اعترض ممثلوا حكومة الاحتلال العراقية على تضمين جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق في مشروع بيان المؤتمر الخاص بالعراق الذي سيعقد الخميس والجمعة القادمين في شرم الشيخ المصرية. وقال لبيد عباوي مساعد وزير الخارجية لحكومة الاحتلال -في مؤتمر صحفي عقد بالقاهرة- إن موضوع جدولة الانسحاب "سابق لأوانه ويتعلق بموقف الحكومة العراقية وقرارها لأنها هي التي يجب أن تحدد الجدول الزمني"!! وأضاف أن اجتماعا على مستوى كبار مسؤولي دول جوار العراق عقد أمس الاثنين اتفق خلاله على 99% من مشروع البيان الختامي الذي اقترحته مصر. قاعدة العراق تنفي مقتل المصري والتفجيرات تحصد العشرات
بيد أنه أوضح أنه مازالت هناك خلافات حول بضع نقاط تحتاج الوفود المشاركة للرجوع إلى حكوماتها. وقال مصدر في وزارة الخارجية المصرية إن اجتماعا تحضيريا ثانيا على مستوى كبار المسؤولين يعقد اليوم الأربعاء في شرم الشيخ لحسم النقاط الخلافية في مشروع البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق. وتشارك في مؤتمر شرم الشيخ إضافة إلى دول الجوار مصر والبحرين والجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى. وسيشهد المؤتمر أيضا إطلاق ما يسمى بالعهد الدولي حول العراق، حيث سيعقد اجتماع للدول المانحة يركز على قضيتي ديون العراق الخارجية وعمليات إعادة الإعمار. وقد قرر وزير الخارجية التركي عبد الله جل عدم رئاسة وفد بلاده في المؤتمر وينوب عنه وزير الشؤون الدينية محمد إيدين. ويبدو القرار مرتبطا بالأزمة الحالية في تركيا بسبب ترشيح جل لرئاسة البلاد.
على هامش المؤتمر .. رايس لم تسبعد لقاء متكي والمعلم في هذه الأثناء استبعد مهدي مصطفوي نائب وزير الخارجية الإيراني إمكانية حدوث لقاء على هامش المؤتمر بين الوزير منوشهر متكي ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.وقال في تصريحات للصحفيين إن الشروط الضرورية لإجراء مثل هذا الحوار غير متوفرة. كما اعتبر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام أن مسألة عقد محادثات أميركية إيرانية على هامش المؤتمر ليست جادة في ضوء المناخ الحالي. وقال في تصريحات نقلتها وكالة أنباء إيرانية إنه "إذا لم تتخل الولاياتالمتحدة عن موقفها ورؤيتها المستبدة والشيطانية فلن يتم حل المشكلات". ولم تستبعد واشنطن لقاء رايس ومتكي لكنها أكدت أنه سيركز فقط على الوضع في العراق ولن يتطرق إلى البرنامج النووي الإيراني. وقد أعلن مستشار وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون العراق ديفد ساترفيلد استعداد بلاده لإجراء أي "حوار مفيد" عن العراق، وقال إن بلاده تأمل في أن ترى من إيران خطوات إيجابية تترجم تصريحاتها بأنها تريد أن "ترى عراقا مستقرا مسالما وذا سيادة داخل حدوده". ولم تستبعد الوزيرة الأميركية أيضا عقد لقاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وتتهم واشنطندمشق بعدم بذل جهد كاف لوقف تسلل المقاتلين عبر حدودها إلى العراق.
وقد نفت ما تعرف باسم دولة العراق الإسلامية في بيان نشر على الإنترنت مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو أيوب المصري المعروف أيضا ب(أبو حمزة المهاجر). وذلك على عكس ما أعلنته وزارة الداخلية العراقية في وقت سابق والذي لم يؤكده الجيش الأميركي وسفير واشنطن في بغداد. وقال البيان إن "دولة العراق الإسلامية تؤكد للعالم الإسلامي سلامة أبو حمزة المهاجر وأنه ما زال يقاتل الأعداء". وجاء بيان النفي بعدما تضاربت الأنباء بشأن مصير زعيم تنظيم القاعدة في العراق، ففي حين أعلنت وزارة الداخلية مقتل المصري في اشتباكات داخلية شمال بغداد, لم يؤكد الجيش الأميركي أو ينفي النبأ. وقال الناطق باسم جيش الاحتلال بالعراق الكولونيل كريستوفر جارفر "أرجو أن يكون ذلك الخبر صحيحا, لكننا نريد أن نتأكد تماما من صحة هذه المعلومات". كما رفض السفير الأميركي في بغداد ريان كروكر تأكيد مقتل المصري، لكنه اعتبر مصرعه أمرا "ايجابيا"، مستدركا بأن ذلك لن يقضي على أنشطة القاعدة في العراق.
ويأتي ذلك بعد أن قال المتحدث باسم الداخلية العميد عبد الكريم خلف "عندنا معلومات استخبارية أكيدة تقول إن أبا أيوب المصري قتل اليوم بمنقطة النباعي في التاجي نتيجة لصراع داخلي"، مستبعدا أن يكون للقوات الأميركية أو العراقية أي علاقة بالموضوع. غير أن العميد خلف نفى في تصريحات لقناة العراقية الحكومية العثور على جثة المصري. وسبق أن أعلن مقتل المصري -الذي خصصت واشنطن لاعتقاله مكافأة بمبلغ خمسة ملايين دولار- مرتين سابقا, وذلك في أكتوبر/تشرين الأول 2006 وفبراير/شباط 2007, قبل أن ينفي الجيش الأميركي والسلطات العراقية ذلك.
حصاد العنف وفي سياق تواصل أعمال العنف في العراق لقي أكثر من ثلاثين عراقيا مصرعهم وأصيب عشرات آخرون في مناطق مختلفة. ففي الإسكندريةجنوب بغداد قتل 11 شخصا وأصيب آخرون برصاص مسلحين هاجموا حافلتهم. وقالت الشرطة إن من بين الجرحى امرأة وطفلا. كما قتل أربعة أشخاص إثر سقوط قذائف في منطقة سكنية وسط اللطيفية جنوب بغداد. وذكرت الشرطة أن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون جراء هجوم مسلح من مجهولين استهدف الأهالي في اللطيفية أيضا. وفي بعقوبة شمال شرق بغداد قتل خمسة أشخاص في هجوم مسلح استهدف قرية خلوف في ناحية خان بني سعد وفق ما ذكرت مصادر الشرطة التي أعلنت أيضا "مقتل أربعة أشخاص في هجمات متفرقة بكركوك شمالي البلاد. وفي الحسينية شمال بغداد قتل عشرة أشخاص وجرح 15 آخرون في هجوم بقذائف الهاون استهدف المنطقة. وقتل عامل وأصيب ثلاثة آخرون في إطلاق نار من سيارة نحوهم في المسيب جنوب العاصمة. وأفاد مصدر في الشرطة بأن عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش العراقي انفجرت في المحاويل, مما أدى إلى مقتل مدني. وفي تطور آخر قالت الشرطة العراقية إنها عثرت على زهاء خمسين جثة في أنحاء متفرقة من العراق خلال ال24 ساعة الماضية منها 37 في بغداد وحدها.
تهديد سني وعلى خلفية تدهور الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد قال أعضاء بجبهة التوافق العراقية من بينهم أحد نائبي الرئيس العراقي إن الجبهة تدرس الانسحاب من حكومة نوري المالكي لأنها تعتقد أنه لا يجري التعامل مع مخاوف السنة.
وقال زعيم الكتلة عدنان الدليمي من العاصمة الأردنية عمان حيث يقوم بزيارة "نحن جادون بعون الله في الانسحاب ونفكر جديا به"، وأضاف أن الأسباب وراء هذا القرار كثيرة منها الشعور أن "هذه الحكومة تتصرف بموجب أجندة طائفية وليست أجندة عراقية". من جانبه قال طارق الهاشمي -نائب الرئيس العراقي والعضو البارز بالكتلة- إن الجبهة ستعلن موقفها قريبا بشأن الانسحاب. وأضاف "نحن في جبهة التوافق محبطون للغاية مشاركتنا أصبحت لا معنى ولا قيمة لها لأن الجبهة مهمشة 100% هناك تهميش وإقصاء وتتخذ القرارات من الحكومة بمعزل عن اي مشاركة سياسية وديمقراطية".
وللكتلة ستة وزراء في الحكومة وسيمثل الانسحاب ضربة للمالكي كما سيثير شكوكا بشأن مدى تمثيل إدارته للطوائف العراقية. وكان ستة وزراء ينتمون للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر انسحبوا من الحكومة الشهر الماضي احتجاجا على رفض المالكي تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق.
الخلافات تخيم على مؤتمر جوار العراق ورايس تحذر
كوندوليزا رايس حاولت توحيد مواقف الدول قبل انعقاد قمة شرم الشيخ
قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن الدول المجاورة للعراق ستخسر كثيرا إذا لم تستخدم نفوذها للمساهمة في استقرار البلد. جاءت تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية أثناء توجهها لحضور المؤتمر الدولي بشأن العراق في شرم الشيخ بمصر. وأكدت رايس للصحفيين الذين يرافقونها بالطائرة أن "أهم رسالة سأنقلها هي أن عراقا مستقرا وموحدا وديمقراطيا سيكون عماد الاستقرار في الشرق الأوسط، وعراقا غير مستقر وليس للجميع سيكون مصدر عدم استقرار للمنطقة". وأضافت رايس "علينا كلنا أن نوحد سياساتنا ووسائلنا للمساهمة في الاستقرار".. تعنى هى والعرب!! يأتي ذلك فيما يعقد اليوم في المنتجع المصري اجتماع تحضيري للتوصل إلى صيغة للبيان الختامي للمؤتمر الذي يعقد يومي الخميس والجمعة تحت شعار بحث سبل إعادة الاستقرار في العراق. ويشارك في المؤتمر وزراء خارجية إيران وتركيا والسعودية والكويت والأردن وسوريا ومصر والبحرين والجامعة العربية والأمم المتحدة ودول مجموعة الثماني ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وسيشهد المؤتمر أيضا إطلاق ما يسمى بالعهد الدولي حول العراق، حيث سيعقد اجتماع للدول المانحة يركز على قضيتي ديون العراق الخارجية وعمليات إعادة الإعمار.
السعودية غير راضية عن دور نوري المالكي ومن الواضح أن أبرز نقاط البحث هي مسألة الوجود الأميركي والعنف الطائفي الذي يعصف بالبلاد. وفي هذا السياق قالت رايس إن الدول العربية المجاورة للعراق ذات الغالبية السنية ما زالت "متشككة" حيال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي. وقد رفض الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز استقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قبل هذا المؤتمر. من جانبها اعترضت الحكومة العراقية على تضمين جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق في مشروع البيان الختامي للمؤتمر. وقال لبيد عباوي مساعد وزير الخارجية العراقي -في مؤتمر صحفي عقد بالقاهرة أمس- إن موضوع جدولة الانسحاب "سابق لأوانه ويتعلق بموقف الحكومة العراقية وقرارها لأنها هي التي يجب أن تحدد الجدول الزمني". وأضاف أنه مازالت هناك خلافات حول بعض بنود البيان الختامي للمؤتمر تحتاج الوفود المشاركة للرجوع فيها إلى حكوماتها دون أن يعطي المزيد من التفاصيل.
واشنطن وطهران وفيما يتعلق بالمحادثات بين الوفدين الأميركي والإيراني المشاركين في المؤتمر فلا يبدو أن انعقادها مضمون في ضوء التحفظات الإيرانية. فقد أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام أن بلاده لن تتفاوض مع الولاياتالمتحدة إلا بعد أن تكف عن نهجها "الشرير". كما استبعد مهدي مصطفوي نائب وزير الخارجية الإيراني إمكانية حدوث لقاء على هامش المؤتمر بين الوزير منوشهر متكي ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وقال في تصريحات للصحفيين إن الشروط الضرورية لا تتوفر لإجراء مثل هذا الحوار. من جهته قال محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية للتلفزيون الحكومي فتحدث عن تفاصيل الاجتماع وقال "في هذا الاجتماع لن نعطي الآخرين فرصة لاتهام إيران فتوجيه الاتهامات التي ثبث أنه لا أساس لها لن يحل أي مشكلات".
ولم تستبعد واشنطن لقاء رايس ومتكي لكنها أكدت أنه سيركز فقط على الوضع في العراق ولن يتطرق إلى البرنامج النووي الإيراني. وقد أعلن مستشار وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون العراق ديفد ساترفيلد استعداد بلاده لإجراء أي "حوار مفيد" عن العراق. ولم تستبعد الوزيرة الأميركية أيضا عقد لقاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.