تعد معركة المنصورة أكبر معركة جوية بين مصر وإسرائيل وقعت في 14 من أكتوبر 1973، حين حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير قواعد الطائرات بالدلتا في كل من طنطا، والمنصورة، والصالحية لكي تحصل على التفوق في المجال الجوي، ولكن تصدت لها الطائرات المصرية. وكانت المعركة الحاسمة في يوم 14 من أكتوبر بمدينة المنصورة في أكبر معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبح ذلك اليوم العيد السنوى للقوات الجوية المصرية. فى ذلك اليوم أطلقت إسرائيل غارة كبيرة الحجم تتكون من 165 طائرة مقاتلة من نوع إف-4 فانتوم الثانية وإيه-4 سكاي هوك (A-4 Skyhawks) لتدمير قاعدة المنصورة الجوية (يطلق عليها أيضاً البقلية أو قاعدة شاوة الجوية).. استمرت المعركة 53 دقيقة. وفى تمام الساعة 3:15 عصر يوم 14 اكتوبر 1973، لاحظت عناصر الاستطلاع 20 مقاتلة إسرائيلية من طراز " F4Phantom " قادمة من البحر متجهة إلي بورسعيد، وابلغت الاشارة الي قائد القوات الجوية الفريق محمد حسني مبارك فامر اللواء أحمد عبدالرحمن نصر قائد القاعدة الجوية لعمل مظلة جوية فوق القاعدة الجوية بالمنصورة وألا يبحث الطيارون المصريون عن المقاتلات الاسرائيلية والاشتباك معها وكان قرار عدم الاشتباك غريبا بالنسبة للطيارين المصريين . الساعة 3:30 عصر يوم 14 أكتوبر 1973 أرسلت قيادة الدفاع الجوي تحذيرا باقتراب 60 مقاتلة إسرائيلية من ثلاثة اتجاهات مختلفة في اتجاه بلطيم ودمياط وبورسعيد فامر الفريق مبارك الطيارين بالاعتراض والاشتباك هذه المرة وشرح لهم لماذا لم يعطهم الأمر بالاشتباك في المرة الاولي، لأن الاسرائيليين كانوا يريدون تشتيت المقاتلات المصرية قبل الهجوم الإسرائيلي الرئيسي. حيث إن الهجوم الجوي الإسرائيلي يتكون من ثلاث موجات.. الأولي ترسل كطعم فتنطلق خلفها المقاتلات المصرية ويكون هذا الوقت المناسب للموجة الثانية التي يكون هدفها ضرب الدفاعات حول الهدف الرئيسي وأخيرا الموجة الثالثة الرئيسية التي تهدف لتدمير الهدف الرئيسي وهو قاعدة المنصورة الجوية، وقد استمرت المقاتلات الإسرائيلية في الدوران في حلقات لكنها لم تفلح في اجتذاب المقاتلات المصرية.. ثم بعد ذلك انطلقت 16 مقاتلة مصرية من طراز Mig 21 لمواجهة المقاتلات الإسرائيلية من الثلاث جهات في محاولة لبعثرة هذه الطائرات لتكون معرضة للهجوم بشكل أفضل من باقي طائرات القاعدة الجوية.. ثم أقلعت 8 مقاتلات أخري من الطراز نفسه من طنطا لمساندة ال 16 مقاتلة الموجودة بالفعل في الجو. الساعة 3:38 عصر 14 اكتوبر 1973 أبلغت محطات الرادار المصرية قيادة القوات الجوية بقدوم 16 طائرة اسرائيلية من الاتجاه نفسه علي ارتفاع منخفض جدا فاقلعت آخر 8 طائرات من القاعدة الجوية في المنصورة للتصدي للهجوم لحين وصول مقاتلات أخري من قاعدة أبوحماد الجوية.. ايذانا ببدء اشرس المعارك الجوية علي الإطلاق . الساعة 3:52 عصر 14 اكتوبر 1973 التقطت الرادارات المصرية موجة إسرائيلية أخري مكونة من 60 مقاتلة إسرائيلية من طراز F/4 Phantom , Skyhawk علي ارتفاع منخفض جدا وكانت مهمتها تدمير الاهداف التي لم تدمر في الموجة الثانية التي فشلت فشلا ذريعا في تدمير أي هدف مثل الموجة الأولي.. فاقلعت 8 مقاتلات Mig 21 من قاعدة انشاص الجوية للتصدي ولحقت بهم 20 مقاتلة أخري كانت قد هبطت للتزود بالوقود فظن قائد الموجة الثالثة الاسرائيلية أن المقاتلات المصرية قد زاد عددها عن المرات السابقة فانسحبت. الساعة 4:08 عصر 14 اكتوبر 1973 انسحبت آخر طائرة إسرائيلية وكان ذلك علامة انتهاء هذه المعركة الخالدة في تاريخ القوات الجوية المصرية. كان هذا الهجوم رابع هجوم لتدمير قاعدة المنصورة الجوية إذا حاولت إسرائيل ضرب هذه القاعدة في 7, 9 و 12 أكتوبر لكنها لم تفلح ولكنها هذه المرة كانت مصممة علي ذلك ويظهر تصميمها عدد الطائرات الإسرائيلية المهاجمة والتي بلغت 120 مقاتلة ولكنها فشلت هذه المرة أيضا. وفي الساعة العاشرة مساء (توقيت القاهرة المحلي) أذاع راديو القاهرة البلاغ رقم 39 والذي جاء فيه "دارت اليوم عدة معارك جوية بين قواتنا الجوية وطائرات العدو التي حاولت مهاجمة قواتنا ومطاراتنا وكان أعنفها المعركة التي دارت بعد ظهر اليوم فوق شمال الدلتا. وقد دمرت خلالها للعدو 15 طائرة وأصيب لنا 3 طائرات. كما تمكنت وسائل دفاعنا الجوي من إسقاط 29 طائرة للعدو منها طائراتا هيليكوبتر، وبذلك يكون إجمالي خسائر العدو من الطائرات في المعارك اليوم 44 طائرة منها طائرتا هيليكوبتر." على نفس الصعيد زعم الراديو الإسرائيلي في نهار اليوم التالي، أن القوات الجوية الإسرائيلية أسقطت 15 طائرة مقاتلة مصرية ولكن هذا الرقم تضائل إلى سبعة فيما بعد . وبعد انتهاء الحرب تبين أن نتائج معركة المنصورة الجوية الحقيقية كانت كالتالي: أسقطت 17 طائرة مقاتلة إسرائيلية عن طريق 7 طائرات ميج. أسقطت 3 طائرات مقاتلة مصرية بالإضافة إلى فقدان طائرتين بسبب نفاد وقودهما وعدم قدرة طياريها علي العودة إلى القاعدة الجوية، كما تحطمت طائرة ثالثة أثناء مرورها عبر حطام طائرة فانتوم متناثرة في الجو كانت قد أسقطت بواسطة تلك الطائرة. وتم إعلان يوم 14 أكتوبر من كل عام عيدًا للقوات الجوية.