سجلت البورصة المصرية أدني اغلاق منذ مارس 2016 بنهاية الاسبوع الثاني من يونيو 2016 بعد فشل صفقة بيع "سي اي كابيتال" المملوكة للبنك التجاري الدولي الى "بلتون" التابعة لشركة "أوراسكوم للاتصالات".. ومع بداية الاسبوع الجديد ينتظر السوق تحديا جديدا بعد رفع البنك المركزي المصري سعر الفائدة على الجنيه بنسبة 1 %.. وعلى صعيد حركة المؤشرات القياسية، تراجع المؤشر الرئيسي "ايجي اكس 30" – الذي يضم اكبر 30 شركة مقيدة – بنسبة 4.3 % مسجلا 7420.4 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق منذ 11 مارس 2016. وخسر مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي اكس 70" نحو 3.45 % ليبلغ مستوى 360 نقطة، وتراجع مؤشر "إيجي اكس 20" متعدد الأوزان بنحو 5.18 % ليبلغ مستوى 7577 نقطة. أما مؤشر "إيجي اكس 100" الأوسع نطاقا فقد تراجع بنحو 3.2 % ليبلغ مستوى 766 نقطة. واورد التقرير الاسبوعي للبورصة ان القيمة السوقية للاسهم المدرجة تراجعت بنحو 10.2 مليار جنيه مقارنة باغلاق الاسبوع السابق لتسجل 399.1 مليار جنيه بنسبة بلغت 2.5 %.. وقال ايهاب سعيد مدير وحدة التحليل الفني بشركة لتداول الاوراق المالية لموقع أخبار مصر "البورصة سجلت واحدا من أسوا الاسابيع خلال السنوات الاخيرة.. واصل المؤشر الرئيسي تراجعه طوال الاسبوع ليفشل في التماسك أعلى مستوى الدعم حول 7650 – 7550 نقطة وواصل هبوطه باتجاه مستوى الدعم الرئيسي قرب 7300 نقطة وان نجح فى التماسك بالقرب منه ليغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 7420 نقطة". صفقة بلتون وذكر سعيد ان السوق تراجعت بفعل فشل صفقة بلتون – سي اى كابيتال وهو ما القى بأثر سلبي على اداء اسهم الصفقة خاصة البنك التجاري الدولي و اوراسكوم للاتصالات والسوق بشكل عام. "كانت تلك الصفقة أحد أهم الاسباب الدافعة للسوق على مدار الاسابيع الماضية مما كان يعول معه الكثيرين على ان نجاح هذه الصفقة قد يدفع السوق على مواصلة ادائها الايجابي ولذا جاء خبر الغاء الصفقة بمثابة ضربة للسوق خاصة في ظل كم الاحداث والشائعات والمعوقات التى شهدتها وجعلت منها قضية رأى عام"، وفقا لسعيد. وتوقع ان يستمر الاثر السلبي لالغاء صفقة بلتون – سي اي كابيتال مؤثرا على السوق على الاجل القصير والمتوسط. كانت شركة "بلتون" المالية القابضة المملوكة لشركة "أوراسكوم للاتصالات" التي يسيطر على حصة أغلبية فيها رجل الأعمال نجيب ساويرس قد أعلنت في 8 مارس توصلها لاتفاق مع البنك التجاري الدولي لشراء شركة "سي اي كابيتال" التابعة للبنك بقيمة 924 مليون جنيه وقدمت عرضا رسميا لهيئة الرقابة المالية التي رفضت تنفيذ الصفقة بسبب مخالفات سابقة تخص مالكي شركة أوراسكوم للاتصالات وطلبت الهيئة ازالتها وهو ما لم يحدث مما دفع شركة بلتون لتعليق الصفقة. وقال وائل عنبة رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لاحدى شركات ادارة المحافظ المالية ان السوق ظلت تترقب لفترة طويلة المباراة التي تجرى ما بين اوراسكوم للاعلام وبلتون امام هيئة الرقابة المالية حول صفقة سي اي كابيتال. ومن جانبه ذكر عادل عبد الفتاح رئيس مجلس الادارة لشركة تداول اوراق مالية ان السوق تراجعت بالفعل جراء تأجيل البت في الصفقة اكثر من مرة وبالتالي لا يتوقع استمرار الاثر السلبي على السوق. رفع أسعار الفائدة ويترقب المتابعون تأثير رفع البنك المركزي لاسعار الفائدة على الايداع والاقراض خلال تعاملات الاسبوع الجديد خاصة وان رفع الفائدة نظريا يسحب الاموال من سوق المال الاعلى في المخاطر الى البنوك التي توفر عائدا بدون مخاطر تقريبا. وقررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي الخميس رفع اسعار الفائدة على الإيداع والإقراض لليلة واحدة بواقع 1 % بما يعادل 100 نقطة أساس ليصل إلى 11.75 % و12.75 % على الترتيب. وذكر البنك انه تقرر رفع سعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 1 % (100 نقطة أساس) ليصل إلى 12.25 % وزيادة سعر الائتمان والخصم الى 12.25%. وقال ايهاب سعيد "خبر رفع الفائدة مفاجئ وشكل صدمة قوية للمراقبين..وأتوقع ان تظهر اثاره السلبية على اداء السوق خلال الاسبوع الجديد". وأوضح قائلا "لن يقتصر الاثر السلبي لرفع اسعار الفائدة قصيرة الاجل على رفع تكلفة الانتاج والتمويل ومن ثم التأثير سلبا على نتائج اعمال الشركات وانما سيمتد الاثر السلبي الى زيادة عجز الموازنة العامة للدولة المرشح لملامسة مستوى 320 مليار جنيه قبل هذا القرار بخلاف التأثير على معدلات النمو التى تستهدفها الحكومة حول مستويات 4 %". واضاف ان القرار يعد مفاجأة بكل المقاييس حتى وان كان يستهدف معدلات التضخم التى تجاوزت 12.2% خلال الشهر الماضي. واورد ان رفع اسعار الفائدة ليس دائما الحل الاوحد لكبح جماح التضخم لاسيما اذا لم يكن ناتجا من نشاط اقتصادي وقوة الطلب انما من ارتفاع التكلفة وتراجع قيمة العملة مما ادخل الاقتصاد المصري في ركود تضخمي. ويعرف الركود التضخمي Stagflation بانه ارتفاع اسعار السلع في ظل تراجع الطلب وتباطؤ معدلات النمو وارتفاع معدلات البطالة. ويرى سعيد ان معالجة الركود التضخمي تكون غالبا عن طريق السياسات التوسعية لتنشيط الطلب وتحفيز مناخ الاستثمار وليس بتضييق السياسات النقدية الذى لن ينتج عنها سوى المزيد من الركود التضخمي. الاسهم الكبرى وذكر ايهاب سعيد انه رغم الهبوط الذي شهدته البورصة الا ان بعض الاسهم القيادية – ذات الوزن النسبي العالي في المؤشر الرئيسي – ابدت نوعا من التماسك بنهاية الاسبوع وعلى رأسها البنك التجارى الدولي صاحب الوزن النسبي والذى كان قد فشل في مواصلة تماسكه أعلى مستوى الدعم السابق قرب 43 جنيها ليواصل هبوطه باتجاه مستوى الدعم التالي عند 41.50 جنيه قبل ان يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 42 جنيها. وعاود سهم مجموعة طلعت مصطفى القابضة صاحب المركز الثاني من حيث الوزن النسبي تراجعه بعد فشله في تجاوز مستوى المقاومة السابق حول 6.10 – 6.20 جنيه ليقترب من مستوى الدعم قرب 5.70 جنيه قبل ان يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 5.84 جنيه. وفشل سهم المجموعة المالية هيرميس القابضة صاحب المركز الثالث من حيث الوزن النسبي في مواصلة ادائه الايجابي بعد تحقيق مستهدفه عند مستوى 12.50 جنيه ليعاود تراجعه في اتجاه مستوى 11.30 جنيه قبل ان يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 11.50 جنيه. وفيما يتعلق بسهم جلوبال تيليكوم صاحب المركز الرابع من حيث الوزن النسبي، فقد جاء ادائه مشابها لما كان عليه خلال الاسابيع الاخيرة حيث واصل التحرك عرضيا بين مستوى الدعم 2.95 والمقاومة حول 3.30 جنيه قبل ان يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 3.10 جنيه. وجاء اداء سهم المصرية للاتصالات مخيبا لامال حامليه بعد فشله في مواصلة ادائه الايجابي وتحقيق مستهدفه التالي قرب 10.50 جنيه ليعاود تراجعه بشكل قوى في اتجاه 8.53 جنيه قبل ان يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 8.99 جنيه. وذكر تقرير البورصة ان الأسهم استحوذت على 53.69 % من إجمالي قيم التداول داخل المقصورة فيما استحوذت السندات على نحو 46.31 %. واستحوذ المستثمرون المصريون على 83.12 % من إجمالي تعاملات السوق، بينما استحوذ الأجانب غير العرب على 11.72 % والعرب على 5.16 % وذلك بعد استبعاد الصفقات . ونوه التقرير إلى أن تعاملات المستثمرين الأجانب غير العرب سجلت صافي شراء بقيمة 58.07 مليون جنيه، بينما سجل المستثمرون العرب صافي بيع بقيمة 49.42 مليون جنيه وذلك بعد استبعاد الصفقات . وسجل الأجانب غير العرب صافي شراء قدره 1.323 مليار جنيه منذ بداية العام، بينما سجل العرب صافي شراء بلغ 937.6 مليون جنيه خلال نفس الفترة بعد استبعاد الصفقات. وأضاف التقرير أن المؤسسات استحوذت على 71.19 % من المعاملات في البورصة ،وكانت باقي المعاملات من نصيب الأفراد بنسبة 28.81 %. وسجلت المؤسسات صافي بيع بقيمة 42.385 مليون جنيه وذلك بعد استبعاد الصفقات. توقعات الاسبوع توقع سعيد ان يتجه تركيز مؤشر السوق الرئيسي على مستوى الدعم المهم بين 7300 – 7280 نقطه والذى طالما نجح في البقاء أعلاه مما يزيد فرص المؤشر في اعادة تجربة مستوى 7550 – 7600 نقطة. وأما فيما يتعلق بمؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة، رجح ان يختبر مستوى الدعم حول 358 – 356 نقطة والذي يؤهله الى تجربة منطقة مستوى 366 – 368 نقطة حال البقاء.