صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة الطبعة العربية من كتاب "الاستنساخ البشرى" من تأليف هنري اتلان ومارك أوجيه وميراى دلما-مارتى وروجيه-بول دورا ونادين فرسكو ومن ترجمة مها قابيل ومراجعة عزت عامر. ويعرض الكتاب في خمسة فصول فكرة الاستنساخ البشري حيث قررت مجموعة من العلماء التصدي لهذا الموضوع بالشرح والتفصيل من الناحية البيولوجية وتناول كل جوانبه القانونية والفلسفية والرؤية الإنثربولوجية له وكذلك النظرة التاريخية. وتأتي الفصول الخمسة على هذا النحو:"ممكنات بيولوجية ومستحيلات اجتماعية", "يقين القانون وشكوكه", "الهوية المضطربة", "أشخاص بلا نسل" و"احتجاجات وتأقلم". يروى لنا الكاتب في الفصل الخاص بالبيولوجيا عن تجارب تم إجراؤها توضح كيف تطورت فكرة الاستنساخ والدوافع وراء التجارب وفي فصل القانون تؤكد المؤلفة أنه يجب حظر تكاثر الكائنات لبشرية عن طريق الاستنساخ فهي تجد تعارضا بين قضية الاستنساخ ومبادئ حقوق الإنسان وتفند مقولة اللجنة الاستشارية الوطنية للأخلاق:إن استبدال الإنجاب بالنسبة للجنسي البشرى بطريقة توالد تلجأ إلى تقنيات الاستنساخ سيشكل على المستوى البيولوجي والرمزي والفلسفي خللا كبيرا يضر بشكل كبير بكرامة الشخص. وفي الفصل الخاص بالفلسفة يسخر روجيه بول دورا من فكرة العامة اتجاه الاستنساخ والمكتشفات العلمية عموما حيث يتصورون أن اكتشافا علميا محليا قادر على تغيير شكل العالم بأكمله. أما فصل الهوية فيناقش دور فكرة الهوية والتمييز بين الشخص ذاته والآخر, وفكرة تطابق الشخص المستنسخ مع آخر استنسخ منه وجدلية الافتراض بأن شخصا مطابقا وراثيا لشخص آخر سوف يكون له نفس الحياة والأفكار والسيرة الذاتية أما الفصل الخاص بالتاريخ تتحدث المؤلفة عن بداية صناعة الأطفال بعيدا عن التناسل الجنسي والمخاوف المتعلقة بفشل محاولات استنساخ البشر وتطرح تساؤلا هاما عن مصير الكائنات المشوهة التي سوف يتم إنتاجها في المستقبل. يذكر أن هذا الكتاب يهدف إلى توضيح المفاهيم الأساسية حول الاستنساخ وفتح نقاش عام بشأن القضايا الأخلاقية والعلمية المتعلقة به ويتميز بعرض وجهات نظر تخصصات مختلفة حول القضية.