للمرة الأولى تضع وزارة الخارجية الأمريكية اعتداءات المستوطنين اليهود على الفلسطينيين على لائحة "الحوادث الإرهابية"، كما ندد الزعماء السياسيين الاسرائيليين بسلسلة الهجمات الاخيرة على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس. إدراج الاعتداءات الاسرائيلية على الاهداف الفلسطينية في التقرير السنوي حول الارهاب يعكس قلقا متزايدا بأن العنف من قبل أقلية من المتطرفين اليهود قد يؤدي الى دورة جديدة من الصراع والمزيد من الضرر لاحتمالات اتفاق سلام بين الجانبين. وقد اشار تقرير الإرهاب لعام 2011 إلى ان الهجمات التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم وأماكن العبادة في الضفة الغربية ، هى عمليات عنف انتقامية يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين ردا على إجراءات تتخذها الحكومة الإسرائيلية أو الجيش يعتبرها المستوطنون "معادية لهم". وقد أصبح المسؤولون الامريكيون والاوروبيون أكثر صراحة في انتقاد عنف المستوطنين وسط مخاوف من ان تصرفات هذه ألاقلية قد تثير رد فعل متشدد من الفلسطينيين.. فوفقا للأمم المتحدة فان الاعتداءات العنيفة من قبل المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم والمساجد والأراضي الزراعية قد ازدادت بنسبة 150٪ منذ عام 2009. هذا و قد ادانت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة بأشد لهجة ممكنة، إلقاء قنابل حارقة على سيارة أجرة فلسطينية بالقرب من بيت لحم ادت لمقتل ستة أشخاص ، وحثت الخارجية اسرائيل لاتخاذ إجراءات عاجلة لتقديم الجناة للعدالة ودعت جميع الاطراف الى تجنب أي أعمال من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد العنف. وكان السياسيون الإسرائيليون أيضا قد سارعوا بادانة الهجوم. وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، انه "حادث خطير جدا"، و وصفه موشيه يعلون، وزير الشؤون الاستراتيجية بأنه "هجوم ارهابي". هذا وترصد جماعات حقوق الإنسان فى اسرائيل عنف المستوطنين اليهود باستمرار، ويقولون انه يتضمن بشكل روتيني هجمات ضد أفراد ومجموعات من الفلسطينيين، والمضايقات تتضمن اقتلاع الأشجار وحرق الحقول، والاعتداءات على الثروة الحيوانية واحداث الأضرار بالسيارات والمنازل.. ووفقا لمكتب الاممالمتحدة للشؤون الإنسانية، ازدادت هجمات المستوطنين التى تؤذى لوقوع خسائر بشرية أو أضرار في الممتلكات الفلسطينية لنحو 144٪ بين عامي 2009 و 2011. فقد قتل ثلاثة فلسطينيين واصيب نحو 183 شخصا من قبل المستوطنين في العام الماضي، بينما تضررت حوالي 10 شجرة ، وأغلقت أكثر من 90٪ من الشكاوى التي قدمت للشرطة الاسرائيلية من دون توجيه اتهامات. ويقول ساريت ميخائيلي من جماعة بتسيلم لحقوق الإنسان ان واحد من العوامل الرئيسية في نمو عنف المستوطنين هو عدم وجود إنفاذ القانون بشكل فعال.. ووفقا لبتسيلم، فان قوات الأمن الاسرائيلية تفشل في كثير من الأحيان فى التدخل لوقف العنف الذي يمارسه المستوطنون عندما تُبلغ بالاعتداء و تتوجه لمكان الحادث. ففي شهر مايو، أظهر شريط فيديو بث على موقع يوتيوب من قبل بتسيلم مستوطنين يطلقون النار على مجموعة من المتظاهرين الفلسطينيين بينما الجنود وضباط الشرطة وقفوا دون اى اجراء او محاولة لمنع اطلاق النار. وفى مقال نشر الأسبوع الماضي بمجلة "الشؤون الخارجية " الامريكية ، ذكران تصاعد إرهاب المستوطنين، وزيادة الهجمات ضد الفلسطينين يعود لقلة صغيرة ولكنها مهمة من المتطرفين الشباب، والمعروفة باسم" فتيان التلال "، الذين يظهرون القليل من الاحترام للحكومة الاسرائيلية او حتى لقيادة المستوطنين.. وهؤلاء المستوطنون لا يزيد عددهم عن بضعة آلاف، وهم أقلية صغيرة ولكنها خطيرة داخل المجتمع الأوسع و يقودون الهجمات الانتقامية ضد المدنيين الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين. واشار تقرير وزارة الخارجية الأمريكية أيضا أنه في عام 2011: واجهت إسرائيل تهديدات إرهابية من حركة حماس، ولجان المقاومة الشعبية، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، و كذلك من حزب الله في لبنان.