فى ظل التكتلات الاقليمية و الدولية التى يشهدها عصر العولمة ..تصدر حلم الولاياتالمتحدة الافريقية جدول أعمال اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي التى تختتم اليوم الجمعة في العاصمة الغانية أكرا ،علي مستوي وزراء الخارجية حيث يرأس وفد مصر أحمد أبوالغيط وزير الخارجية، ويأتى انعقادها تمهيداً للقمة التاسعة لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية في الفترة من الأول الي الثالث من يوليو المقبل والتي من المقرر أن يحضرها الرئيس حسني مبارك. وتم القاء الضوء على تأسيس حكومة فيدرالية أفريقية بناءا على مقررات القمة السابقة فى أديس ابابا التى قررت تخصيص هذه الدورة لاجراء مناقشات مهمة بين القادة الافارقة بشأن هذا الموضوع ومستقبل الاتحاد الافريقى وتمثل هذه الخطوة الركيزة الرئيسية على طريق العمل الأفريقى المشترك وتهدف الى تجسيد مساعى القارة منذ انشاء منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963 لتحقيق الوحدة بين دولها.
كما تناول اجتماع المجلس التنفيذى للاتحاد الأفريقى على مدار يومين 28 و 29 يونيه العديد من الموضوعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية من بينها وضع اللاجئين والعائدين فى أفريقيا ،والذى يمثل أحد الموضوعات الحيوية نظراً لاستمرارمعاناة القارة من الصراعات والنزاعات الداخلية ومواصلة الحوار بين أفريقيا وأوروبا ، وذلك فى اطار التعاون المشترك بين الدول الأفريقية والجانب الأوروبى بهدف عقد القمة الأفريقية / الأوروبية الثانية.
هذا اضافة لمناقشة العديد من التقارير الخاصة بالتعاون بين الدول الأفريقية فى مجال النقل الجوى والبحرى والصحة والموارد الطبيعية والصناعة والجمارك، وتطورات مفاوضات المشاركة بين التجمعات الاقتصادية والاتحاد الأوروبى والنظر فى نتائج اجتماعات البرلمان الأفريقى والمجلس الاقتصادى والاجتماعى والثقافى التابع للاتحاد الأفريقى وأخيرا بحث وضع السلم والأمن بالقارة.
وتتمتع القمة التاسعة للاتحاد الإفريقي بوضعية خاصة حيث انها ستتناول موضوعا ذا أهمية استراتيجية خاصة للقارة الإفريقية، وهو المقترحات الخاصة بإقامة حكومة للاتحاد الإفريقي كخطوة تمهيدية وانتقالية للاعلان عن قيام الولاياتالمتحدة الإفريقية،والتي خلصت إليها المداولات الإقليمية والقارية التي تمت علي مدي العامين الماضيين. حيث عقدت العديد من الاجتماعات على مستوى التجمعات الاقليمية والاتحاد الأفريقى بهدف التوصل لرؤية واضحة لاسلوب تفعيل المقترحات واطارها الزمنى.
و من المنتظر أن تبحث القمة أيضا التقدم الذى تم احرازه على طريق دمج مبادرة النيباد ضمن هياكل الاتحاد الأفريقى وأجهزته وفقا لمقررات القمم الأفريقية السابقة بحيث تصبح مبادرة وسكرتارية النيباد جزءاً لا يتجزأ من الاتحاد الأفريقى خاصة وأن النيباد هى برنامج للاتحاد الأفريقى يعكس رؤية أفريقيا وفلسفتها لعملية التنمية الشاملة للقارة. كما ستنظر القمة في النزاعات الافريقية وخاصة الوضع في دارفور والصومال حيث بدأ الاتحاد الافريقي نشر قوة لحفظ السلام .
كما ستقوم القمة بانتخاب رؤساء المفوضيات ونوابهم وتعتمد المفوضين الدائمين الذين انتخبهم المجلس الوزارى،وقد اعلن الفا عمر كونارى رئيس المفوضية الافريقية فى افتتاح اجتماعات المجلس التنفيذى عدم ترشيح نفسة لفترة رئاسية قادمة .
وقد جدد الرئيس الليبي معمر القذافي دعوته إلى إقامة ولايات متحدة أفريقية تمتلك جيشاً واحداً من مليوني جندي لمواجهة الصراعات الأفريقية المتكررة،ووضع حد للحروب الأهلية فى أبيدجان العاصمة الاقتصادية لساحل العاج، وهي المحطة الأخيرة من جولته في دول بغرب أفريقيا.ونادى الزعيم الليبي الذي ترجم خطابه من العربية إلى الفرنسية مباشرة بضرورة توديع أفريقيا كل الحروب الأهلية والقبلية والحدودية مستنكراً غرق الشباب الأفارقة في البحر المتوسط أثناء عبورهم إلى أوروبا تاركين خلفهم الجنة الأفريقية حسب قوله. ودعا الرئيس الليبي في الاجتماع الشعوب الافريقية الى الوحدة لمواجهة الغرب خلال قمة الاتحاد الافريقي المقبلة في اكرا من خلال الاندماج فى كيان أفريقى واحد .
ولايزال هناك انقسام حول فكرة الولاياتالمتحدة على مستوى أفريقيا حيث لاقى الزعيم الليبي تأييداً من السنغال وزيمبابوي وبلدان أخرى لفكرة إقامة حكومة للقارة كلها سعيا لتشكيل قارة قوية غنية بالموارد ويسكنها نحو 800مليون نسمة، لكن دولاً ذات ثقل دبلوماسي مثل جنوب أفريقيا وأوغندا عارضت تلك الفكرة، خشية من فقدان جزء ً من سيادتها . وكان الزعيم كوامى نكروما أول رئيس لغانا بعد الاستقلال قد دعا الى الغاء الحدود المصطنعة التى وضعها الاستعمار الاوربى القديم كنتاج لمؤتمر برلين فى نوفمبر 1884 بدعوة من المستشار الالمانى بيسمارك..وأصبح حامل لواء الوحدة الأفريقية منذ توليه السلطة من بريطانيا قبل نحو نصف قرن .
ويقول المراقبون ان هناك حالة من الجدل العام تثور الان فى الاوساط الشعبية و السياسية الغانية لاحياء دعوة الزعيم نكروما لانشاء كيان افريقى موحد .. كما تشير استطلاعات الراى الى تاييد من 53 الى 97 % من الغانيين لهذا التوجه بينما هناك من يرى ضرورة استكمال بناء اليات العمل الافريقى المشترك وتعزيز توافدها قبل القفز الى الخطوة المنشودة باقامة أفريقيا الموحدة .
الجدير بالذكر انه فى يوليو 2002 افتتحت القمة الاولى للاتحاد الافريقى "قمة دربان "فى وجود قادة افارقة وممثلين من نحو 53 دولة لتفتح صفحة جديدة لثانى اكبر قارة فى العالم ، وقد رأس المؤتمر العام الاول للاتحاد الافريقى رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكى الذى تولى رئاسة منظمة الوحدة الافريقية القديمة.
ويتكون الاتحاد الافريقى من عدة أجهزة من أهمها :
الجهاز الاول، هو المؤتمر العام الذى يعتبر الجهاز الاعلى للاتحاد الافريقى الذى يتألف من رؤساء الدول والحكومات .
والجهاز الثانى ،هو المجلس التنفيذى لوزراء الخارجية والذى كان معروفا بمجلس الوزراء فى اطار منظمة الوحدة الافريقية .
أما الجهاز الثالث ، فهو لجنة الممثلين الدائمين التى تتألف من ممثلين دائمين ومبعوثين اخرين لدى الاتحاد الافريقى .
والجهاز الرابع، هو مفوضية تحل محل أمانة منظمة الوحدة الافريقية وقد يكون لها صلاحيات اكبر من سابقتها حيث يتم اعادة النظر فى السلطات الممنوحة لها خلال فعاليات القمة الافريقية المقبلة .
وقد ذكر بيان صادر عن الاتحاد الافريقي أن مؤتمر قمة قادة الدول والحكومات الذي انعقد في يوليو 2005 في سرت بليبيا دعم فكرة الولاياتالمتحدة الافريقية باعتبارها خطوة حاسمة لافريقيا على درب الاندماج السياسي والاقتصادي .