نقلا عن / الجمهورية فى 18/10/2007 الحرية.. أتاحت الفرصة لجموع الصحفيين للتعبير عن آرائهم دون قيود في مختلف القضايا.. الداخلية والخارجية..والهجوم علي حكومة الدكتور نظيف الذي أصابه اليأس في بعض الفترات.. وتصور أن الصحافة القومية نفسها ضده. هذه الحرية سمحت لبعض الصحفيين بالتهجم علي أكبر رموز في الدولة. ولكن بعض الأقلام المندفعة التي أساءت استخدام القلم.. واستثمرت حرية الصحافة بصورة خاطئة.. تعرض تلك الحرية لخطر جسيم.. لأنها لا تضع خطاً فاصلاً بين الحرية والفوضي. الفوضي التي أصابت شارع الصحافة.. خلقت مناخاً للابتزاز والتجني وانتهاك حرمة الأفراد.. والعائلات.. ودفعت البعض للكتابة والنشر بصورة عمياء.. لا تعرف إلا طريقا واحدا.. وهو المأرب الذاتي والمنفعة الشخصية فقط..ولا تبصر عيناه أية قوانين أو مواثيق شرف.. بل إن مناخ الفوضي نفسه أفسح المجال لبعض الدخلاء علي مهنة صاحبة الجلالة.. للكتابة بغرض "الاسترزاق" وجذب بعض رجال الاعمال لاقتحام مجال النشر الصحفي.. ليسفقط لتكون سندا له.. أو دعما لمشروعاته.. وإنما وسيلة للضغط لتمرير أعماله.. وتحقيق خبطات مالية.. وصفقات عينية.. بضربات أو تهديدات صحفية.. في ظل نقابة غائبة.. أو تتعمد إغماض عينيها لاغراض انتخابية.. أوللحفاظ علي التركيبة الحزبية السياسية.. في مجلس النقابة. ليس هناك حرية مطلقة للصحافة في كل دول العالم.. فإذا لم تكن هناك رقابة حكومية أو سلطوية.. تكون هناك رقابة من صاحب الجريدة أو الشركة المالكة.. أو ممولي الإعلانات الذي يحرص صاحب الجريدة.. علي إرضائهم..وكسب ودهم حتي لا يخسر أموالهم. في الدول الغربية أو الغنية.. وعلي رأسها أمريكا يتمتع الاعلام المرئي والمكتوب بالحرية.. وليس هناك تدخل حكومي.. أو رقابة علي الصحف.. ولكن هناك تأثيراً فعليا من جانب أصحاب الأموال وممولي الشركات الاعلامية..وإذا لم يتدخل مالك الصحيفة بشكل مباشر.. فإن تعليماته تأتي من خلال رئيس التحرير الذي يدرك فن التعامل والإقناع مع محرريه.. أو الصحفيين العاملين معه. المشكلة.. عندنا.. في بلدنا.. أن بعض الصحفيين لم يدركوا أهمية الحرية.. ولم يحسنوا استخدامها.. البعض لم يستثمرها في الكتابة بحرية عن القضايا والهموم الداخلية التي يعاني منها المواطن.. أو في كشف الفساد.. وطرح أفكار وآراء جريئة تخدم المجتمع والمواطنين.. وإنما استخدم موجة أو موضة الحرية.. في ضرب "رأس" كل من يعارضه أو لا يستجيب لطلباته أو لا يحقق رغباته.. أو ينزل ويهبط لنزواته. الأقلام المارقة التي لم تفهم أو تدرك معني الحرية الصحفية.. أو الهدف الحقيقي لها نحو خدمة المواطن والنهوض بالمجتمع.. تلك الاقلام أو أصحابها المخالفون لضمائرهم.. وميثاق شرف المهنة.. يعرضون هذه الحرية لخطر جسيم.. لأنهم يتيحون الفرصة لأعداء الحرية لضربها واغتيالها. ينبغي علينا.. أن نستيقظ.. ونفيق من غفوتنا.. ونحافظ علي تلك الحرية ونحميها من أعدائها. ينبغي أن ننقي ثوب بلاط صاحبة الجلالة من البقع السوداء التي لوثته.. ونحمي نقابة الصحفيين التي اختطفتها تيارات سياسية ودينية غير مهنية. يجب أن نعيد لنقابة الصحفيين دورها الطبيعي في الارتقاء بالمهنة والنهوض بخدمة الأعضاء.. وحمايتها من التحديات الجديدة التي تواجه الصحافة المطبوعة.. بالتطوير والتكنولوجيا.. والصحافة الإلكترونية.. ونسعي لحرية تداول المعلومات. فالصحافة المطبوعة في خطر.. و"الشتامون" والمبتزون يشكلون خطراً أيضاً علي حريتنا.