تنطلق اليوم أعمال القمة الثامنة لمجموعة الدول الثماني الإسلامية، في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وسط آمال بأن تعطي دفعة جديدة للتعاون القائم بين مجتمع "دي -8" للشراكة بين الجنوب والجنوب، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين دول المنطقة في مجالات التعاون المُشترك، وذلك تحت شعار "الشراكة .. الديمقراطية .. من أجل السلام والرخاء". تأتي فعاليات القمة الثامنة في ضوء التأكيد على أهمية الديمقراطية كأساس لتحقيق السلام والرخاء لشعوبها وتعزيز التعاون مع البُلدان النامية، وعلى الرغم من أن مجموعة "دي-8" لا تعد تجمعًا سياسيًا، إلا أنه من المتوقع أن تتطرق القمة لمناقشة بعض القضايا الساخنة على الساحة الشرق أوسطية، والتي من أبرزها النزاع في غزة، والأزمة الحالية بين حماس واسرائيل، وكذلك العلاقات بين إيران والولايات المتحدة. وقد شهدت الأعمال التحضيرية للقمة المؤتمر التمهيدي لوزراء خارجية الدول المُشاركة، وافتتاح المعرض التجاري لمجموعة دول الثماني الإسلامية في إسلام أباد تحت إشراف رجاء برويز أشرف، رئيس الوزراء الباكستاني في 19 نوفمبر/تشرين الثاني استمر لمدة أربعة أيام لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، حيث شهد ممثلون من مصر وبنجلاديش وإندونيسيا وإيران وماليزيا ونيجيريا وباكستان وتركيا، ويهدف إلى إبراز باكستان كمقصد للتجارة والاستثمار، مع تأكيد ارتباط الديمقراطية بالسلام والتنمية، وكان وزراء خارجية الدول الإسلامية الثماني قد اختتموا اجتماعاتهم أمس استعدادًا للقمة الحالية حيث انتهوا من مناقشة مسودة "إعلان إسلام أباد" تمهيدًا لرفعها إلى رؤساء الدول والحكومات المُشاركين في القمة واعتمادها. وقد تضمن الإعلان التأكيد على التزام دول المنظمة على مبادئ الديمقراطية والسلام والتنمية والحوار كمبادئ أساسية لتحقيق الرخاء والتنمية الاقتصادية للشعوب.. كما تضمن الإعلان أيضًا التأكيد على أهمية التمويل الإسلامي للدول الأعضاء، وأهمية القطاع الخاص وضرورة تقديم الدعم من حُكومات الدول المُشاركة في المنظمة . وفي نفس السياق رحب إعلان "إسلام أباد" بضرورة أن تشمل اتفاقية تأشيرات رجال الأعمال جميع الدول الأعضاء، والتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين نيجيريا وباكستان وتركيا واندونيسيا وإيران وماليزيا، على أمل أن تنضم للاتفاقية كلا من مصر وبنجلادش، والتأكيد على ضرورة تحقيق الدول الأعضاء في المنظمة لتنمية زراعية مُستدامة، وتشجيع زيادة الاستثمار العام والخاص في الزراعة والاستصلاح الزراعي والصناعات القائمة عليهما وزيادة الإنتاج الزراعي. واختتم الإعلان بالتأكيد على قبول دعوة تركيا لاستضافة القمة التاسعة في 2014 وذلك بصفة مبدئية حتى يوافق القادة ورؤساء الحُكومات على ذلك، ومن المقرر أيضًا أن يتم اعتماد ميثاق المنظمة الجديد خلال تلك القمة، وأن يشهد القادة مراسم توقيع وزراء الخارجية على ذلك الميثاق في حفل خاص في أعقاب اجتماع القمة، وسيحل هذا الميثاق الجديد محل إطار العمل المعمول به منذ تأسيس تلك المجموعة في تركيا عام 1997.