اختار حزب روسياالمتحدة الحزب الحاكم في البلاد، بشكل رسمي استاذ القانون السابق والحليف الحميم للرئيس فلاديمير بوتين، النائب الاول لرئيس الوزراء دميتري ميدفيديف مرشحا لخوض الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في شهر مارس القادم. واعرب بوتين، الذي يمنعه الدستور الروسي من تولي الرئاسة لفترة ولاية ثالثة على التوالي، عن دعمه القوي لهذا الترشيح خلال ذات المناسبة بقبوله دعوة ميدفيديف لتولي منصب رئيس الوزراء بعد مغادرته لمنصبه اذا فاز ميدفيديف في الانتخابات. - الولاء اولا نظرا لان كليهما (بوتين وميدفيديف) ولدا في لينينجراد ثاني اكبر المدن في روسيا والتي استعادت اسمها سان بطرسبورج بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ودرسا القانون في جامعة لينينجراد الوطنية وعملا معا في لجنة الشؤون الخارجية لحكومة سان بطرسبورج ثم الحكومة اصبح ميدفيديف البالغ من العمر 42 عاما، معروفا جيدا لزميله ونصيره بوتين البالغ من العمر 55 عاما. ولدى اقتراح حزب روسياالمتحدة واحزاب رئيسية اخرى هي روسيا العدالة والقوى الزراعية والمدنية، ترشيح ميدفيديف للانتخابات الرئاسية، قال بوتين يوم الاثنين الماضي."اعرفه معرفة جيدة منذ اكثر من 17 سنة وادعم بشكل كامل وتام هذا الاقتراح ". وقالت هيئة دراسات رشابروفايل في بيان على شبكة الانترنت »ان شخصية ميدفيديف تجعل اي سيناريو للمواجهة »غير محتمل«. ويعتقد مراقبون ان ميدفيديف الذي يعد »اخر الشخصيات في الصراع على السلطة« وبوتين يتقاسمان مفهوما مشتركا ازاء القيم والحماسة البلاد. وعهد بوتين بالمشاريع الوطنية الاربعة الصحة العامة، والتعليم، والاسكان والزراعة لميدفيديف في عام عندما تم ترقيته من منصب رئيس الديوان الرئاسي الى 2005 المنصب الحالي، وهو ما اعتبر دليلا على الثقة لكنها مهمة شاقة بطبيعتها. وأوضح ميدفيديف الذي يطالب الجميع بالعمل بجد واجتهاد ويصف فشل تحقيق المهام التي حددها بوتين بانه تحلل من الاخلاق، قدرته وشخصيته ونجح في اختبار قاس بدفع النمو الاقتصادي الى مسار سريع. بوتين ميدفيديف اطار لروسيا وضع بوتين الذي تعهد مرارا بمغادرة منصبه وسط مناشدات له بالبقاء لكنه لم يوضح اي منصب سيتولاه بعد الانتخابات المقررة في شهر مارس القادم نهاية للعبة التكهنات بالموافقة على قيادة الحكومة اذا فاز ميدفيديف في الانتخابات. وقال بوتين في مؤتمر حزب روسياالمتحدة يوم الاثنين اذا منح المواطنون الثقة لدميتري ميدفيديف واختاروه رئيسا لروسيا، سأكون مستعدا لقيادة الحكومة. وقال اندرياس اوملاند، المحاضر في جامعة تاراس شيفتشينكو الوطنية في كييف مهما كان ما ستنطوي عليه هذه الخطوة، في النهاية، من اعادة لتوزيع السلطة في موسكو إلا انها ستعني ان ميدفيديف قد يصبح القائد الرسمي لروسيا بينما سيبقى بوتين اقوى رجل بعد مارس عام 2008 ويقول المحللون ان مثل هذا الترتيب السياسي سيؤدي الى خلق »صرحين« في روسيا العام القادم، رئيسا يؤيد الليبرالية ورئيس وزراء اكثر قوة لكنه ليس ليبراليا الى ذلك الحد. وعلى كل حال ستتواصل سياسات بوتين القائمة بعد الانتخابات ومن المتوقع ان تواصل روسيا الصعود في المسار الذي حدده لها الرئيس السابق آنذاك.