نقلا عن : الاهرام 3/9/07 القبول بمرحلة رياض الاطفال أصبح لغزا محيرا للاسرة المصرية بعد ان ارتفع سن القبول بالمرحلة الاولي إلي خمس سنوات ونصف السنة وبالتالي ارتفاع السن قد يؤدي إلي التأخر في المراحل المختلفة, فقد يصل سن الطالب بعد حصوله علي الابتدائية إلي13 عاما وهي سن الاعدادية, ويؤكد المسئولون ان المشكلة الحقيقية في ذلك هي الاقبال الشديد علي مدارس اللغات والتجريبي, في الوقت الذي توجد فيه أماكن محدودة لاتستوعب كل المتقدمين. وأن خطة الدولة هي الوصول بنسبة التحاق الأطفال في مصر إلي60% خلال خمس سنوات وهو ما لايحدث علي الاطلاق في ظل العديد من العقبات مثل عدم وجود أماكن لبناء مدارس جديدة ومحدودية الأمكن بالمدارس القائمة والتي تعمل حاليا وأيضا عدم وجود تعاون بين المجتمع والجمعيات الأهلية لحل هذه المشكلة. عن هذه القضية يقول السيد عبدالسميع حمزة, وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالقاهرة إن سبب ارتفاع سن القبول في بعض أحياء القاهرة هو الاقبال الشديد علي المدارس التجريبية واللغات, خاصة في مصر الجديدة ومدينة نصر والزيتون والعديد من المناطق, في الوقت الذي تنخفض قليلا في القاهرةالجديدة ومنشية ناصر ومدينة السلام ولكن لايتم النزول سنوات بل شهورا وأحيانا أياما بين الادارات المختلفة. وأضاف ان القاهرة أقل وطأة من محافظة الجيزة لوجود عدد كبير من مدارس اللغات والتجريبي وايضا وجود مساحات للتوسعات العمرانية والبناء وهي المشكلة التي تعانيها الجيزة والتي ارتفع سن القبول بها أحيانا إلي5 سنوات و8 أشهر خاصة في العمرانية والهرم والدقي. بيما أكد السيد محمد فرغلي, وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة ان الاقبال الشديد مع محدودية الاماكن بالجيزة هو بسبب ارتفاع سن القبول خاصة أننا نأخذ بأعلي سن للمتقدمين, فقد يتقدم للمدرسة2000 طفل نأخذ منهم200 فقط لوجود عدالة مطلقة حيث قبول أكبرهم سنا وأن هناك دراسات وخططا للتوسع في المدارس التجريبية في بعض المدارس الابتدائية والاعدادية القائمة لحل مشكلة الاقبال الكبير علي رياض الاطفال بالتجريبي نظرا للطبيعة الخاصة بالمحافظة من الناحية الاقتصادية حيث أن ساكنيها أغلبهم من متوسطي الحال الذين يعجزون عن دخول مدارس اللغات الخاصة وارتفاع مصروفاتها. أما سبب انخفاض سن القبول في الأقاليم فهو عدم الاقبال علي المدارس التجريبية لكونها مدارس لغات والمواطنون في تلك المراكز الاقليمية يريدون التعلم باللغة العربية وحتي المدارس الرسمية الحكومية وبالتالي ينخفض سن القبول إلي4 سنوات وبالأكثر4 سنوات وشهرين في الوقت الذي يتم القبول بالمدينة إلي5 سنوات و6 أشهر. وردا علي هذه الاستفسارات أكد الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم, استشعار الوزارة لهذه المشكلة التي تؤرق الاسرة المصرية سنويا, ومن هنا جاء تبني الوزارة لمشروع تحسين التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة والذي يمتد من2005 إلي2010 بالتعاون مع بعض الجهات المانحة والممولة من أجل تحقيق زيادة القدرة الاستيعابية لرياض الاطفال من3% إلي ما يقرب من60% بنهاية المشروع في عام2010. وأشار إلي أهمية تحقيق جودة التربية في مرحلة الطفولة المبكرة وبناء القدرات المؤسسية لرياض الاطفال وفق المعايير القومية الخاصة بتلك المرحلة, وفي اطار تحقيق هذه الأهداف أصدر الرئيس مبارك الموافقة علي اتفاق قرض( مشروع تحسين التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة) بمبلغ يعادل20 مليون دولار بين مصر والبنك الدولي. وأشار إلي حرص الوزارة علي النهوض بالطفولة المبكرة واصدار قرار بشأن انشاء لجنة عليا للتنسيق والمتابعة لأنشطة الطفولة بالوزارة. وأوضح الوزير أن الوزارة تحرص علي مساعدة المعلمات والموجهين للقيام بأدوارهم الوظيفية علي أكمل وجه, فتقوم الوزارة بتوفير التدريب في أثناء الخدمة بمراكز التدريب الخاصة برياض الاطفال, كما تقوم بتنظيم برامج تبث من خلال شبكة الفيديو كونفرانس وتدعيما لذلك قامت الوزارة بانشاء مراكز لتدريب المتخصصين في رياض الاطفال بمدينة نصر تستوعب100 متدرب وبورسعيد100 متدرب ومركز سوزان مبارك الاستكشافي وتنمية الطفولة المبكرة. وأشار إلي ان هذه المراكز تقوم بتوفير نموذج لتنمية الطفولة المبكرة, وطرق التعلم الحديثة وتوفير التدريب للمعلمات والعاملين برياض الاطفال والأبحاث المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة والموارد المادية المتعلقة بتنمية هذه المرحلة ووضع اطار فكري للمناهج المتمركزة حول الطفل بمساعدة خبراء محليين وخبرات عالمية. وقال ان الوزارة تتبني في الوقت الحالي أسلوب البعثات الخارجية حتي تكون المعلمة علي درجة عالية من الكفاءة طوال حياتها المهنية تحقيقا لمبدأ التعليم مدي الحياة ووصلت جملة أعداد المبعوثات إلي الخارج من عام1998 إلي عام2003 نحو195 معلمة. وعلي الرغم من الجهود السابقة فالواقع يشير إلي تدني نسبة الاستيعاب في رياض الاطفال في المدارس والتي تصل إلي15,3% وقد تصل إلي5% في بعض المحافظات التي يعاني فيها الاطفال بعض أشكال الحرمان البيئي والثقافي والتربوي وزيادة كثافة الفصول في معظم رياض الاطفال الرسمية والخاصة بما يؤثر سلبا علي جودة تربية الطفولة المبكرة, وعدم وجود رياض أطفال ببعض المدارس الابتدائية سواء أكانت ملحقة بها ام مستقلة عنها وعدم وجود فراغات منظورة أو غير منظورة يمكن استخدامها بعد انشائها وتجهيزها رياضيا للاطفال بما يتناسب مع حاجات الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة.