تجاهلت البورصة المصرية خفض النظرة المستقبلية لاقتصاد مصر من قبل وكالة التصنيف الائتماني ستاندرز اند بورز مطلع الاسبوع الثالث من مايو 2016 وسجلت صعودا أكبر من المتوقع لكنها اصطدمت بنهاية الاسبوع بحادث تحطم الطائرة المصرية القادمة من باريس. وعلى صعيد حركة المؤشرات القياسية، أظهر التقرير الاسبوعي للبورصة انخفاض المؤشر الرئيسي "إيجي اكس 30" – الذي يضم اكبر 30 شركة مقيدة – بنحو 0.28 % ليسجل مستوى 7499 نقطة. وانخفض مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي اكس 70″ بنحو 1.22 % لتغلق عند مستوى 366 نقطة. وتراجع مؤشر"إيجي اكس 100" الأوسع نطاقا بنحو 1.22 % ليبلغ مستوى 772 نقطة. وفقدت القيمة السوقية لاسهم الشركات المدرجة نحو 3 مليارات جنيه مقابل الاسبوع السابق لتسجل 401.9 مليار جنيه بانخفاض بلغ 0.7 %. حادث الطائرة وقال ايهاب سعيد مدير وحدة التحليل الفني بشركة سمسرة لموقع اخبار مصر "نجح مؤشر السوق الرئيسي في مواصلة ارتداده لأعلى باتجاه مستوى 7700 نقطة ولكنه فشل في تجاوزه لأعلى بفعل الضغوط البيعية التي عاودت ظهورها على غالبية الاسهم القيادية". واضاف ان جلسة الخميس شهدت اعنف هبوط على مدار جلسات الاسبوع حيث فقد فيها المؤشر قرابة 137 نقطة على خلفية اعلان خبر سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من باريس والمخاوف التي ابرزها الحادث من احتمالية وجود عمل ارهابي خلفه. وكانت شركة مصر للطيران قد أعلنت اختفاء طائرتها القادمة من باريس والتي تحمل رقم MS804 من طراز إير باص A320 وعلى متنها 56 راكبا، و10 من طاقمها. وعزا سعيد انزعاج المتعاملين من الخبر لما قد يخلفه من آثار سلبية على الوضع الاقتصادي الصعب الذى تشهده مصر خاصة بعدما مرت السياحة بازمة كبيرة عقب سقوط الطائرة الروسية حيث تسبب في تراجع الاشغال السياحي بنسبة قاربت 45 % الامر الذي تسبب في نقص حاد للموارد من العملات الاجنبية وساهم بشكل كبير في انخفاض قيمة الجنيه وارتفاع اسعار السلع بنسب قياسية على مدار الشهور الماضية. وقال احمد العطيفي المحلل المالي ان أزمة اختفاء الطائرة دفعت المؤسسات وصناديق الاستثمار الاجنبية الى التعجيل بموجة من البيع بهدف جني الارباح. وسجل الاجانب – وفقا للعطيفي – مشتريات صافية على مدى عدة جلسات سابقة وهو ما تزامن مع صعود السوق وبالتالي من الطبيعي ان تكون لديهم رغبة في جني المكاسب. واستشهد على وجهة نظره بان احجام التعاملات جاءت محدودة. تقرير ستاندرد آند بورز وقال احمد العطيفي ان البورصة تجاهلت تقرير وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز الذي خفض النظرة المستقبلية لاقتصاد مصر مطلع الاسبوع. ووصف العطيفي التقرير ب"المجحف" حيث غض البصر عن الكثير من الامور الايجابية منها انشاء طرق جديدة ومحطات الكهرباء وهي امور تصب في مصلحة المستثمر. واردف العطيفي "التقرير لم ينظر الى انشاء وزارة لقطاع الاعمال وهو امر يهدف الى رفع معدل النمو للقطاع مما يساهم في تقليص عجز الموازنة." وابقت وكالة ستاندرد آند بورز على التصنيف الائتماني السيادي لمصر عند -B وخفضت نظرتها المستقبلية إلى سلبية بدلًا من مستقرة، مما يعني خفض محتمل للتصنيف الائتماني خلال فترة تتراوح ما بين 6 أشهر إلى عامين. وأرجعت الوكالة سبب خفض النظرة المستقبلية لمصر إلى العجز المالي وتباطؤ وتيرة المساعدات الخليجية وزيادة المخاطر السياسية. ووافقه الراي عادل عبد الفتاح مدير شركة لتداول الاوراق المالية قائلا "السوق سجلت صعودا اكبر من المتوقع .. وشهدت تحسنا في احجام التداول.. وتجاهلت بشكل ملحوظ تقرير سلبي لمؤسسة تصنيف ائتماني عن مستقبل الاقتصاد". وفسر صعود السوق مطلع الاسبوع بعدة اسباب منها اقتراب المؤشر الرئيسي من منطقة دعم قوية حول 7200 نقطة. واضاف ان السوق استفادت من دخول قوى شرائية خاصة من قبل الاجانب واستهدفت الاسهم القيادية بالمقام الاول خاصة اوراسكوم للاعلام وهيرميس. "رأينا انباء جيدة ترفع التوقعات بقرب اتمام صفقة سي اي كابيتال مع اعلان بلتون زيادة راس مالها.. كما اعلنت اوراسكوم للاعلام عزمها سداد 50 مليون جنيه لمد صفقة شراء "سى آى كابيتال".. وتلك الانباء ترفع احتمال تنفيذ الصفقة الى اكثر من 60 %"، وفقا لعبد الفتاح. كانت شركة اوراسكوم للاتصالات أعلنت عن طلب تأجيل صفقة الاستحواذ على سى اى كابيتال للمرة الرابعة على التوالى لفترة تمتد ما بين 15 – 30 يوما لحين الانتهاء من متطلبات الهيئة. وكان الخميس الماضي موعد ثالث مهلة ممنوحة من التجاري الدولي لتنفيذ الصفقة بعد كشف هيئة الرقابة المالية مخالفات متعلقة بطرفي الصفقة. جدير بالذكر ان البنك التجاري الدولي وقع في فبراير اتفاقا لبيع وحدته سي.آي كابيتال إلى شركة بلتون التابعة لأوراسكوم للاتصالات المملوكة لساويرس مقابل 924 مليون جنيه (104.06 مليون دولار). اسعار الدواء ومن الاحداث الرئيسية بالسوق، قال ايهاب سعيد ان اعلان الحكومة موافقتها على رفع اسعار الدواء افرز تفاؤلا بصعود اسهم شركات الادوية خلال الفترة القادمة. واستجابة الحكومة لمناشدات غرفة صناعة الادوية والعديد من المصانع بضرورة تحريك الاسعار على خلفية تراجع قيمة الجنيه امام العملات الاجنبية مما ادى الى ارتفاع تكلفة استيراد الخامات التي تمثل قرابة 95 % من انتاج الدواء في مصر. واضطرت العديد من مصانع الدواء على مدار الشهور الماضية الى ايقاف تصنيع العديد من الادوية بسبب ارتفاع التكلفة في مقابل ضعف التسعير مما تسبب فى نقص حاد بسوق الدواء واختفاء قرابة 1500 نوع من الادوية منها ما يقارب على 370 نوع لا بديل له فى السوق. الاسهم الكبرى تأثر اداء الاسهم القيادية التي تتمتع بوزن نسبي مرتفع في مؤشر السوق الرئيسي بحركة اسهمه قرب مستويات مقاومة خلال الاسبوع. وفشل سهم البنك التجاري الدولي صاحب الوزن النسبي الاعلى في مواصلة صعوده وتجاوز مستوى المقاومة الجديد قرب 45 جنيها بفعل الضغوط البيعية التي عاودت ظهورها لتدفعه لمعاودة التراجع في اتجاه مستوى الدعم السابق قرب 43 جنيها قبل ان يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 43.65 جنيه. ونجح سهم مجموعة طلعت مصطفى القابضة صاحب المركز الثاني من حيث الوزن النسبي بالمؤشر في التماسك اعلى مستوى الدعم قرب 5.70 جنيه ليعاود ارتداده لأعلى فى اتجاه مستوى المقاومة الجديد قرب 610 – 6.20 جنيه. وفشل في تجاوزه لأعلى ليعاود تراجعه ويغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 6.08 جنيه. وعاود سهم المجموعة المالية هيرميس القابضة صاحب المركز الثالث من حيث الوزن النسبي صعوده بشكل قوي في اتجاه مستوى المقاومة السابق قرب 10.70 جنيه وان تجاوزه لأعلى بشكل طفيف فى اتجاه مستوى 10.90 جنيه. وفشل في مواصلة الثبات أعلاه بفعل الضغوط البيعية التي شهدتها السوق لاسيما بجلسة الخميس ليعاود تراجعه ويغلق مع نهايتها قرب مستوى 10.60 جنيه. واما فيما يتعلق بسهم جلوبال تيليكوم صاحب المركز الرابع من حيث الوزن النسبي فقد جاء ادائه مغايرا عن بقية الاسهم القيادية حيث نجح في اعادة تجربة مستوى الدعم السابق والذى تحول الان الى مستوى مقاومه قرب 2.90 جنيه وان تجاوزه لأعلى ليغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 3.02 جنيه. البورصة تتجه لمنطقة دعم وقال ايهاب سعيد ان البورصة تتجه خلال الاسبوع الجديد الى منطقة دعم قد تؤهلها الى معاودة الصعود. وقال "تركيز مؤشر السوق الرئيسي سيكون منصبا على مستوى الدعم الجديد بين 7330 – 7270 نقطة والذي طالما نجح المؤشر في الثبات أعلاه فنتوقع معه ان يعاود صعوده للتجربة مجددا على مستوى المقاومة السابق قرب 7700 نقطة". واما فيما يتعلق بمؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة، توقع ان يتجه الى اختبار مستوى الدعم السابق قرب 363 نقطة والذى طالما نجح في البقاء أعلاه.