أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية أن إنتخابات المؤتمر الوطنى العام تمت بمستوى عال من النجاح والنزاهة وبمشاركة واسعة وفاعلة من كافة أطياف الشعب الليبى وفى مختلف المناطق فى ليبيا . وأضافت الخارجية - فى بيان لها الأحد- وجهته إلى المجتمع الدولى وكافة الدول الشقيقة والصديقة إن الشعب الليبى العظيم الذى فجر ثورة السابع عشر من فبراير المجيدة قد برهن للعالم أجمع مرة أخرى بأنه شعب حضاري وقادر على أن يمضى قدما فى السعى إلى إقامة الدولة المدنية الديمقراطية , دولة القانون والعدل والمساواة . وهنأت الخارجية الشعب الليبى على هذا الإنجاز الذى إعتبرته ثمرة للتضحيات التى قدمها الشهداء خ`لال الملحمة النضالية الرائعة التى سطرها الشعب الليبى من أجل نيل حريته وإسترداد كرامته وإمتلاك زمام أموره لصنع مستقبل زاهر لجميع أبنائه. وتقدمت الوزارة بالشكر والعرفان للجهود الكبيرة التى بذلتها المفوضية العليا للانتخابات , ولكل من شارك فى الإعداد والتحضير لهذه الانتخابات , وكذلك المنظمات والهيئات الدولية والعربية والمحلية التى ساهمت في جعل هذا الحدث التاريخى يتكلل بالنجاح ويضع الشعب الليبى على المسار الصحيح لبناء دولته الديمقراطية الواحدة. و بعد تسعة أشهر على مقتل معمر القذافي على ايدي مسلحي المعارضة تحدت ليبيا المخاوف من انزلاقها الى العنف ونجحت رغم الصعوبات في اجراء انتخابات سلمية الى حد كبير تعتبر أول أنتخابات عامة حرة منذ 60 عاما. وأشاد الليبيون -الذين أدلى كثير منهم بأصواتهم ودموع الفرح تملا عيونهم- بالانتخابات التي اجريت امس السبت باعتبار أنها تضع نهاية لدكتاتورية حكم القذافي وترسم مستقبلا أفضل لبلادهم. ورغم الانباء التي أفادت بمقتل اثنين مع سعي المحتجي المعارضين للانتخابات لافسادها طغت مشاعر البهجة على الليبيين وأطلق المحتفلون ألعابا نارية في سماء العاصمة طرابلس بينما أطلق سكان بنغازي في شرق البلاد القذائف الصاروخية. وحتى في سرت مسقط رأس القذافي التي شهدت بعضا من اعنف المعارك في الانتفاضة التي اندلعت العام الماضي لانهاء حكم القذافي الذي استمر 42 عاما عمت مشاعر الارتياح بين السكان بانتهاء التصويت بهدوء. وصاحت امرأة لدى احتفالها مع أسرتها قائلة الله أكبر..هذا عصرالحرية. سرت حرة للمرة الاولى. وأشادت الحكومة الليبية المؤقتة والداعمين الغربيين للانتفاضة بالانتخابات باعتبارها انتصارا للديمقراطية. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في بيان الولاياتالمتحدة فخورة بالدور الذي قمنا به لدعم الثورة الليبية وحماية الشعب الليبي ونتطلع الى العمل بشكل وثيق مع ليبيا الجديدة. وليس من المتوقع الاعلان عن نتيجة واضحة قبل غد الاثنين ومازالت هناك تساؤلات عن كيفية أداء المؤتمر الوطني المؤلف من 200مقعد ومدى قوة التكتلات الاسلامية داخله وكيف سيجري التعامل مع المطالب المتزايدة لمزيد من الحكم الذاتي في شرق البلاد. وأعلن تحالف من 65 حزبا ليبراليا بزعامة محمود جبريل وهو رئيسوزراء المعارضة خلال الانتفاضة تقدمه في الانتخابات لكن المفوضيةالعليا للانتخابات قالت ان هذا سابق لاوانه بالنظر الى النتائجالمحدودة من مراكز الاقتراع. وقال رئيس المفوضية نوري العبار في مؤتمر صحفي في طرابلس اليومالاحد ان المفوضية ليس لديها ما يشير الى تقدم اي حزب ضد الاخر وانه عندما يتم التحدث عن تقدم اي حزب فان هذه مجرد تكهنات. وأدلى 1.7 مليون ناخب من اصل نحو 2.8مليون ناخب مسجل بأصواتهم في الانتخابات وهي نسبة تبلغ نحو 60 في المئة. وفي حين ان الانتخابات ذاتها مضت بسلاسة اكثر مما كان يتوقع كثيرون الا ان الطريق في المستقبل ربما يكون شاقا. اذ ان اقتحام محتجين لاربعة مراكز اقتراع في بنغازي مهد الانتفاضة الليبية أبرز أن مطالب الشرق التي تتراوح ما بين تمثيل سياسي أكبر للمنطقة ونظام اتحادي كامل لن تختفي. واستعرض مسلحون محليون سطوتهم على مرافئ نفطية في الشرق تتدفق من خلالها أغلبية كميات النفط الليبي من خلال منع تدفق النفط من ثلاثة موانيء قبل يوم من الانتخابات. وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط الاحد عودة العمل في هذه المرافيء الى طبيعته بعد توقف دام 48 ساعة. وقال ايان مارتن مبعوث الاممالمتحدة متحدثا عن شعور المواطنينبأن سلطات طرابلس بعد خلع القذافي لم تلب الاحتياجات الاقتصادية أعتقد انه يجب أن نفرق بين الرغبة في افساد العملية وبين الشعورالاوسع نطاقا في الشرق بأن الشرق يتعرض للتهميش. ويشعر الكثير من أبناء الشرق بالغضب من تخصيص 60 مقعدا فقط للشرق في المؤتمر الوطني مقابل 102 مقعد للغرب الذي يشمل طرابلس. وفي محاولة في اللحظة الاخيرة لاسترضاء مواطني شرق البلاد جردتالحكومة الانتقالية في الاسبوع الماضي المؤتمر الوطني من مهمة تعيين اللجنة التي ستتولى صياغة الدستور الجديد لليبيا وقالت ان الليبيين بأنفسهم سيختارون اللجنة في انتخابات أخرى. لكن سكان الشرق اما تجاهلوا هذه الخطوة أو وصفوها بأنها خدعة ويعتقدون أنه يجري خداعهم خلال الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية الكاملة في 2013. وقال الطالب عبدالواحد الغزالي 25/ عاما ليس لدينا قانون يحكم الاحزاب السياسية لم نعد دستورا بعد. كيف يمكن ان يعتبروا هذه جمعية مشروعة. وذكرت كلوديا جازيني من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات أن من الضروري التعامل مع شكاوى الشرق حتى وان كان من غير المرجح الاتجاه نحو نظام اتحادي كامل. وأضافت تدرك الحكومة أن هناك استياء عاما في الشرق وهي مستعدة لمعالجة تلك المسألة. ربما يكون من الافضل تسميتها لا مركزية.