في حياة الشعوب أيام تتجاوز حدود التاريخ والزمن لأنها تبقي علامات مضيئة وسط أحداث وأزمات وقضايا تتشابك في مسيرة الشعوب وهذا ما يشعر به المصريون كلما عادت ذكري انتصار أكتوبر، لقد جاء هذا الحدث الكبير وسط حالة انكسار حادة أمام هزيمة عسكرية ضارية في عام 67 تصور المصريون بعدها ان الزمن توقف بهم .. كانت مرارة الهزيمة قد شوهت كل شىء في حياتنا كشعب وكان هناك إحساس طويل بالمهانة وانكسار الحلم .. وقد ظلمت الأحداث يومها جيش مصر لأنه تحمل هزيمة لم يشارك فيها، لأن مصر لم تحارب في 67 ولكنها كانت أخطاء وخطايا قيادات لم تقدر حجم المسئولية .. جاء انتصار أكتوبر ليمسح عنا هذا العار ويؤكد للعالم إن جيش مصر لم ينكسر ولكنه استعاد إرادته وقوته وعزيمته وحقق نصراً كبيرا رغم كل الظروف الصعبة التي كانت مصر تعيشها .. في كل عام نتذكر أكتوبر ونجدد هذه الإرادة التي صنعت هذا النصر والزعيم انور السادات هذا القائد الذي اتخذ بكل جسارة قرار الحرب وهؤلاء الرجال الذين تحملوا المسئولية ودفعوا ثمن الشهادة من اجل الوطن .. إن أكتوبر النصر ينبغي ان يبقي درسا لكل الأجيال وان يكون نقطة انطلاق نحو المستقبل حتي لو كان الأمس صعبا ومؤسفا .. يجب ان نستوعب درس أكتوبر ونحن نعيد بناء مصر التي نحلم بها .. مصر البناء والحرية والكرامة .. مصر الدور والمسئولية والإرادة .. مصر التاريخ المضئ بالعلم والإبداع والحضارة .. في كل عام يجب أن نستلهم من نصر أكتوبر تاريخا جديدا وعزيمة نواجه بها كل التحديات.. في أكتوبر 73 توحدت إرادة هذا الشعب مع جيشه وصنعت أسطورة في العطاء والانتماء ومواجهة المخاطر ونحن الآن نعيش معركة مع الإرهاب توحدت فيها إرادتنا ونواجهه فيها، معركة للبناء بعد السنوات العجاف وقد طالت .. وتحيط بنا مؤامرات دولية وإقليمية عصفت بأجزاء عزيزة من هذه الأمة وعلينا الآن ان نستعيد إرادتنا ونواجه مشاكلنا ولا شك إننا قادرون علي النصر بعون من الله وإيمان بقدرات هذا الوطن وصلابة جيشه.