ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية امس انه لأول مرة منذ سقوط الستار الحديدي تخطط روسيا لأن تعيد تفعيل ميناءي طرطوس واللاذقية في سوريا كقاعدتين دائمتين يمكن منهما للاسطول الروسي العمل في حوض البحر الابيض المتوسط. والاشاعات في هذا المجال بدأت تنتشر في اعقاب تصريح اطلقه اخيرا قائد الاسطول الروسي الادميرال فلاديمير مسورين، في اثناء زيارته الى قاعدة في ميناء سبستوبول في اوكرانيا. وقال الادميرال ان 'هذا التواجد مهم جدا لأسطولنا في البحر الاسود'. وتعتزم سوريا وضع ميناءيها تحت تصرف الروس كجزء من صفقة السلاح الكبرى بعد ان حل الطرفان الخلافات المالية بينهما، فقد تخلى الروس اخيرا عن اكثر من 70 في المائة من الديون، وما تبقى منها ستعيده سوريا بطريقتين: بعض الدين سيعاد نقدا، اما الباقي فيعطى من خلال خدمات مينائية دائمة لسفن الاسطول الروسي في اللاذقية وطرطوس. وربطت اوساط اسرائيلية استئناف النشاط الروسي في هاتين القاعدتين بالتوتر المتجدد بين روسيا والولايات المتحدة، ولا سيما في ضوء الخطة الاميركية لنصب منظومة صواريخ ضد الصواريخ في اوروبا، الخطة التي ترى فيها روسيا تهديدا على امنها. وقدرت المحافل بأن 'القاعدتين ستسمحان لروسيا بالدفاع عن مصالحها في المنطقة'. وبينما يقيم الاسطول الاميركي السادس حضورا دائما في المتوسط، اكتفت سفن الاسطول الروسي بالمناورات وبالزيارات الودية الى دول في المنطقة. ومنذ انحلال الاتحاد السوفيتي يعيش الاسطول الروسي في ازمة. ولكن في السنتين الاخيرتين يوجد مسعى لترميم السفن الحربية واسطول الغواصات ايضا. ومعروف عن الاسطول الروسي استخدامه المكثف لسفن الاستخبارات. اما في اسرائيل فقدروا ان قاعدة متجددة في سوريا ستسهل على الروس تنفيذ اعمال استخبارية ضد اسرائيل ايضا. وسيكون لإسرائيل مشكلة في ضرب المنشآت على الشاطئ اثناء الحرب، فصفقة السلاح السورية - الروسية الكبرى تتضمن ايضا منظومات للدفاع عن الشواطئ والموانئ وصواريخ شاطئ - بحر من اكثر الانواع تطورا. مشاكل تعترض إسرائيل: من ناحية اسرائيل، من المتوقع تغيير في قواعد اللعب في البحر الابيض المتوسط بشكل خاص وحيال الشواطئ السورية - اللبنانية بشكل خاص فمنذ زمن بعيد لم تر عيوننا مثلا، سفن التجسس السوفيتية في البحر الابيض المتوسط. اما ميناء دائم في سوريا فسيسهل جدا نشاط مثل هذه السفن في ساحتنا. وفي مثل هذا الوضع، من غير المستبعد ان تكون حرية عمل سلاح البحرية مغايرا ومن المعقول الافتراض بأنه سيكون لإسرائيل مشكلة في ضرب المنشآت على الشاطئ اثناء الحرب. بشكل عام، فإن كل عملية عسكرية محتملة لإسرائيل ضد سوريا في المستقبل سيتعين عليها ان تأخذ بالحسبان الوجود الروسي، الذي لن يكون بالضرورة حياديا. ومعقول جدا الافتراض بأن روسيا ستتخذ جانبا ما، على الاقل سياسيا، في مثل هذه المواجهة.