ضرب نار في أسعار الفراخ والبيض اليوم 25 أبريل.. شوف بكام    «عمال البناء والأخشاب» تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بذكرى تحرير سيناء    اضبط ساعتك.. موعد بدء التوقيت الصيفي في مصر 2024| وطريقة تغيير الوقت    عيار 21 الآن بالسودان وسعر الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024    ارتفاع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 25 إبريل 2024    واشنطن تلقت فيديو الرهينة الإسرائيلي قبل بثه بيومين    مشاجرات خلال اعتقال الشرطة الأمريكية لبعض طلاب الجامعة بتكساس الرافضين عدوان الاحتلال    قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة    حزب الله يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية مختلفة    مباراة الحسم بين الأهلي ومازيمبي.. الموعد والتشكيل والقناة الناقلة    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    هتنزل 5 درجات مرة واحدة، درجات الحرارة اليوم الخميس 25 - 04 - 2024 في مصر    أحمد جمال سعيد حديث السوشيال ميديا بعد انفصاله عن سارة قمر    "شياطين الغبار".. فيديو متداول يُثير الفزع في المدينة المنورة    بسبب روسيا والصين.. الأمم المتحدة تفشل في منع سباق التسلح النووي    حزب المصريين: البطولة العربية للفروسية تكشف حجم تطور المنظومة الرياضية العسكرية في عهد السيسي    «الاستثمار» تبحث مع 20 شركة صينية إنشاء «مدينة نسيجية»    ب86 ألف جنيه.. أرخص 3 سيارات في مصر بعد انخفاض الأسعار    محافظ المنيا: 5 سيارات إطفاء سيطرت على حريق "مخزن ملوي" ولا يوجد ضحايا (صور)    تطور مثير في جريمة الطفلة جانيت بمدينة نصر والطب الشرعي كلمة السر    ميدو يطالب بالتصدي لتزوير أعمار لاعبي قطاع الناشئين    بالصور.. نجوم الفن يشاركون في تكريم «القومي للمسرح» للراحل أشرف عبد الغفور    عن تشابه «العتاولة» و«بدون سابق إنذار».. منة تيسير: التناول والأحداث تختلف (فيديو)    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    أبو رجيلة: فوجئت بتكريم الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    إصابة 9 أشخاص في حريق منزل بأسيوط    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    توقعات ميتا المخيبة للآمال تضغط على سعر أسهمها    لتفانيه في العمل.. تكريم مأمور مركز سمالوط بالمنيا    الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني يعلن الترشح لفترة رئاسية ثانية    أول تعليق من رئيس نادي المنصورة بعد الصعود لدوري المحترفين    تدريب 27 ممرضة على الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى بصحة بني سويف    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    يسرا اللوزي تكشف كواليس تصوير مسلسل "صلة رحم"|فيديو    تأجيل دعوى تدبير العلاوات الخمس لأصحاب المعاشات ل 24 يونيو    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين للحياة
يقدمها : فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 27 - 05 - 2016

أكد الإمام الأكبر د. أحمد الطيب. شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين ضرورة وجود نظام عمل محدد يحكم عمل الأئمة والدعاة في أوروبا بما يحقق مصلحة الأوطان وينشر الفكر والثقافة الإسلامية الصحيحة دون انحراف أو مغالطة.
وقال خلال لقائه برئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود بارتولون إن الأوطان وحرمة دماء كل الناس خط أحمر يجب التعاون من أجل حمايتهم موضحاً أن الأزهر الشريف علي استعداد لبذل مزيد من الجهود لتحقيق ذلك ونشر السلام بين الناس جميعاً.
وأضاف أن الأزهر سيقف إلي جانب فرنسا في مواجهة الإرهاب. مؤكداً استمرار جهود الأزهر الشريف في نشر الوسطية والسلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة علي كافة المستويات المحلية والاقليمية والدولية.
وأوضح "الإمام الأكبر" أن ما يحدث من بعض الجماعات المنحرفة التي تنسب نفسها زورا للإسلام لا يعبر عن الإسلام في شيء لافتا إلي أن العلاقات بين مصر وفرنسا تمثل شراكة حقيقية في مواجهة الإرهاب وأن الأزهر وجامعته وهيئاته حاضرون دائما في مواجهة الإرهاب وخاصة أن مصر تعاني من الإرهاب أيضا في بعض المناطق.
وأعرب عن تقديره لحرص فرنسا علي إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. مؤكداً أن الأزهر الشريف يشجع هذه الجهود ويتمني أن تؤتي ثمارها في القريب العاجل.
من جانبه. رحب كلود بارتولون رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية بالإمام الأكبر. مؤكدا أن زيارته إلي فرنسا جاءت في توقيت هام للغاية موضحا أن بلاده تفصل تماما بين الإسلام وما يرتكبه بعض المتطرفين.
وقال بارتولون نحن بحاجة إلي الاهتمام بالشباب وفتح كافة المجالات لهم كذلك يجب الاهتمام بالأئمة الفرنسيين الذين نعتقد أننا علينا واجب كبير تجاههم مؤكداً أن استعداد الأزهر الشريف للمشاركة في ذلك أمر هام للغاية.
وأشاد رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية بالخطاب العالمي الذي وجهه الإمام الأكبر إلي مسلمي أوروبا وجميع أنحاء العالم موضحا أن حديثه عن الاندماج الايجابي للمسلمين في فرنسا وأوروبا من شأنه أن يترك أثراً كبيراً علي المسلمين الفرنسيين الذي يتطلعون إلي الأزهر الشريف وإمامه الأكبر بكل تقدير واحترام.
وتابع لقد حرصنا علي استقبالكم فضيلة الإمام الأكبر للمسلمين لأنكم تمثلون مؤسسة عريقة كبري يعرف الفرنسيون قيمتها جيدا كما يدركون ايضا قيمة الحضارة المصرية العريقة. مؤكدا أن بلاده تدرك جيدا ما ينبغي أن تكون عليه مكانة مصر في المنطقة.
وأكد أن بلاده لديها إصرار كبير علي تقوية علاقتها بمصر والأزهر الشريف فمصادرنا في الغرب والشرق مرتبطة ببعضها البعض. ونطالبكم بثبات المواجهة ومزيد من جهودكم القوية في فرنسا ومصر وفي جميع أنحاء العالم.
بعد زيارة الإمام الأكبر لروما وباريس:
العلماء : المساندة بإعلام قوي .. والمطلوب قرارات وآليات للتنفيذ
فتحي الصراوي
هذه الزيارة تأتي وسط أحداث جسام يمر بها المسلمون سواء كان هذا في العالم الإسلامي أو الأقليات الإسلامية التي تستوطن أمريكا وأوروبا.
فالسويد يستقيل بها وزير الإسكان محمد كابلان بضغط من اتجاهات متطرفة لأنه حضر مقرأة للقرآن وصفتها الصحف السويدية بفعالية المسلمين المتطرفين.. وبعض أعضاء اتحاد الطلاب في بريطانيا ينسحبون منه لأن طالبة مسلمة فازت برئاسته في انتخابات نزيهة.. والدنيا تنقلب رأساً علي عقب لأن مسلماً باكستانياً فاز بمنصب عمدة لندن وترامب المرشح الأمريكي للرئاسة يهاجم المسلمين في خطاباته ويعتبر هذا بوابة الدخول لرئاسة أقوي دولة في العالم.
والأخطر أن المهاجرين المسلمين لأوروبا والذين فروا من ويلات الحروب في المنطقة تتم مساومتهم علي دينهم لقبولهم في أوروبا.. وفي آسيا يتعرض المسلمون في بورما لشتي أنواع التنكيل وسط صمت عالمي مريب.
أما في فلسطين فقد تسارعت محاولات تهويد القدس وكثرت الحفريات تحت المسجد الأقصي والتي تهدد بانهياره في أي لحظة.
ومن ناحية أخري أصبح الإرهاب له أنياب وممولون وأصبح أكثر جرأة واستعداداً وتستخدمه بعض الدول لتفتيت الدول الإسلامية.
كل هذه الأمور هل كانت علي بساط البحث في زيارة شيخ الأزهر للفاتيكان وباريس.. ماهو تأثير هذه الزيارة علي كل هذه القضايا وكيف تتحول الي آليات وفعاليات وقرارات هدفها تحسين أحوال ووضع الأقليات الإسلامية في العالم وكشف المخططات الهادفة الي التخويف من الإسلام والاساءة إليه وتعريف العالم بالمباديء الإسلامية الصحيحة عن طريق إمام السنة في العالم شيخ الأزهر؟
الدكتور محمد سعيد عطية أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية وعميد كلية اللغات والترجمة بالأزهر يؤكد أن الهدف الرئيسي من زيارة الإمام الأكبر هو إعادة حوار الأديان بعد انقطاع استمر عدة سنوات وبعد محاولات متعددة لتشويه صورة الإسلام في أوروبا.. الجميع الآن يبحث عن أرضية مشتركة بين كل الأديان السماوية للاتفاق حولها وجعلها الوسيلة للتقارب بين الشعوب والأيديولوجيات المختلفة للوصول الي أن يحل الإسلام في العالم كله وأن تعلو الأخلاق النبيلة التي دعت إليها الأديان السماوية علي كل محاولات هدم البنيان الأخلاقي في أوروبا والعالم الإسلامي أيضاً والتي تقوم بها بعض الفرق التي تتبني هذه الاتجاهات.
أضاف الدكتور سعيد عطية أن كلية اللغات والترجمة بالأزهر تقوم بتبني خطة هدفها تطوير المراكز الإسلامية في العالم كله وارسال مبعوثين أزهريين الي هذه المراكز لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام بعيداً عن التطرف والغلو الذي كان منهج بعض الجماعات التي سيطرت علي هذه المراكز الفترة الماضية مما أدي الي تعظيم ما يسمي بالإسلاموقوبيا.
قال إن المبعوثين الي هذه المراكز من الحاصلين علي الدكتوراة في هذه الدول والفاهمين لثقافات وعادات كل دولة والذين يتمتعون بروح أخلاقية عالية والذين وهبوا أنفسهم للدعوة الإسلامية يعملون علي نجاحها وليسوا مجرد مبعوثين فقط لهدف مادي أو ما شابه ذلك.
تواصل جاد
ذكر أننا سنحاول عن طريق هؤلاء التواصل الجاد مع الرأي العام في كل أوروبا والتواصل مع الأقليات الإسلامية هناك وغيرهم وحضور الندوات والاحتفالات التي يقوم بها اتباع كل دين للتعرف علي النقاط التي يركزون عليها وبيان رأي الإسلام الصحيح فيها بحيث يكون ذلك مقدمة لايجاد تفاهم عملي لمباديء الإسلام وتفاهم لأوضاع وأحوال الأقليات الإسلامية في هذه البلاد ووعي بقضية المسلمين الكبري التي تتمثل في ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية علي الأراضي الإسلامية في فلسطين ووقف تهويد القدس والحفريات التي تحدث في المسجد الأقصي وأعتقد أن هذه الزيارات ستأتي بنتائج مهمة لأوروبا والعالم الإسلامي كما أن المبعوثين سيتم ارسالهم بمجرد عودة الأمام الأكبر.
الدكتور محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر يقول إن التصريحات والبيانات الأخيرة للكنيسة اعترفت أن الحقيقة ليست ملكاً للمسيحية فقط وأن هناك عقائد أخري صحيحة تمتلك الحقيقة أيضاً.. أما ما يقال عن بعض عادات أوروبا التي اعترفت بها الكنيسة الكاثوليكية كالمثلية والاجهاض فإن هذا شيء خاص بهم لا علاقة لنا به.
أضاف أن هجوم البابا بنديكت علي الإسلام والنبي محمد صلي الله عليه وسلم اساءة للفاتيكان ولم تسيء الي الإسلام ونبيه وإنني رددت عليه في حينها بالجمعية الخيرية الإسلامية وفي الإذاعة البريطانية حيث كان هناك اهتمام كبير لهذه الردود في محاولة لمعرفة الحقيقة.
أضاف الدكتور أبو ليلة أن لقاء شيخ الأزهر مع البابا يأتي عقب لقاءات متعددة بين الكنائس المختلفة تاريخاً وعقيدة بهدف توحيد العالم المسيحي لذلك فإن الزيارة ركزت علي ضرورة أن يفهم العالم الإسلامي جيداً وأنه ليس ضد أحد أو أي دين وأننا نبغي فقط تحقيق العدالة في العالم كله والبعد عن التطرف والجمود والعنصرية التي تتبناها الآن بعض الاتجاهات في أوروبا.
ورغم الحذر إلا أننا متفائلون لأن هذه الزيارات هي التي ستقدم الإسلام الصحيح للعالم الذي لا يجبر أحداً علي اعتناقه ولا يؤمن بالاضطهاد اللغوي الذي تمارسه الآن منظمات عالمية كالأمم المتحدة تدعي أن اللغة العربية ستندثر وهذا غير صحيح لأنها محفوظة بحفظ القرآن الكريم الذي تعهد الله بحفظه.
أضاف الدكتور أبو ليلة أنه لابد من الوقوف علي أرضية مشتركة ولكن مع هذه اللقاءات والجهود المكثفة لابد من مواجهة الضغط الإعلامي المتواصل علي المسلمين بإعلام في نفس الوزن يسلط الضوء علي البرامج التي تحاول تدمير العلاقة بين الأديان وتظهر الإسلام وكأنه سيبتلع أوروبا لتخويف الناس منه وتفند كل هذه الاتجاهات المغرضة وتشرح مآربها.
نريد إعلاماً يؤثر علي الشعوب الأوروبية والنوادي الثقافية والمنظمات المدنية والفعاليات السياسية هناك كما تفعل الاتجاهات وأصحاب الأيديولوجيات الأخري وإلا فإنه إذا لم يساند هذه الجهود خطة إعلامية ممنهجة ومؤثرة فلاشك أنها ستضيع هباء.. قال إننا نريد للمسلمين بكافة طوائفهم وشيعهم أن يتحدوا كما اتحدت الكنائس بكل اتجاهاتها وتساءل هل هذا صعب؟
وأجاب إن التفرق سوف يأتي بنتائج عكسية لن تفلح معها أي جهود أخري.. ومادام العالم قرر أن يتحدث معنا بصوت واحد فلابد أن يكون لنا أيضاً صوت واحد حتي يسمعنا العالم.
الدكتور سيف قزامل أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعميد كلية الشريعة الأسبق وعضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية يؤكد علي أن هذه الدول تعرف مكانة الأزهر في العالم الإسلامي ولكن يجب أن تترجم هذه اللقاءات الي قرارات وتوصيات يتم متابعتها عن طريق الجاليات الإسلامية لكي نري برنامجاً عملياً لنصرة المسلمين في العالم والحفاظ علي حقوقهم وعدم الاساءة الي فهم الإسلام ومعاملة الأقليات الإسلامية هناك كما تعامل الدول الإسلامية أتباع الأديان الأخري لديها.
قال إن الأزهر عقد مؤتمراً منذ سنتين دعا فيه للقضاء علي الإرهاب وأصدر قرارات مهمة أعتقد أن هذه الزيارات تأتي ترجمة عملية لمثل هذه القرارات.
الدكتور محمود مزروعة أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر يؤكد أن الإسلام هو دين الحق والقوة ولكن لابد أن تعلم أن العالم لا يحترم الضعفاء ولو كانوا يبحثون عن السلام ولكن العدل الذي نبحث عنه يحتاج الي قوة وهي لن تأتي بمجرد ترديد أن ديننا هو دين السلام.. وهذا أيضاً هو ما يجب أن تركز عليه مثل هذه الزيارات. ذكر أننا في الوقت الذي نؤكد فيه أن الإسلام لا يجبر أحداً علي اعتناقه فإن هناك آلاف البعثات التبشيرية التي تستغل ظروف المسلمين وضعفهم لاجبارهم علي دخول المسيحية بل ووصول الأمر الي مساومة بعض المهاجرين العرب الي أوروبا الفارين من جحيم الحروب في المنطقة علي دينهم وإلا تم طردهم.. وهذا لابد أن تتم مناقشته بصراحة إذا كنا فعلاً جادين في البحث عن السلام بين الأديان لأن الإسلام لم يساوم أحداً اطلاقاً علي ترك دينه.
قال إنه لابد من اظهار موقف الإسلام وتوجيهات الرسول صلي الله عليه وسلم العظيمة في هذا الخصوص والذي وصل به الي الدرجة التي يعتبر فيها توجيه أي أذي لاتباع الأديان الأخري في الدول الإسلامية هو اذي للرسول نفسه.
وكأني بصوت الرسول صلي الله عليه وسلم مدوياً يوجه أصحابه وأتباعه وكافة المسلمين في العالم قائلاً لهم "من آذي ذمياً فقط آذاني" فهل وصل هذا المعني بحذافيره للشعوب والمنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان في العالم.. أشك!! لذا فإننا نحتاج الي إعلام قوي يساند هذه الجهود وإلا فإنها ستصبح سدي.
العلماء يعلقون علي تساؤلات شومان حول أركان الحوار
التعايش موضوع الحوار .. والعقيدة خط أحمر
التعاون بين المختلفين في الدين والعرق واللون لصالح البشرية
في تصريحات له حول بداية الحوار مع الفاتيكان قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف وأحد أعضاء الوفد المرافق للإمام الأكبر في جولته بالفاتيكان وفرنسا إن الأزهر ليس لديه مانع من استئناف الحوار لأنه أمر إلهي ولكن يجب أن نتفق في البداية علي ما نتحاور وإلي ما نود أن نصل فالحوار مقبول ونرحب به ونسعي إليه لكن ما اسأل عنه هو الارضية التي يجب أن ننطلق منها لتحديد المواقف.
العلماء علقوا علي تساؤلات وكيل الأزهر الموضوعية وتناولوا ما يجب أن يكون عليه الحوار حتي لا ينفلت هدفه المنشود.
الدكتور طه حبيشي الاستاذ بجامعة الأزهر يؤكد ضرورة وضع المحور الذي يدور حوله أي حوار لأنه لا معني لكلمة حوار إلا إذا كنت قد وضعته محوره فالفكر مثل أي شيء لا نتعامل معه بنجاح إلا إذا عرفنا المحور والموضوع والغاية فإذا لم نعرف هذه الامور الثلاثة يصبح الحوار كلمة سياسية فضفاضة لا معني لها.
ويضيف: إن الأديان السماوية جمع دين والدين هدفه معرفة الحق الاعلي وتوقيره والحق الاعلي هو الله وتوقيره الالتزام بأوامره ونواهيه فلأي دين في تصور الحق الاعلي "العقيدة" مفهوم خاص إذا تنازل عنه صاحبه انسلخ عنه أي لم يعد يبين فلنا نحن المسلمين في الإسلام مفهوم عقدي لله فهو الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد وليس له مشابه ولا نظير "ليس كمثله شيء" فهذا هو الحق الاعلي لدي المسلمين وبالتالي فهذا الاعتقاد لا يمكن أن يكون حوله حوار لأنني لو حاورت حول العقيدة أقصد هذا المفهوم لله سبحانه وتعالي سنضرب هدف الحوار لأن الحوار حوله يعني إما أن اتنازل عن اعتقادي في الله أي في الحق الاعلي وأسلم لاعتقاد أي تصور من أحاوره عن الله سبحانه وتعالي وبالتالي أكون قد تركت ديني وإما أن يتنازل هو عن اعتقاده ويؤمن بما أعتقد فيكون قد ترك دينه وإما أن نرفض المفهومين وتلتقي في منتصف الطريق فنخرج بمسخ للدينين أي ترك الدينين.
ويقول: إن التوقير الملازم للاعتقاد في مفهوم المسلم عن الله أي في إيمانه بالله يتمثل في الاعتقاد إن الإنسان أقل في وجوده من الحق الاعلي أي أقل في وجوده من الله سبحانه وتعالي وأن الله له أوامر يحددها فيما نسميه الشريعة والاخلاق وعلي المؤمن به أن يلتزم بها والشريعة ليست واحدة في كل دين يقول تعالي: "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" فإذا تحاورت حول الشريعة في كل دين هل آخذ بشريعة غيري أم يأخذ هو بشريعتي أم نلتقي في المنتصف..؟ فإذا اخذت بشريعته تركت ديني وإذا اخذ بشريعتي ترك هو دينه وإذا وقفنا في المنتصف مسخنا الشريعتين.
ويؤكد إنه بناء علي ما ذكرنا فإننا ليس أمامنا مجال للتحاور إلا في عملية التعايش معا في وطن واحد أو كونه واحدا أي أن كل واحد يلتزم بدينه بشرط أن يتعايش مع المختلف باحترام من خلال احترام الأرض والشعب والنظام فإذا نجحنا في الوصول إلي هذا فإننا نكون قد نجحنا في قضية الحوار لأن كل الأديان تسمح بهذه الجزئية من التحاورت أما الاعتداء علي الارض والشخصية والنظام فإن من شأنه أن يحدث خللا في التعايش أي يسقط الحوار نفسه.
ويقول: لو أننا نعيش في وطن واحد فإننا نحتاج ما يسمي بثقافة المواطنة وليس الحوار فالنبي صلي الله عليه وسلم عندما ذهب إلي المدينة لم يطلب من اليهود أو المشركين حواراً وإنما دعا إلي ثقافة المواطنة والتي جاءت في وثيقة المدينة أو صحيفة المدينة وتتضمن آليات التعايش بين أبناء المدينة علي تنوعهم الديني والعرقي بمنطق المواطنة أي أن الوطن هو نقطة الانطلاق والاشتراك فإذا تم الحوار المزمع بدؤه مع الفاتيكان بهذا المنطق فإنه يلتزم بالقواعد التي دعانا إليها القرآن التي تحقق التعايش من خلال تبادل الاحترام حيث يقول تعالي: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم" أما المتحاربون معنا فقد وضع لنا قاعدة لبدء التعايش من خلال "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها".
إذا ما قاله الوكيل هو المطلوب حيث يجب تحديد الموضوع والطريقة والهدف من الحوار.
أما الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بجامعة الأزهر بالقاهرة وعضو هيئة كبار العلماء فيؤكد أن الإسلام يشجع علي التحاور وقد جاء ذلك في آيات كثيرة من القرآن الكريم منها قوله تعالي: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم" كما علمنا منهج الحوار مع المختلف فقال: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" وخاطب المؤمنين به قائلا: "وقولوا للناس حسنا" فنحن مأمورون أن نحسن العلاقة بيننا وبين اتباع الديانات الأخري.
ويضيف فإذا عقدنا لكلمة حوار الاديان فإننا نجدها عبارة بها تجاوز لأن الحوار ريكون بين اتباع الاديان لأن الاتباع من يتحاورون والفكرة مدنية علي أن إتباع الأديان سواء أكانت سماوية أو وضعية من صنع البشر يحتاجون إلي ما يحقق بينهم سلاما حتي يعيش الإنسان في أمن قدر الامكان وبعيدا عن الصراع.
ويضيف: إننا لو فكرنا في روح التشريعات نجد أنها تسعي لإيجادا مصالح الإنسان حيث تحقق أحكام الدين أي شريعته مصلحة المؤمنين به في الدين والآخرة فالله سبانه وتعالي غني عن أن تكون له مصلحة في تشريع حيث يقول: "إن تكفروا فإن الله غني عنكم" لكنه يحب لعباده أن يكونوا مؤمنين حيث يقول: "ولا يرضي لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم" لعل الحكمة في هذا الآن كل صانع يحب أن تكون صنعته علي خير ما تكون ونحن صنعة الله سبحانه وتعالي فلا يجب لنا أن نكون عاصين رافضين لاحكامه لأن رفضنا لاحكام الدين يعرضنا للعذاب.
إذن إذا كان البعض يقول بحوار الأديان فهو حوار بين الاتباع بهدف تحقيق مصالح معينة في العلاقة بين البشر وهو ما شرعت من أجله الاحكام ولعل ما يشير إلي ذلك لدينا نحن المسلمين ما امرنا به من أن تكون علاقتنا بالآخر علاقة تعاون ومحبة سواء أكان الآخر صاحب دين أو غير ذلك وأن تكون علاقتنا بهم علاقة اعتراف بالآخر وعدم امتهانه أو الاساءة إليهم ومما يشير إلي ذلك قوله تعالي: "لا ينهاكم الله عن الذين لم قاتلوكم في الذين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليه إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم" فالدين يدعو إلي التعاون بين ابناء الكون كله فإذا أدي الحوار رإلي تحقيق هذا التعاون الذي يريده الدين لنا فإن مقصود الحوار قد تحقق لأنه حقق شريعة الدين.
ويقول: إننا نعلم أن القطيعة التي تمت بين الأزهر والفاتيكان كانت بسبب هجوم بابا الفاتيكان السابق علي الإسلام كدين وادعائه بأنه نشر بالسيف فلما ابدت دولة الفاتيكان الرغبة في إعادة الصلة من خلال زيارة للأزهر بدت كأنها اعتذار للمسلمين بادر الازهر بالدعوة إلي إعادة الحوار يكون حول التعايش وليس العقيدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.