بعد نحو شهر على انتهاء ولاية رئيس الجمهورية اللبنانية أميل لحود تبقى المواقف من الاستحقاق الرئاسي غير واضحة المعالم ولا فريق اليوم يستطيع أن يقول ما الذي سيجري في 24 نوفمبر المقبل، لأن هناك أكثر من لاعب والكثير من الخفايا في موضوع رئاسة الجمهورية اللبنانية. وفي هذا الصدد، يبدو أن هناك 3 سيناريوهات لرئاسة الجمهورية يتم التداول بها على الساحة اللبنانية : - أولاً على قاعدة المبادرة الثنائية التي اطلقتها بكركي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، والتي تتضمن اتفاق كل الأفرقاء على رئيس توافقي ودون أن يشعر أي فريق بأنه ربح أو خسر في الانتخابات، وبحسب مصدر معارض فان حظوظ هذا السيناريو ليست كبيرة، خصوصاً وأن الموالاة لا تقبل سوى طرح اسمين وهما بطرس حرب ونسيب لحود، ولذلك، بحسب المصدر، فاذا لم تغير الموالاة موقفها جذرياً فان هذا السيناريو، كي ينجح عليه أن يحظى بأعجوبة كما ذكر البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير. - أما السيناريو الثاني فيتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية في حال عدم التوافق على رئيس للجمهورية، يكون لهذه الحكومة دور انتقاليّ ومهمتها القيام بانتخابات نيابية على أساس قانون انتخابي جديد، ومن خلاله يتم انتخاب رئيس للجمهورية،پومن حسنات هذا السيناريو أنه سيؤجل الى بضعة اشهر انتخاب رئيس للجمهورية لست سنوات، بانتظار أن تتبلور الأوضاع المحلية والاقليمية، لكن المصدر يؤكد أن حظوظ هذا السيناريو ايضاً ليست كبيرة لأن المطالبة بحكومة وحدة وطنية هي من المعارضة أصلاً وبالتالي هي مرفوضة من قبل المولاة. - ويبقى السيناريو الثالث، الذي يبقى، للأسف كما يقول المصدر المعارض، الاكثر حظاً في ان يحصل، وهو أن الاكثرية ستقوم بانتخاب رئيس للجمهورية بالأكثرية زائد واحد من النواب، وبحسب المصدر المعارض فان كل خطوات الاكثرية، خصوصاً الرسائل الموجهة الى المجتمع الدولي التي من خلالها تطالب الاكثرية بضمان حصول الانتخابات الرئاسية، كلها تأتي في اطار تطبيق هذا السيناريو، وكذلك تصريحات النائب جنبلاط تصب في هذا الاطار، يضيف المصدر، واذا تم هذا السيناريو ستصبح الكرة في ملعب الرئيس نبيه بري، لأنه يملك مهمة اعلان انتخاب رئيس جديد للجمهورية من قبل البرلمان. ويضيف المصدر ان شرعية الرئيس نبيه بري معترف بها من الجميع وهنا ستتعقد الامور لأن الرئيس اللبناني اميل لحود أعلن أكثر من مرة انه لن ينتظر اللحظة الأخيرة كي يتحرك سيرى نفسه أمام حتميّة اختيار واحد من الخيارات التي بحوزته والتي يقرها الدستور اللبناني. واذا قرر مثلاً ان ينشئ حكومة انتقالية فسيكون اختيار الشخصيات المسيحية لرئاسة هذه الحكومة ضئيل جداً ويبقى السؤال هل بري وعون وفرنجية على استعداد لتأمين وزراء لهذه الحكومة؟ وقد يختار لحود ايضاً ان يعطي السلطة للجيش كي يجنّب البلاد الفراغ في الحكم لأن حكومة السنيورة بالنسبة الى لحود في شكلها الحالي غير شرعية ولهذا السيناريو الاخير حسناته وسيئاته ويرتكز على قبول قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان. واخيراً قد يقرر لحود ان يبقى في السلطة منتظراً انتخابات يراها شرعية. وفي كل هذه الخيارات تبقى المعارضة في مرحلة دقيقة جداً، بحسب المصدر، لأن موقفها سيحدد مصير لبنان المستقبلي وحتى الآن لم يتم تحديد اي مخطط وكأن الجميع يأمل بحل سحري لمشكلة الرئاسة اللبنانية.