بإدانات دولية وعربية واسعة..ومظاهرات ومسيرات حاشدة ..انتهاء الى مطالبات باللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية باعتباره جريمة حرب ضد الانسانية.. بل والدعوة الى الرد بقوة.. استقبل العالم حادث استشهاد رضيع فلسطيني وإصابة أربعة من أفراد أسرته نتيجة حرق منزل لعائلة فلسطينية في نابلس من قبل مستوطنين اسرائيليين. وفي رد فعل فوري، أدانت مصر الحادث بأشد العبارات وقامت بتقديم التعازي لعائلة الشهيد وللشعب الفلسطيني الشقيق ، وقدم المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير الدكتور بدر عبد العاطي -في بيان صحفي اليوم الجمعة- التمنيات بسرعة الشفاء للمصابين في الحادث ، مطالبا السلطات الإسرائيلية بتحمل مسئولياتها القانونية والإنسانية كسلطة احتلال والمجتمع الدولي لتوفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني. الحادث مستوطنون متطرفون أقدموا فجر اليوم الجمعة على حرق منزلين في قرية دوما جنوب نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة مما أدى الى استشهاد الرضيع الفلسطيني علي سعد دوابشة والذي يبلغ من العمر عاما ونصف بعد إصابته بحروق شديدة بعد هجوم شنه عدد من المستوطنين على منزل عائلته بالزجاجات الحارقة ومواد سريعة الاشتعال في قرية دوما جنوب نابلس، كما اصيب أربعة من عائلته. مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس أوضح أن مستوطني مستوطنات "يحي, ويش كودش" هاجموا منزلي المواطنين سعد ومأمون دوابشة اللذين يقعان على بعد امتار من مدخل القرية وخطوا شعارات عنصرية باللغة العبرية مثل "الانتقام" و"انتقام المسيح" قبل فرارهم. وعقب الجريمة المروعة, دفع الجيش الإسرائيلي بقوات كبيرة إلى منطقة نابلس وكذلك عزز من تواجد الشرطة وما يسمى "حرس الحدود" في مدينة القدس تحت تبريرات بأن ما حدث في قرية دوما عملية إرهابية خطيرة نفذها مجموعة من المتطرفين اليهود. مواجهات بالضفة والقدس بالتزامن مع تشييع جثمان الرضيع، اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين عقب صلاة الجمعة اليوم . واشتبك شبان فلسطينيون مع قوات الاحتلال على حاجز قلنديا شمال القدسالمحتلة, ورشقوا الجنود بالحجارة والزجاجات الحارقة, وسط هتافات غاضبة, منددة بجريمة الحرق, كما اندلعت اشتباكات مماثلة بالبلدة القديمة في القدسالمحتلة. وبالتوازي اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في المنطقة الجنوبية بمدينة الخليل عقب قمع الاحتلال مسيرة خرجت احتجاجا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان الفلسطينيين, مما أوقع عددا من الإصابات. وبعد صلاة الجمعة ، انطلقت مسيرة من مسجد البيرة الكبير (جمال عبدالناصر) وتمركزت في دوار المنارة وسط مدينة رام الله نصرة للمسجد الأقصى الذي يتعرض لانتهاكات واقتحامات يومية, وغضبا لاستشهاد الطفل دوابشه. وفي القدسالمحتلة, أدى مئات المصلين صلاة الجمعة أمام الحواجز العسكرية التي نصبتها قوات الاحتلال في الشوارع والطرقات المحيطة بالبلدة القديمة بعد منعها الرجال دون سن الخمسين عاما من الوصول الى المسجد الأقصى المبارك. كما أدى المصلون صلاة الغائب على روح الطفل الرضيع علي دوابشة الذي أحرقه المستوطنون اليهود فجر اليوم في نابلس شمال الضفة الغربية. وذكرت مصادر مقدسية أن قوات الاحتلال استدعت فرق الخيالة وسيارات المياه "القذرة" وأطلقت قنابل الصوت لتفريق المصلين في حي "وادي الجوز". مسيرة حاشدة بغزة شاركت جماهير فلسطينية غفيرة في مسيرة حاشدة دعت إليها حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة بعد صلاة الجمعة استنكارا لجريمة حرق الرضيع علي دوابشة وعائلته ونصرة للمسجد الأقصى المبارك بمشاركة قادة الفصائل. وأكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب في كلمة خلال أن الرد الفلسطيني على هذه الجريمة النكراء في نابلس لن يتأخر، وحمل شهاب حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المتطرفة المسؤولية الكاملة عن الجريمة, قائلا إنها حكومة إرهابية ترعى إرهاب المستوطنين وتوفر له الحماية في كل محافظات الضفة الغربيةالمحتلة. وأضاف أن "إسرائيل تمارس اليوم لعبة قذرة هي لعبة الاستفراد بالشعب , فمرة تستفرد بغزة ومرة بالخليل وتارة بالقدس, واليوم في نابلس عبر هذه الجريمة البشعة والقذرة". أبومازن: سنلجأ للجنائية الدولية وعلى المستوى الرسمي، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن القيادة الفلسطينية ستجهز ملفا حول جرائم الاحتلال الإسرائيلي وجريمة قتل الطفل علي دوابشة حرقا على أيدي المستوطنين في نابلس اليوم, وستتوجه به فورا إلى محكمة الجنايات الدولية. وشدد الرئيس عباس في تصريح للصحفيين في مقر الرئاسة بمدينة رام الله على أن القيادة الفلسطينية لن تصمت على هذه الجرائم, واصفا الحادث بنابلس اليوم بأنه "جريمة حرب" و"جريمة ضد الإنسانية". وأضاف: "ما جرى في دوما اليوم يضاف إلى سجل الجرائم التي يرتكبها المستوطنون, والحكومة الإسرائيلية لأنها تتبنى الاستيطان وتشجع قطعان المستوطنين على ما يقومون به كل يوم". وأردف: لن نسكت, وسيكون لنا موقف عملي آخر في القريب العاجل, وما دام الاستيطان والاحتلال موجودا ستستمر هذه الأعمال"، كما نطالب المجتمع الدولي بالتحرك, كما نطالب أمريكا لمعرفة رأيها فيما يجري, بعد أن أوقفت العملية السياسية". بدورها، قالت الخارجية الفلسطينية في بيان صحفي:"نطالب باعتبار المجموعات الاستيطانية التي تتحرك تحت مسميات دفع الثمن أو شبيبة التلال وغيرها مجموعات إرهابية خارجة عن القانون, سواء أكان ذلك في إسرائيل أو لدى المجتمع الدولي وتحديدا الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وكندا واستراليا واليابان ومجموعة الآسيان والاتحاد الأفريقي وحركة عدم الانحياز". وطالبت بتشديد الرقابة على النشاطات الاستيطانية ومتابعتها في الأرض الفلسطينيةالمحتلة من قبل المجتمع الدولي ومنظماته المختصة أو تشكيل ما هو مطلوب لهذه الغاية, وتحديدا من قبل اللجنة الرباعية الدولية ومكوناتها. ودعت إلى فرض إجراءات مشددة من قبل المجتمع الدولي على حركة المستوطنين خارج اسرائيل, ووضع قوائم سوداء أمام حركتهم, والضغط على إسرائيل لكي تتعامل بجدية مع إرهاب المستوطنين. "حماس": المستوطنون أهداف مشروعة أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" باعتبارها جريمة يتحمل مسؤوليتها قيادة الاحتلال التي تصدر الأوامر وتحرض على قتل الفلسطينيين حتى وهم أطفال". وأضاف"هذه الجريمة تجعل جنود الاحتلال ومستوطنيه أهدافا مشروعة للمقاومة في كل مكان وفي كل الحالات, ولن يرتدع هؤلاء القتلة إلا برد يتناسب مع إجرامهم". نتنياهو: عمل ارهابي على الجانب الآخر.. وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, الحريق بال "العمل الإرهابي", معربا عن صدمته من ما اسمها بجريمة الكراهية/على حد زعمه/. وصرح نتنياهو لراديو "صوت إسرائيل" اليوم "الجمعة" بأنه أصدر الأمر لقوات الأمن من أجل استخدام كل الوسائل لإلقاء القبض على المجرمين وإحالتهم إلى القضاء, لافتا إلى معارضة الحكومة لهذه الأعمال المروعة والسافلة. و في مبادرة نادرة، اتصل نتانياهو هاتفيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس للتعبير عن ادانته لقتل طفل فلسطيني حرقا، ووعد باجراء تحقيق شامل. وخلال المكالمة الهاتفية، ابلغ نتانياهو الرئيس الفلسطيني بانه زار ريهام دوابشة (26 عاما) والدة الطفل علي الذي قضى حرقا، واخاه احمد وعمره اربع سنوات واللذين يعالجان في مستشفى في تل ابيب، ويفترض ان يزورهما لاحقا الرئيس الاسرائيلي رؤوفين رفلين. وذكرت وكالة "وفا" ان عباس اكد لنتنياهو "على ضرورة محاربة الإرهاب وإلقاء القبض على منفذي هذه الجريمة البشعة بحق الرضيع علي دوابشة وأسرته ومعاقبتهم". ومن جهته اكد نتانياهو لعباس وفق بيان عن مكتبه ان "الجميع في اسرائيل مصدوم من العمل الارهابي المدان الذي استهدف عائلة دوابشة". وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون من جانبه تعهد بإلقاء القبض على المستوطنين الذين قاموا بقتل الطفل وكشف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات موجودة في قطاع الحريق لتحديد مكان منفذي الهجوم, مشيرا إلى أن الهجوم ضد مدنيين يعد عملا إرهابيا وحشيا. ادانات عربية الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أدان الجريمة الوحشية واعتبر الأمين العام في بيان له اليوم ان هذه الجريمة البشعة التي يندى لها جبين الانسانية هي استمرار للانتهاكات و الممارسات الإسرائيلية الاجرامية والقمعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وانها تعتبر جريمة حرب, وسط عجز وصمت من المجتع الدولي ازاء هذه الجرائم. وناشد الأمين العام المجتمع الدولي ومجلس الامن بضرورة التصدي لمثل هذه الممارسات الوحشية خاصة ان هذه هي ليست المرة الاولى التي تقوم فيها اسرائيل بمثل هذه الممارسات. من جانبه، أدان أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي بأشد العبارات حرق منزل عائلة فلسطينية في نابلس بواسطة مستوطنين اسرائيليين، مما أدى إلى استشهاد رضيع وإصابة أربعة من أفراد أسرته. وقال الجروان، إنّ حرق المستوطنين لطفل رضيع، "وحشية إسرائيلية لا تغتفر، يتحمّل مسؤوليتها قادة الاحتلال التي تحرض على قتل الأطفال الفلسطينيين"، وأضاف الجروان في بيان أنّ "إعدام الطفل "على سعد دوابشة "جريمة بشعة تستدعي ردا استثنائيا وعاجل من المجتمع الدولي بتوفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني. بدوره، أدان الأردن الجريمة البشعة التي ارتكبها مستوطنون إسرائيليون فجر اليوم الجمعة وقال وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني, في بيان له اليوم, إن هذه الجريمة البشعة ما كانت لتحدث لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على إنكار حقوق الشعب الفلسطيني وأدارت ظهرها للسلام وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة. وحمل المومني الحكومة الإسرائيلية بوصفها القوة القائمة بالاحتلال المسئولية عن هذه الجريمة البشعة وعن كل الاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني , مشيرا إلى أن أولوية الحكومة الاسرائيلية هى المزيد من الاستيطان وإنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من جانبه، ادان رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم الجريمة البشعة ودعا الغانم في تصريحات اليوم / الجمعة / الحكومات والبرلمانات العربية والدولية إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة. وأضاف أن هذه الجريمة المروعة على يد العصابات الصهيونية انتهكت كل القوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية مؤكدا أن إسرائيل لم تضع يوما اعتبارا لتلك القيم والقوانين. ودعا إلى تقديم الجناة والمسئولين الإسرائيليين إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاكمتهم على الجرائم التي يرتكبونها بحق الإنسانية لافتا إلى أن استمرار الصمت الدولي تجاه بطش الآلة الإسرائيلية جعلها تتمادى في نهج الإرهاب والاعتداءات ضد الفلسطينيين. ادانات دولية أدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم, بشدة جريمة مقتل الطفل الرضيع مطالبة الضمائر الحية في العالم ببذل الجهود لوقف هذه الجرائم المفجعة. وقالت المتحدثة الإيرانية -وفق "إيرنا" "الحادث يعد دلالة واضحة أخرى للهوية المبنية علي الاحتلال والإرهاب للدولة الاسرائيلية والعنف المتجذر في المجتمع الصهيوني وسياسة هذا الكيان المعتدي". فرنسا من جانبها، أدانت مقتل رضيع فلسطيني حرقا جراء هجوم للمستوطنين على منزل عائلته، وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية -في تصريح له اليوم /الجمعة/- إن بلاده تلقت باستهجان خبر وفاة طفل فلسطيني في حريق متعمد وقع في قرية دوما قرب نابلس. وأضاف أن فرنسا تدين هذا العمل الدنيء, وتدعو إلى تسليط كل الضوء على هذه الجريمة, التي لا بد من تحديد وتقديم مرتكبيها إلى العدالة. وبدورها، نددت الولاياتالمتحدة "باشد العبارات" الجمعة ب"الهجوم الارهابي الوحشي" في الضفة الغربيةالمحتلة والذي ادى الى مقتل طفل فلسطيني حرقا، وقالت الخارجية الامريكية في بيان "نرحب بالامر الذي اصدره رئيس الوزراء (الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو لقوات الامن باللجوء الى كل السبل المتوافرة لديها لاعتقال القتلة (الذين ارتكبوا) ما سماه عملا ارهابيا واحالتهم امام القضاء". الاتحاد الاوروبي وصف الحادث ب`"الجريمة البشعة" مطالبا ب"عدم التهاون" مع اعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الاسرائيليون اثر هجوم الجمعة في الضفة الغربيةالمحتلة وقالت متحدثة باسم الاتحاد في بيان "ندعو الى (تحمل) المسؤولية الكاملة والتطبيق الفاعل للقانون وعدم التهاون مع اعمال عنف المستوطنين". وقالت إن "قتل هذا الطفل بدم بارد يسلط الضوء على الوضع المأساوي في المنطقة, ويذكر بالحاجة الملحة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". واضافت ان "تحقيقا كاملا وسريعا هو امر ضروري لاحالة منفذي هذه الجريمة الفظيعة الى القضاء. 11 الف اعتداء بالضفة منذ 2004 كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أكد الجمعة ان المستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة نفذوا احد عشر الف اعتداء على اهداف فلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة منذ عام 2004، وذلك بعد مقتل طفل فلسطيني حرقا داخل منزله قرب نابلس. وصرح عريقات للصحفيين "منذ عام 2004 وحتى الان ارتكب المستوطنون 11 الف اعتداء اجرامي"، مشيرا الى ان هذه الاعتداءات شملت " قتل ابرياء وحرقهم وحرق مساجد واشجار"، لافتا الى ان "هذه الاعتداءات تمت تحت حماية الحكومة الاسرائيلية، بدون محاسبة او مساءلة عن هذه الجرائم". واعتبر ان "الحكومة الاسرائيلية تستمر في ارسال رسائل التحريض والكراهية والتفرقة العنصرية". وقال عريقات ايضا "لا نستطيع ان نفرق بين ارهاب المجموعات الاستيطانية والتمدد والتوسع الاستيطاني، الارهاب والتوسع الاستيطاني يخدمان نفس الغرض وهو التطهير العرقي للفلسطينيين، واضافة مزيد من المستوطنين في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بهدف تدمير حل الدولتين وتكريس نظام الابارتايد (الفصل العنصري) الذي تسعى الحكومة الاسرائيلية لتكريسه". يشار إلى أن مستوطنين متطرفين كانوا قد أقدموا في الثاني من يوليو 2014 على خطف الطفل الفلسطيني محمد أبوخضير , من حي شعفاط بمدينة القدس , ومن ثم تعذيبه وحرقه وهو على قيد الحياة.