تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد تعتبر ازمة الاكتفاء الذاتى من القمح .. احدى المعضلات الكبرى التى تواجه الحكومة فى مصر .. التى تعتبر المستورد الأكبر في العالم للقمح، حيث تستهلك اكثر من 18.8 طن سنويا من القمح ، بينما تزرع فقط حوالي نصف هذه الكمية محليا. وزير الزراعة صلاح عبد المؤمن يقول ان مصر سوف تكون قادرة على وقف استيراد القمح لإنتاج الخبز الذى تدعمه الدولة إذا نجحت فى بناء صوامع كافية لتخزين الحبوب المنتجة محليا.. مشيرا الى ان الخبز المدعم التي يعتمد عليه ملايين المصريين يمثل نصف الكمية الكلية المستهلكة سنويا من القمح حيث يبلغ نحو9.6 مليون طن . و يعد انتاج مصر الحالى من القمح وهو نحو9.5 مليون طن، كافى لتوفير الكمية المطلوبة من القمح لانتاج رغيف الخبز المعدم ، ولكن سعة التخزين هي المشكلة، حيث لا يتم تخزين سوى 3.8 مليون طن من القمح العام الماضي ، بينما تم بيع الباقى للمخابز الخاصة. و يكمن الحل ، فى تخزين المزيد من القمح المزروع محليا لإنتاج الخبز المدعم، حينئذا قد تكون مصر قادرة على خفض مل تنفقه من العملة الصعبة على استيراد القمح لإنتاج الخبز المدعم.. هذا و قد اعلنت الوكالة الحكومية المسئولة عن شراء القمح مصر الأسبوع الماضي انها ستسعى لمضاعفة الطاقة الاستيعابية لصوامع القمح في السنوات الثلاث أو الأربع القادمة. وفي مؤتمر تجاره الحبوب الدولي الذى انعقد على مدار يومين فى شرم الشيخ هذا الاسبوع اكد نعمانى نصر نعمانى نائب رئيس الهيئة العامه للسلع التموينية ان مصر حاليا تملك نحو 25 صومعة للقمح كل منها بسعة تخزينية تبلغ 30،000 طن وتهدف إلى مضاعفة هذا العددوهو من شانه زيادة سعة التخزين إلى 1.5 مليون طن بدلا من 750 الف طن التى تخزن حاليا. وقال نعماني ان الحكومة اشترت 3.7 مليون طن من القمح من المزارعين المحليين هذا العام. ( وتدرس الحكومة تغيير آلية دعم الخبز لمنع التهريب أو الاتجار غير المشروع في الحبوب المدعمة ، ومن المستبعد اى حديث عن قطع امدادات الخبز المدعم، فهو مسألة حساسة سياسيا، انما السعى يتركز على ايجاد آلية جديدة لابقاء الخبر بسعره الحالى الرخيص . فكثير من المصريين يعتمدون على ألخبز المدعوم الذى يباع بخمسة قروش بما يوازى أقل من 1 سنت أمريكي. ويعد تخفيض قيمة ما ينفق على استيراد القمح ، جزء من اولويات الحكومة الجديدة، بقيادة الرئيس محمد مرسي، التى تسعى إلى إيجاد سبل لخفض الإنفاق الحكومي على الدعم سعيا وراء تقليص العجز الكبير بالموازنة العامة. وحول المساحة المزروعة من القمح فى مصر ، قال وقال وزير الزراعة أن الموسم الماضي تم زراعة 3.1 مليون فدان من القمح ، و هو ما يقارب ثلث الأراضي الزراعية في البلاد التى تقدر بنحو بلغت 8.2 مليون فدان. مشيرا الى انه يآمل ان لا تقل المساحة المزروعة بالقمح هذا العام عما سبقه حيث لا يتم إجبار المزارعين على زراعة محصول معين. و عن المشروعات المستقبلية ، صرح وزير الزراعة ان الدولة تعمل على برنامج وطني لزراعة مليون فدان إضافية ، ولكن هذا المشروع يتطلب تمويل يقدر بنحو 12 مليار جنيه مصري (1.97 مليار دولار) والوزارة لا تملك هذا التمويل، وبالتالي سيتم طرح المشروع على المجتمع المدني، والمستثمرين، والشباب بالإضافة إلى التبرعات للمشاركة فى تنفيذه ، على ان تخصص له الاراضى بشبه جزيرة سيناء وتوشكي ، على أن تظل الأرض ملكا للدولة. ومشروع توشكي لاستصلاح الأراضي يقع في جنوب مصر وتم اطلاقه فى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. وكانت الفكرة وراء المشروع استخدام المياه المحولة من خلال قناة عند خزان سد أسوان لتحويل الصحراء الى ارض زراعية