لاشك ان رحلات الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر إلى الخارج في الفترة الماضية قد تركت آثارا طيبة في أكثر من دولة وأكثر من مكان.. في شهور قليلة تنقل الإمام بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.. في أوروبا كانت زيارته للفاتيكان ولقاؤه مع البابا ثم كانت زيارته قبل ذلك إلى ألمانيا ثم فرنسا وفي آسيا زار إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم وفي أفريقيا زار نيجيريا وفيها أغلبية مسلمة.. في كل هذه الزيارات تحدث د. الطيب عن الإسلام الوسطي الحقيقي وكيف انه كان دائما دعوة للتسامح والمحبة والحوار.. ان توضيح صورة الإسلام أمام العالم تمثل ضرورة قصوى في هذه الظروف الصعبة التي تجتاح فيها حشود الإرهاب العالم كله تحت راية الإسلام.. وفي لقاء مع بابا الفاتيكان اتفق الاثنان على عقد مؤتمر للسلام للتقارب بين الأديان.. وفي ألمانيا تحدث شيخ الأزهر عن روح الإسلام وموقف الشريعة من الأديان الأخرى وكيف جاء القرآن الكريم ليتحدث بكل السماحة عن الأنبياء والرسل.. هذه الزيارات الخارجية تفتح آفاقا للتعاون في ظروف صعبة يتعرض فيها المسلمون في دول كثيرة لأساليب فجة وسيئة في التعامل حتى ان الآلاف منهم يتركون دينهم هروبا من جحيم الاضهاد.. ان الأزهر الشريف يشهد الآن صحوة دينية وفكرية في ظل محاولات جادة لتطوير الخطاب الديني وهي دعوة لابد ان تشارك فيها كل مؤسسات الدولة ومنها الجامعات والهيئات الثقافية والنوادي والنقابات والوزارات المختلفة لأن معركتنا مع الإرهاب لن تكفي فيها المواجهة الأمنية، هناك جانب فكري وثقافي وتعليمي يجب الاهتمام به لأن التعليم وصل بنا إلى مفاهيم خاطئة ولأن الفكر المريض استطاع ان يتسلل إلى أجيال كاملة من شبابنا والمطلوب الآن ان نعيد العقل إلى لغة الحوار وان نواجه الفكر بالفكر.. ان الأمن ضرورة لكي نحارب حشود الجهل والإرهاب ولكن يبقى فكر الإرهاب أخطر ما تتعرض له الأمة الإسلامية ولا شك ان دور الأزهر في هذا السياق يمثل أهمية خاصة ومن هنا تأتي أهمية الزيارات الخارجية للإمام الأكبر. نقلا عن جريدة الأهرام