طياري الهيلكوبتر في حرب 73، شارك في عمليات القوات الخاصة والصاعقة خلف خطوط العدو التي قامت بها المجموعة 39 قتال بمساعدة طائرات الهليكوبتر أن الطيار محمد صلاح عارف، قام بنقل طيار إسرائيلي أسير تم إسقاطه في معركة جوية فوق مطار المنصورة, من مطار المنصورة إلى مقر المخابرات. ويتحدث الطيار داخل المستشفى التي تم وضعه فيها أسيرًا في مصر، بعد نجح نسورنا في إسقاط طائرته، ليروي بطولة الجندي المصري في معركة المنصورة التي كانت تعد أطول وأقوى معركة جوية في التاريخ. المعركة بعيون إسرائيلية وقال إيتان بن إلياهو طيار إسرائيلي في حرب أكتوبر 1973 أننا حاولنا القيام بعبور مضاد حيث أمدتنا الولاياتالمتحده بكل العتاد اللازم خلال ساعات محدوده وتمت تعبئة الطيارين ، كنت أول من وصل إلى القناة لكني وجدت الأمر مختلفًا جدًا هذه المرة ، وهربت بطائرتي وطلبت منهم في القيادة ألا يرسلوا أي طائرات أخرى لأن الطائرة التي ستذهب ..لن تعود! عبقرية نسور مصر ورغم التفوق العددى للطائرات الصهيونية، فإن نسور الجو، خاصة قاعدة مطارات المنصورة واجهوا العدو بحوالى 62 طائرة مقاتلة مصرية فقط، واستطاعوا ببسالة وشجاعة فائقة ومنقطعة النظير هزيمة العدو، وإسقاط 18 طائرة له، مما اضطر باقى طائراته للفرار. خاضت اسرائيل هذه المعركة بطائرات حديثة، ومن طرازات مختلفة، مثل الفانتوم، والميراج، والسكاى هوك، وكنا نقاتل بطائرات الميج، لكن الفارق كان فى عبقرية الطيار المصرى وبسالته وصموده، واستطاعت 7 طائرات ميج مصرية أن تسقط للعدو 17 طائرة حديثة.. هذه المعركة الأسطورية مازالت تدرس فى أكبر المعاهد العسكرية فى العالم، وأصبح 14 أكتوبر عيدًا لمصر وللقوات الجوية.