بدأ المؤتمر الدولي الموسع حول العراق اعماله في اسطنبول قبل ظهر الجمعة على مستوى المدراء العامين والخبراء في وزارات خارجية الدول المشاركة. ويشارك في المؤتمر وهو الثاني من نوعه بعد مؤتمر شرم الشيخ في ايار/مايو الماضي دول جوار العراق (ايران وتركيا وسوريا والسعودية والاردن والكويت)والقوى الكبرى ومجموعة الثماني الصناعية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية. وتحضر وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس المؤتمر الوزاري السبت. ومن المقرر ان يلتقي وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير نظيره السوري وليد المعلم وسيكون اللقاء هو الاول من نوعه منذ اعوام عدة خصوصا بعدما قررت فرنسا مقاطعة كبار المسؤولين السياسيين بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005. كما سيشارك ايضا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومن المتوقع ان تطغى الازمة بين تركيا والاكراد على اجواء المؤتمر. وستجري رايس محادثات مع الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في انقرة الجمعة قبل الاجتماع المقرر لوزراء الخارجية. وتهدد تركيا بالقيام بعملية عسكرية داخل الاراضي العراقية في حال عدم اتخاذ بغداد وواشنطن اجراءات لوقف عمليات حزب العمال الكردستاني التي تنطلق من شمال العراق. ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة للحد من اندفاع انقرة في اتجاه شن هجوم عسكري يستمر الجيش التركي بارسال تعزيزات الى الحدود مع العراق حيث يواصل عمليات التمشيط. ومن ناحية اخرى، اعلنت رايس التي وصلت الجمعة الى انقرة انها تنوي اقناع تركيا بالتخلي عن شن عملية عسكرية "تزعزع الاستقرار" في العراق ، مشددة على ان حزب العمال الكردستاني هو "عدو" الولاياتالمتحدة والعراق وتركيا على حد سواء. وقالت رايس في الطائرة التي تنقلها الى انقرة حيث ستجري محادثات ثنائية الجمعة حول ملف حزب العمال الكردستاني الشائك "كل ما من شأنه زعزعة استقرار شمال العراق ليس في مصلحة تركيا ولا الولاياتالمتحدة ولا العراق". واوضحت رايس للصحافيين الذين يرافقونها قبل محطة في شانون (ايرلندا) "لذا دعونا الى ضبط النفس". واضافت "علينا ايجاد استراتجية فاعلة في مواجهة هذا التهديد" موضحة "لا يمكننا القيام بذلك من دون تنسيق بين الاطراف الثلاثة". وتغادر رايس انقرة مساء متوجهة الى اسطنبول حيث تلتقي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قبل عشاء مع نظرائها في دول جوار العراق. وتشارك السبتفي اجتماع ثلاثي مكرس لمشكلة حزب العمال الكردستاني مع مسؤولين عراقيين واتراك. وقالت رايس ان العراقيين يحملون "عددا من الافكار لطرحها على طاولة المفاوضات". واضافت ان الولاياتالمتحدة تأمل "ربط هذه الافكار ببعض الوسائل التي قد نوفرها مع اخرين" من دون ان تعطي اي ايضاحات اضافية. و قد كشفت وزارة الدفاع الاميركية الاربعاء ان الولاياتالمتحدة توفر لتركيا معلومات استخباراتية حول مواقع المتمردين الاكراد على طول الحدود مع العراق. وقالت رايس من جهتها انها اتصلت هاتفيا الاسبوع الماضي برئيس اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في العراق مسعود بارزاني لتطلب منه "النأي بنفسه بوضوح" عن حزب العمال الكردستاني. واوضحت "اكد لي انه لا ينوي ابدا توفير ملاذ لحزب العمال الكردستاني او دعم هذا الحزب".