قال الشيخ محمد الدومى إمام وخطيب مسجد مصطفى محمود ان الرسول صلى الله عليه وسلم جعل مكانة التاجر الصدوق الأمين الذى لا يكذب على الناس فى الجنة مع الصديقين والشهداء مؤكداً ان التاجر عليه ان يبين للمشترى عيب السلعة قبل بيعها له حتى يكون رزقه حلال مرجعاً ظاهرة عقوق الوالدين التى تفشت فى المجتمع الى قبول البعض للمال الحرام. وأوضح الدومى خلال لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى السبت ان كل سلعة لها من يرغبها واذا صارح التاجر المشترى بعيب السلعة قبل بيعها سيجد من يشتريها،فكل انسان يرغب فى سلعة تناسب رغباته والرسول صلى الله عليه وسلم قال"من غشنا ليس منا"مشيراً الى ان ليس منا فى الحديث الشريف لا تعنى كافر وانما فعل الغش هو الكفر وينقص من الإيمان مثل لطم الخدود عند وقوع المصيبة وغيرها من الأفعال. وتابع ان الكذب والغش في البيع وغيره من المحرمات الكبيرة وهو مذهب للنماء والبركة والله عزوجل قال "وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" المطففين ،وقال ايضاً "فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"لافتاً ان الإسلام حرم الغش وخيانة الأمانة، ونهَى عنهما في جميع الأحوال، سواء أكان في البيع والتجارة، أم في العلم والمعاملات، وقد اهتم الشرع ببيان أضرار مثل هذه السلوكيات المنحرفة ومحاربتها، مُحذراً من اتخاذها سبيلاً ينال بها الإنسان حقاً ليس له، أو لإشاعة الفساد بين الناس وأكل أموالهم بالباطل. وأردف ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال "مَن غشنا فليس منّا"، أي أنّ صفة الغش لا تكون في المسلم، وما ذلك إلا لخطورة الغش وفداحة الآثار والتداعيات التي تترتب عليه على مستوى الأفراد والمجتمعات،لافتاً ان هناك ألوان كثيرة للغش والخيانة جميعها محرَّمة في الإسلام، ولعلّ أكثرها شيوعاً ما يرتبط بأعمال التجارة والبيع والشراء ،ففي حين أن العمل وطلب الرزق من أهم الأمور التي حَثّ عليها ديننا الإسلامي الحنيف، والتجارة من المهن التي يمارسها الناس منذ القِدَم، بغرض التكسُّب والحصول على الرزق المشروع، وهي من أفضل طُرق الكسب وأشرفها، إلا أن الغش في التجارة خيانة للأمانة وللمسلمين، سواء أكان الغش في النوع والجودة أم في الميزان والمكيال. وأشار الى ان المسلم عليه أن يَصدق في بيعه وشرائه، وأن يتجنب الغش والخداع والتدليس والبخس في المكيال والميزان حتى يبارك الله في ماله ويوسع له في رزقه ،ومن ألوان الغش التي ترتبط بالأعمال، أخذ الرشوة وقبولها، وهو يُعدُّ خيانة لِمَن ائتمن الإنسان على أداء عمل مُعين ،وقبول الرشوة مقابل تسهيل معاملات الناس أو إبطال حق أو إحقاق باطل خيانة لذلك لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الراشي والمرتشي مضيفاً انه لمواجهة داء الغش والخيانة في ما يلزم على المربّين والوعّاظ، العمل على تذكير أولئك الذين قلّت أمانتهم وتفشّى الغش فيهم، وأحبوا الدنيا على الآخرة، واستهانوا بالناس وبأماناتهم بعواقب الغش وويلات الخيانة، وبأنهم بذلك إنما يخونون الله ورسوله ويخونون أنفسهم. https://