لقي 48 عنصرا على الأقل مصرعهم، من قوات النظام السوري ومقاتلي تنظيم "داعش"، في اشتباكات في ريف حمص الشرقي وسط البلاد، حيث تمكن التنظيم من إحراز تقدم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهة ثانية، أعلنت مصادر سورية عسكرية وميدانية سيطرة قوات النظام، بالتعاون مع مقاتلي حزب الله اللبناني، على تلة استراتيجية في منطقة القلمون شمال دمشق، تشرف على الحدود الفاصلة بين لبنانوسوريا. في وسط البلاد، قال المرصد في بريد إلكتروني اليوم: "تمكن تنظيم (داعش) من التقدم منطقة السخنة، والسيطرة على مناطق واسعة من البلدة ومحيطها في ريف حمص الشرقي، بعد اشتباكات اندلعت ليلا بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وعناصر التنظيم في محيط البلدة، وقرب سكن الضباط شرق مدينة تدمر ونقاط في غربها". وأقر محافظ حمص طلال البرازي، لوكالة "فرانس برس "،باقتحام مقاتلي تنظيم "داعش"، لبعض أحياء البلدة ليلا، مشيرا إلى استمرار الهجوم اليوم. وأدت المعارك المستمرة في المنطقة وفق المرصد، إلى مقتل 28 عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وما لا يقل عن 20 عنصرا من التنظيم، كما أصيب 100 عنصر على الأقل في صفوف الطرفين. وتقع بلدة السخنة التي تخضع لسيطرة النظام منذ 2013، على الطريق السريع الذي يربط محافظة دير الزور (شرق)، أحد معاقل تنظيم "داعش"، بمدينة تدمر الأثرية الخاضعة لسيطرة قوات النظام. وقال البرازي، إن هناك تسللا دائما في المنطقة لعناصر "داعش"، الذين يأتون من دير الزور والعراق"، مضيفًا "يستهدف (داعش) بعض المواقع العسكرية في السخنة، ويتخذ الجيش الإجراءات اللازمة، ويتعامل مع المجموعات المسلحة بسلاح المدفعية والطيران". وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لوكالة "فرانس برس": "تنظيم (داعش) يخوض حرب استنزاف ضد قوات النظام، ويسعى من خلال تقدمه إلى تعزيز وجوده في وسط البلاد، عبر ربطه بمناطق سيطرته في دير الزور مرورا بالبادية السورية". وفيما يقتصر وجود تنظيم "داعش" على الريف الشرقي والمناطق الصحراوية، تسيطر قوات النظام منذ بداية مايو 2014 على مجمل مدينة حمص، بعد انسحاب نحو 2000 عنصر من مقاتلي المعارضة من أحيائها القديمة، بموجب تسوية بين ممثلين عنهم والسلطات، إثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام على هذه الأحياء. وفي منطقة القلمون الحدودية مع لبنان، قال مصدر أمني سوري، إن قوات الجيش السوري ومجاهدي المقاومة (حزب الله)، سيطروا بشكل كامل على تلة موسى الاستراتيجية في القلمون، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي جبهة النصرة وفصائل إسلامية. وتكمن أهمية التلة، وهي الأعلى في سلسلة جبال لبنانالشرقية في إشرافها على مناطق حدودية عدة بين سورياولبنان، يتحصن فيها مقاتلو "النصرة" والفصائل الإسلامية. ونقل التلفزيون السوري الرسمي من جهته، عن مصدر عسكري، قوله إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة، بالتعاون مع المقاومة اللبنانية، تواصل ملاحقة فلول الإرهابيين في محيط تلة موسى، وتدمر أوكارا لهم في جرود بلدة فليطة في القلمون. وسيطرت قوات النظام وحزب الله في أبريل 2014، على مجمل منطقة القلمون، وطردت مقاتلي المعارضة منها، لكن المئات من هؤلاء تحصنوا في مناطق جبلية في القلمون، ينطلقون منها لشن هجمات على مواقع قوات النظام والحزب. وتوعد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، في خطاب الخميس الماضي، بطرد المسلحين السوريين المعارضين من منطقة القلمون السورية.