يواصل الجيش السوري الاثنين تعقب تنظيم داعش غداة طرده من مدينة تدمر الاثرية في تقدم ميداني يعد الابرز له ضد داعش، تزامنا مع اعداده لشن هجمات جديدة ضد معاقل التنظيم الرئيسية في البلاد. واعلن المدير العام للاثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم لوكالة فرانس برس الاثنين ان ترميم الاثار المتضررة او المدمرة يحتاج الى خمس سنوات فيما شككت خبيرة في منظمة يونيسكو بامكان تحقيق ذلك. وفي واشنطن، اعتبرت الخارجية الاميركية ان طرد داعش من تدمر هو "امر جيد" ولكن من دون ان تهنىء الجيش السوري. وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس الاثنين "يعمل الجيش السوري اولا على تأمين محيط مدينة تدمر بشكل خاص وريف حمص الشرقي بشكل عام، وثانيا على القضاء على المسلحين الذين هربوا الى المناطق القريبة من تدمر". وتمكن الجيش السوري الاحد بدعم جوي روسي من استعادة السيطرة على مدينة تدمر في محافظة حمص (وسط)، في خطوة وصفها الرئيس بشار الاسد الاحد بانها تعد "انجازا مهماً ودليلاً جديداً على نجاعة الاستراتيجية التي ينتهجها الجيش السوري وحلفاؤه في الحرب على الارهاب". وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "تستعد قوات النظام والمسلحون الموالون لها بدعم جوي روسي، لشن هجوم جديد باتجاه مدينة القريتين الواقعة جنوب غرب تدمر والسخنة شمال شرق تدمر". واشار الى "معارك عنيفة تدور على اطراف مدينة القريتين حيث يسعى الجيش الى حماية اطراف تدمر لمنع داعش من العودة اليها مجددا". وبحسب المصدر العسكري، ارسل الجيش "حشودا" الى مدينة القريتين و"بدأت صباح اليوم العملية العسكرية هناك" مؤكدا ان المدينة "تشكل الوجهة المقبلة للجيش". واضاف "العين حاليا على منطقة السخنة التي انسحب اليها تنظيم +داعش+ من تدمر" لكن "العملية العسكرية لم تبدأ فعليا على الأرض بعد". ويقول المرصد انه في حال تمكن الجيش من السيطرة على مدينة السخنة، يصبح بإمكانه التقدم الى مشارف محافظة دير الزور (شرق) التي يسيطر داعش على معظمها. وفي الوقت ذاته، فإن سيطرة وحدات الجيش على بلدة الكوم الواقعة في شمال شرق تدمر تمكنه من الوصول الى تخوم محافظة الرقة (شمال) ابرز معاقل الجهاديين في سوريا. ويبقى امام الجيش حاليا طرد عناصر التنظيم من بلدة العليانية الواقعة على بعد ستين كيلومترا جنوبا لاستعادة البادية السورية بالكامل والتقدم نحو الحدود العراقية التي يخضع الجزء الاكبر منها لسيطرة التنظيم.