أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بوزارة الآثار أن مدينة فوة هى ثالث المدن فى مصر من حيث إحتوائها على عدد كبير من الآثار الإسلامية المتميزة والمتفردة فى موقع واحد بعد القاهرة ورشيد وبذلك تكون فوة جديرة بالتسجيل كتراث عالمى باليونسكو. وقال فى تصريح له اليوم إن مدينة فوة تتبع محافظة كفر الشيخ وتطل على فرع رشيد وتبعد عن القاهرة 181كم وعن الإسكندرية 98كم , وكانت عاصمة لإحدى عواصم مملكة الشمال , وتسمى فى مصر القديمة (متليس) وفى العصر اليونانى والرومانى سميت (بوي) أو مدينة الأجانب , وسبب ذلك أنها كانت مقر القناصل التجاريين والتجارة الأجنبية لأنها كانت ميناء هام على الفرع البلوتينى أو فرع رشيد وكانت مآذن مساجدها تستخدم منارات للسفن القادمة بالبضائع من دول البحر المتوسط , ويدل على ذلك المنشآت التجارية الباقية مثل ربع الخطابية والوكالات المختلفة , واشتهرت فوة بصناعات هامة مثل الكتان والطرابيش والنحاس فى عصر محمد على وكانت تفى باحتياجات الجيش والمواطنين. وأضاف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن فوة ازدهرت فى عصر محمد على الذى أنشأ بها ترعة للملاحة تسير فيها السفن المشحونة بالغلال وغيرها من منتجات البلاد إلى الإسكندرية عن طريق فرع النيل الغربى دون أن تمر ببوغاز رشيد لكثرة حوادث الغرق به وسميت باسم ترعة المحمودية تيمنا بالسلطان محمود الثانى , كما أنشأ محمد على بفوة العديد من المنشآت الصناعية منها مضرب للأرز ومصنع للطرابيش وآخر لغزل القطن, وجدد العديد من المساجد وما زالت بعض شوارع فوة تحتفظ بأسمائها القديمة مثل شارع ساحة الغلال وداير الناحية وشارع سوق الديوان وشارع النحاسين . وأوضح أن فوة تضم العديد من المساجد الأثرية منها مسجدى السادة السباع وأبو عيسى ومسجد عبد الرحيم القنائى ومسجد النميرى ومسجد حسن نصر الله وجامع أحمد الصعيدى وجامع السادة الكورانين ومسجد أبو شعرة ومسجد أبو المكارم ومسجد الشيخ شعبان ومسجد الشيخ موسى ومسجد العمرى البرلسى ومسجد داعى الدار ومسجد الفقاعى, وأربع قباب هى قبة أبو النجاة وقبة إسماعيل الغرباوى وقبة جزر الجبانة وقبة الشيخ أحمد السطوحى وبوابتين هما بوابة مصنع الكتان وبوابتى مصنع الطرابيش وتكية هى تكية الخلوتية وربع هو ربع الحطانية ووكالة هى وكالة حسين ماجور ومحلج هو محلج محمد على. وحول مسجدى السادة السباع وابو عيسى اللذين تم افتتاحهما اليوم بعد الانتهاء من تطويرهما , أشار ريحان إلى أن مسجد السادة السباع يقع بشارع السبعة المتفرع من شارع الجلاء ومسجل كأثر بالقرار رقم 823 لسنة 2001 وتاريخ بناؤه عام 1144ه كما هو مسجل على عتب خشبى أعلى مدخل الضريح ومنشئ المسجد أحمد أغا جاوشان غانم وبه منبر خشبى تاريخ صناعته فى محرم 1178ه ويعتبر هذا المسجد من المساجد الصغيرة التى كان يطلق عليها اسم الزاوية , اما مسجد أبو عيسى فهو مسجل كأثر بالقرار رقم 234 لسنة 2001 وهو مسجد عثمانى جدد عام 1176 هجريا.