يحتل نيلسون مانديلا مكاناً بارزاً في صفحات تاريخ الأمم، وهو أحد الرجال الذين يقفون شموعاً مُضيئة تنير الطريق للجموع حولها، بالإضافة للتنوير الذى تنشره فى روح الأمة وتزهو بهم الإنسانية وتفخر السير الذاتية بمذكرات نضالهم المُشرف ضد قوى الظلام والشر، وهنا يقف نيلسون مانديلا كأشد مصادر الضوء التى محت ظلام العنصرية من القارة الإفريقية، فقد قال مانديلا "فى وسعنا أن نغير العالم ونصنع منه مكاناً أفضل .. وأن كل واحد منكم في استطاعته أن يُحدث هذا التغيير". لقد سطر الزعيم الإفريقى نيلسون مانديلا اسمه بحروف من نور فى تاريخ جنوب إفريقيا، فقد تحول المناضل الصلد "مانديلا" من مواطن جنوب إفريقى يُصارع نظاماً عنصرياً بغيضاً إلى مواطن عالمى يُسارع زعماء العالم إلى الوقوف جوار هامته العالية، حيث ضرب مانديلا أروع أروع المثل فى التضحية. وحياة نيلسون مانديلا حافلة بالأحداث الجسام ومليئة بالأيام الخالدة، فهو يعتبر من أبرز المُناضلين والمُقاومين لسياسة التمييز العنصري التي طبقت في جنوب إفريقيا، ويُطلق عليه اسم "ماديبا" أي "العظيم .. المُبجل"، وهو لقب يُطلق على الشخص الأرفع شأناً بين أهل عشيرته، وقال "شادراك جوتو" الباحث في جامعة جنوب أفريقيا: "يصعب اختصار إنجازات مانديلا ومساهمته في نضال البلد من أجل الحرية .. إنه رمز التواضع ونكران الذات". نضال مانديلا دام سنوات طويلة من أجل قضية شعبه المُطالب بالمساواة والحق فى الحرية والحياة الكريمة على أرضه، وخرج بعد هذا الزمن الطويل من السجن ليتولى حكم البلاد لفترة رئاسية واحدة أرسى خلالها الأسس السليمة الراسخة لقيام دولة ديمقراطية تكاد أن تكون الوحيدة فى القارة الإفريقية بأسرها ليسلم الراية بعد ذلك لجيل أخر ليقود دفة البلاد وسفينتها التى أحسن صنعها، ولتشهد جنوب إفريقيا توالى ثلاثة رؤساء على حُكم البلاد خلال عقدين من الزمن فقط، وهو أمرلا ينافسها فيه إلا عدد قليل من الدول الغربية الديمقراطية العريقة.