لا يكد الحبر الذي كتب به النائب العام قرار تحويل عامل مزلقان سكة حديد أسيوط لمحكمة الجنايات يبرد، حتى فوجئنا بحادث قطار جديد يقض مضاجع المصريين، ويضيف 19 قتيلاً و 107 مُصابًا إلى ضحايا السكك الحديدية المصرية. وكما يسجل التاريخ أن سكك حديد مصر ثاني أقدم شبكة سكة حديد في العالم بعد سكك الحديد البريطانية، فإن سجلاتها تسجل أيضًا أن تاريخها من أسوأ تواريخ السكك الحديدية في العالم. حادث تلو الآخر، وكارثة خلف أختها، وقطارات تسير بركابها إلى الموت، وسكك حديدية عفا الزمن على بعضها، وأرواح تزهق بلا ذنب، لكن مسئولي مصر لم ينتبهوا بعد، وكأن دم المصريين، الذي يسيل على القضبان عندهم بلا ثمن. ومن خلال هذا الملف نعرض التاريخ الدامي لحوادث القطارات، التي تنقل ما يقرب من 1.4 مليون راكب يوميًا، خلال الأعوام العشرين الأخيرة. لقد فقدت مصر خلال العشرين سنة الماضية عددًا كبيرًا من الأرواح في حوادث قطارات وطرق، لم تفقدها خلال سنوات الحرب بيننا وبين إسرائيل. ففى ديسمبر سنة 1993 كان حادث تصادم قطارى القاهرة والدلتا، وعلى بعد 90 كيلو متر من العاصمة، وأدى إلى مقتل 12 مواطنًا وإصابة 60 آخرين، ليأتى شهر مارس من عام 1994 ليقع حادث قطارى الدلتا والذى أدى إلى مقتل 75 راكبًا، وأكدت التحقيقات وقتها، أن المسئولية تقع على سائق القطار الذي قام بتجاوز السرعة المسموح بها رغم وجود ضباب كثيف مما تسبب فى الحادث. واحتل عام 1995 نصيب الأسد فى عدد حوادث القطارات، ففى فبراير قُتل 11 شخصًا كانوا يستقلون سيارة اصطدمت بقطار شمال القاهرة، وبعد هذا الحادث بشهرين قٌتل 49 شخصًا عندما اصطدم قطار بحافلة مزدحمة بعُمال النسيج عند تقاطع قرب بلدة قويسنا في محافظة المنوفية. وفى شهر ديسمبر من نفس العام، قٌتل 75 آخرين، إثر اصطدام قطار بآخر وسط ضباب كثيف وتم تحميل السائق المسئولية لزيادة سرعة القطار عن الحد المسموح به. وفى الصعيد، تسبب خلل فى الإشارات فى وقوع تصادم بين قطارين شمال أسوان، نتج عنه مقتل 11 شخصًا، فى فبراير سنة 1997. وبعدها بعام واحد، قٌتل 50 وأصيب أكثر من 80 في خروج قطار عن القضبان بالقرب من الإسكندرية، حيث فشل سائق القطار في التوقف عند مصدات نهاية الخط الحديدي واخترق المحطة إلى سوق مزدحمة، وأشارت التقارير وقتها إلى احتمال عبث بعض المسافرين المنبطحين فوق سطح القطار بصمام فرامل الهواء مما أدى إلى إتلافها. وفى سنة 1999 أدى تصادم قطاري ركاب إلى مقتل 10 وإصابة أكثر من 50 بإصابات خطيرة. وفى نوفمبر من نفس العام قتل 10 أشخاص وأصيب 7 عندما دهس قطار مجموعة من العُمال أثناء تقديمهم المُساعدة في حادث سيارة بمحافظة القليوبية، وهو نفس الشهر الذى شهد حادثة اصطدام قطار مُتجه من القاهرة إلى الإسكندرية بشاحنة نقل وخرج عن القضبان مُتجها إلى الأراضي الزراعية مما أسفر عن وقوع 10 قتلى و إصابة 7 أخرين. ومع نهاية عام 2000، اصطدم قطار بحافلة صغيرة عند تقاطع جنوبي القاهرة نتج عنه مقتل 9 وإصابة اثنين، وذلك قبل أن يأتى اليوم الأسوأ في تاريخ مصر والسكك الحديدية الشهير بحادث "قطار الصعيد" فى فبراير 2000، والذى راح ضحيته أكثر من 350 راكبًا، بعد أن تابع القطار سيره لمسافة 9 كيلومترات والنيران مُشتعلة فيه، وهو ما اضطر المسافرين للقفز من النوافذ، ولم يصدر بيان رسمى بالعدد النهائي للقتلى واختلف المحللون في عدد الضحايا، وذكرت بعض المصادر أن عددهم تجاوز 1000 قتيل، وتمت محاكمة 11 مسئولاً بهيئة السكك الحديدية في مصر، بتهمة الإهمال الجسيم. وهو الحادث الذى استقال معه وزير النقل المصرى إبراهيم الدميري، وصدر خلاله التصريح المُستفز للدكتور عاطف عبيد، رئيس الوزراء وقتها، والذى قال "نحمد ربنا إن مفيش أجانب ماتوا" وهو التصريح الذي زاد من كراهية الشعب المصرى له. وكان هذا الحادث هو الذي لفت الأنظار للبرلماني الدكتور محمد مرسى "رئيس الجمهورية الحالي" والذي كان استجوابه في مجلس الشعب سببًا في إثارة الرأي العام على الحكومة ومبارك، قائد القطار فصل العربات السبع الأمامية عن العربات المحترقة، وأخطر الجهات المعنية بالحادث، ثم واصل رحلته خشية توقفه وحدوث كارثة جديدة، الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء حينها زار مستشفى العياط المركزي، وقال إن الحريق اشتعل بعربات القطار بسبب انفجار موقد بوتاجاز في بوفيه إحدى عربات القطار، وامتدت النيران إلي باقي العربات، إقالة وزير النقل إبراهيم الدميري، ورئيس هيئة السكة الحديد، ومحاكمة 11 موظف بتهمة الإهمال، حصلوا جميعا على حكم بالبراءة، وفي الدعوى المدنية برفضها وإلزام رافعها مختار علي مهدي بمصاريفها. حادث قطار المناشي 8 مارس 2002 خرج قطار عن القضبان في محافظة الجيزة، وسقط في الرياح التوفيقي بنهر النيل؛ مما أسفر عن إصابة 31 راكبًا، وقال سائق القطار في تحقيقات النيابة إن جهاز التحكم الأوتوماتيك في سرعة القطار كان يُعاني من عطل بمجرد تحركه من محطة إيتاي البارود بالبحيرة، وقال إنه أبلغ المسئولين بمحطة صفط اللبن عن العطل، لكنه اضطر للاستمرار في السير لعدم وجود أجهزة صيانة للقطارات بهذه المحطات، وجهت للسائق تهمتي الإصابة الخطأ والإتلاف الخطأ. حادث قطار الإسكندرية في 28 فبراير 2006 اصطدام قطارين بالقرب من مدينة الإسكندرية، مما أدى إلى إصابة نحو 20 شخصًا، وإتلاف 4 عربات، ونسب الاتهام إلى الشبورة. حادث قطار الشرقية مايو 2006 اصطدم قطار شحن بآخر بإحدى محطات قرية الشهت بمحافظة الشرقية مما أدى إلى إصابة 45 شخصًا. حادث قطار قليوب أغسطس 2006 قتل 66 شخصًا على الأقل وأصيب 144 في اصطدام قطارين كانا يسيران على السكة نفسها، أحدهما قادم من المنصورة مُتجها إلى القاهرة، والآخر قادم من بنها على نفس الاتجاه، مما أدى إلى وقوع تصادم عنيف بين القطارين، وتم إقالة رئيس هيئة سكك حديد مصر حنفي عبد القوى، وووقف نائبه عن العمل، وحُكم على 14 من موظفي هيئة السكك الحديدة بالسجن لمدة عام بعد إدانتهم بتهمة الإهمال. حادث قطار شبين القناطر سبتمبر 2006 قتل خمسة أشخاص بينهما سائقا القطارين، وإصابة 28 في حادث اصطدام قطاري بضاعة وركاب، كانا يسيران على نفس السكة، في منطقة شبين القناطر بمحافظة القليوبية. حادث قطار أسوان - 19 سبتمبر 2007 اشتعلت النيران بسبب ماس كهربائي في إحدى عربات القطار القادم من أسوان إلى القاهرة، وقفز الركاب من النوافذ أول أيام العيد، وتم فصل العربة عن القطار بعد أن احترقت بالكامل. حادث قطار سوهاج - 16 أبريل 2008 انفصلت 19 عربة من قطار بضائع مُتجه من سوهاج إلى أسيوط، وتسببت في إصابة شخصين في مزلقان طهطا القبلي، ومصرع طفل في مزلقان طهطا البحري وتوقفت العربات المنفصلة بعد سيرها 6 كم بمحطة سكة حديد "نجا" وتوقف الجرار وباقي العربات بمحطة سكك حديد طما. حادث قطار بورسعيد - مايو 2008 احترق جرار القطار رقم 955 القادم من القاهرة إلى بورسعيد قبل توقفه بمحطة البلاح، ففصل السائق الجرار المحترق، وسار به لمسافة بعيدة، ليُصاب وحده بحروق شديدة. حادث مزلقان بنها - يوليو 2008 مصرع شخصان وأصيب آخران في تصادم قطار في مزلقان الزقازيق بمدينة بنها، مع القطار رقم (970) القادم من بورسعيد إلى سوهاج مع السيارة رقم (71134) أجرة قليوبية، واتهم خفير المزلقان بالإهمال بسبب غيابه وتركه الجنزير مفتوحاً. حادث مطروح يوليو 2008 قتل 58 شخصًا على الأقل وإصيب 60 آخرين، عندما اصطدم قطار بعدد من السيارات عند مزلقان بالقرب من مدينة مرسى مطروح، وحملت الحكومة المسئولية لسائق مقطورة كان يقود بدون فرامل. حادث قطار أسوانالقاهرة 18 سبتمبر 2008 اشتعل حريق بقطار إسباني مُتجه من القاهرة إلى أسوان، وتم نقل 58 سائحًا من مختلف الجنسيات بواسطة الأتوبيسات. حادث قطار أسوان - 1 أكتوبر 2008 انقلاب القطار رقم 1902 المتجه من القاهرة إلى أسوان، مما أدى لتعطيل حركة القطارات على خط الصعيد. حادث قطار إيتاي البارود - 4 أكتوبر 2008 إصابة 16 شخصًا من ركاب قطار بإيتاي البارود بإصابات شديدة بالرأس وبتر باليدين والقدمين، عند الاحتكاك بين سيارة نقل مُحملة بالمخلفات. حادث قطار "العياط 2" - أكتوبر 2009 تصادم قطارين في منطقة العياط على طريق القاهرة-أسيوط، مقتل 30 شخص وإصابة آخرين، حيث تعطل القطار الأول وجاء الثاني ليصطدم به من الخلف، وقدم وزير النقل محمد لطفي منصور استقالته بعد ثلاثة أيام من الحادث. حادث قطار الجيزة - 9 مارس 2009 انقلاب جرار قطار الجيزة 6 أكتوبر، وإصابة سائقه والمحصل، بسبب خروجه عن القضبان نتيجة عاصفة رملية هبت قبل خروج القطار في التجريب، ولم يكن عليه سوي راكب واحد. حادث قطار الإسكندرية - 17 مايو 2009 انقلبت قاطرة رقم 3016، وسارت 6 كيلو بدون سائق، بعدما تركها السائق في ورش الإصلاح دون توثيق المكابح، وقتلت اثنين وأصابت 10 أشخاص، وحطمت 5 سيارات. حادث قطار الإسكندرية - 2 يوليو 2009 تحرك القطار رقم 1906 المتوقف بمحطة مصر فجأة، وفشل سائقه في السيطرة عليه بسبب عطل الفرامل، حتى اصطدام بمسجد المحطة بالإسكندرية، أصيب في الحادث 3 ركاب. حادث قطار المنيا - 16 أغسطس 2009 خروج قطار عن القضبان في الواسطى بالمنيا أثناء دخوله محطة مركز الفشن، بسبب قطع في خرطوم الهواء، فاصطدم ببرج المراقبة فقتل قائده وأصيب مساعده. حادث قطار قنا - 28 أغسطس 2009 خرج قطار القاهرة - أسوان عن القضبان عند دخوله محطة قنا، دون إصابات. حادث قطار فرشوط - أكتوبر 2009 اصطدم قطار القاهرة - أسوان، بسيارة أجرة قادمة من قنا، على مزلقان فرشوط، حيث كان المزلقان مفتوحًا بسبب غياب العامل، مما نتج عنه إصابة 5 بينهم سائق السيارة، واتهام عامل المزلقان بالإهمال، وحبس سنة. حادث قطار قنا- نوفمبر 2009 اصطدم قطار أسوان - الإسكندرية بسيارة نقل في أبنود بقنا، فقتل شخص وأصيب 6 آخرين. حادث قطار إدفو - 3 أبريل 2010 حريق باحدي عربات القطر الإسباني رقم 1902 بإدفو، نتج عن سخونة "رولمان البلي" بإحدى العجلات، مما أدى إلى اشتعال النيران بها. حادث قطارات البحيرة - 8 أبريل 2010 مصرع شخصين وإصابة 9 آخرين في 3 حوادث، أولها تصادم قطار الإسكندرية - المنصورة بآخر مطروح - القاهرة، بعد تعطل القطار الأول أمام منطقة "الحجناية" واصطدم به القطار الثاني من الخلف، وأسفر عن إصابة 9 أشخاص بإصابات خفيفة. الحادث الثاني وقع أمام نفق دمنهور، حيث صدم القطار شاب توفي في الحال، والثالث وقع أمام قرية نيسان بمركز أبو حمص، حيث صدم قطار القاهرة - الإسكندرية شخصًا مجهول الهوية، مما أدى إلى وفاته. حادث قطار المنصورة- 30 سبتمبر 2010 اصطدم قطار الزقازيق - المنصورة بسيارة ميكروباص، في مزلقان السكة الحديدية بمنطقة سندوب في المنصورة، وأسفر عن مصرع شخص وإصابة سائق الميكروباص، وتم حبس عامل المزلقان، لأنه لم يغلقه قبل الحادث. حادث قطار سوهاج- يوليو 2011 اصطدم قطار إسباني القاهرة - أسوان بسيارة نقل أثناء عبورها مزلقان العسيرات في سوهاج، نتج عنها مصرع سائق السيارة، وحبس عامل المزلقان. حادث قطار بني سويف - أغسطس 2011 اصطدام قطار القاهرة - أسوان أمام محطة ببا بسيارة نصف نقل، مما أدى إلى انشطارها نصفين وخروج القطار عن القضبان، حيث توفى سائق السيارة. حادث قطار البدرشين - 21 أكتوبر 2011 اصطدام قطار ركاب أسوان - القاهرة بعربة كارو، بين محطتي البدرشين والمرازيق بالجيزة، مما أدى إلى خروج جرار القطار عن القضبان، دون إصابات. حادث قطاري البدرشين- يوليو 2012 اصطدام قطارين بالبدرشين، بعد وضع ركاب قطار القاهرة- أسيوط فلنكات أمام قطار القاهرة- سوهاج، بمحطة الحوامدية، احتجاجًا على تخزين قطارهم، مما أدى لانقلاب 3 عربات وسقوط 4 مصابين. حادث قطار نجع حمادي - 21 أغسطس 2012 حريق محدود بأحد عربات في قطار القاهرة - أسوان أثناء توقفه بمحطة نجع حمادى، بسبب ماس كهربائي في المُكيف، تم السيطرة على الحريق دون إصابات. حادث قطار قليوب- أكتوبر 2012 ارتطام ضخم بسبب دخول القطار في التحويلة أثناء سيره بسرعة كبيرة، نتج عنه مصرع 6 أشخاص. حادث قطار الفيوم- نوفمبر 2012 اصطدام بين قطارين سارا على سكة واحدة، أحدهما مُتجه من القاهرة إلى الفيوم، والآخر من محطة الواسطى إلى الفيوم، حيث كانت جميع السيمافورات الخاصة بتنظيم الحركة والأسطوانات البديلة لها بخط الفيوم مُعطلة، حيث سمح بلوك قرية "الناصرية" لقطار القاهرة بالمرور، وبلوك قرية "سيلا" لقطار الواسطى، نتج عنه مصرع 3 أشخاص بينهم سائق قطار الواسطى، وإصابة 46 آخرين. حادث قطار أسيوط - 17 نوفمبر 2012 اصطدام قطار 165 "أسيوط – القاهرة" بأتوبيس معهد أزهري خاص أثناء ذهابه بالطلبة إلى المعهد، وكانت ضحايا الحادث: مصرع 35 تلميذًا وسائق الأتوبيس ومُدرّسة، وإصابة 17 آخرين.