أعظم ما تحققه ثورة يناير هو أنها تعيد لنا مصر التي افتقدناها سنوات طويلة. مصر القادرة علي تحقيق المعجزات وصنع التقدم، القادرة علي تخطي الصعاب وتحدي المستحيل. هكذا كانت مصر في 6 أكتوبر، وهي تذهب للثأر من هزيمة لا تستحقها، كانت مصر.. في اصعب الظروف - قادرة علي بناء جيش المليون مقاتل المسلح بالعلم والمعرفة والتخطيط السليم والايمان بحتمية انتصار الحق واسترداد الأرض. كان درس اكتوبر الأكبر »أننا نستطيع« حين نريد وحين نحسن التخطيط وحين نتوحد حول الهدف، وحين نمتلك ارادة الانتصار جمعنا كل ذلك فيما أسميناه »روح أكتوبر« وانتظرنا ان ننقلها من معركة تحرير الأرض إلي معارك البناء والتقدم واقامة مصر التي نحلم بها.. وطنا للعدل والحرية. كانت الاحلام بعد اكتوبر بحجم الانتصار الذي حققه الشعب وجيشه العظيم.. لكن الحكم - للاسف الشديد - كان اصغر من الاحلام، والنصر كان أكبر بكثير من النظام!! وهكذا تركنا التخطيط الي الفهلوة، واهملنا العلم واحتقرنا العمل، وتركنا ثمار النصر تذهب للصوص والسماسرة بدلا من ان تذهب لمن ضحوا وحاربوا ودفعوا تكاليف المعركة وتحملوا العبء كاملا، وكافأنا الشعب بإغراقه في الفقر وحرمانه من العدل والحرية، ورأينا قيادة تحول مصر أكتوبر الي دولة بلا دور ولا مكانة في عالم عربي يفتقد قيادتها ويحلم بعودتها. الآن يسقط النظام الذي فعل بمصر اكتوبر كل ما فعل. تواجه الثورة ميراثه الثقيل، ولكننا نرفع الرأس ونستعيد الأمل. ندوس علي بقايا دولة الفساد والاستبداد والتبعية. نمتلك من جديد القدرة علي أن نحلم بالوطن الذي نريده لأبنائنا. نعرف أن هناك من يتربص بالثورة، ومن يتآمر عليها، ومن يريد اختطاف الثورة كما سرق النصر في أكتوبر.. لكننا تعلمنا الدرس وفهمنا اللعبة ودفعنا الثمن! كل أكتوبر ومصر بخير، وثورتها منتصرة، وشعبها قادر علي أن يحلم، وأن يحرس الأحلام حتي تتحقق.