إستحوذ تصاعد الأحداث على الساحة السورية، وإقتحام الجيش لمدينة درعاً بالدبابات السبت على إهتمامات عدد من الصحف الغربية. فقد نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت الإثنين، أن السوريين يتحدون وحشية النظام رغم تمركز الدبابات في الشوارع، مشيرةً إلي أن آلاف السوريين واجهوا الرصاص دون خوف أو تقهقر بالرغم من حملات القمع والترهيب التي فشلت في إخماد التذمر الشعبي ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وأضافت الصحيفة أن قوات الأمن فتحت نيران أسلحتها على المتظاهرين في عدة مدن وبلدات سورية ما أدى إلي مقتل 21 متظاهراً على الأقل، وذلك وفقاً لما قاله ناشطون في مجال حقوق الإنسان مشيرةً إلى أن النظام السوري لجأ إلي إعتقال نحو 500 شخص في اليوم الواحد وذلك في مسعى منه لقمع حركة الإحتجاجات العارمة المطالبة بالإطاحة بالنظام السوري وإجراء إصلاحات سياسية وإقتصادية. ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر دبلوماسية قولها - إن السلطات السورية تحتجز أكثر من 7 آلاف شخص في شبكة من السجون السرية مشيرةً إلي أن حملة الإعتقالات مستمرة منذ أسبوع، وينظر إليها على أنها محاولة لمنع تنظيم التظاهرات أو تنسيق إحتجاجات المتظاهرين. وتقول صحيفة "الاندبندنت" إن الدبابات السورية طوقت مدينة درعا التي إنطلقت منها الإحتجاجات ثم شنت عملية عسكرية كبيرة في محاولة لمنع أي مظهر من مظاهر التحدي للنظام السوري. وتشير الصحيفة إلي أن قوات الأمن إستهدفت إعتقال بعض زعماء المعارضة ومنهم رياض سيف البالغ من العمر 64 عاماً الذي أُعتقل خلال تجمع معارض في العاصمة دمشق. ومن جانبها، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن الرئيس السوري بشار الأسد نجا من فرض عقوبات عليه من قبل الإتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على 13 مسئولاً كبيراً في سوريا. وأشارت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، إلي أن المسئولين الذين قرر الإتحاد الأوروبي فرض عقوبات عليهم ينتمون إلي الجيش السوري وأجهزة المخابرات والحكومة، وفي هذا الإطار ستجمد أصولهم ويحظر عليهم السفر، كما وافق الإتحاد الأوروبي على وقف مبيعات الأسلحة إلي سوريا. وأضافت "فاينانشيال تايمز" أنه بالرغم من منع السلطات السورية لوسائل الإعلام الدولية من الدخول إلي أراضيها ولجوئها إلي قطع الإتصالات في بعض المناطق المضطربة، إلا أن هناك مؤشرات على وحشية النظام في قمع حركة الإحتجاجات المستمرة منذ 7 أسابيع. ونقلت الصحيفة عن رضوان زيادة، ناشط في مجال حقوق الإنسان يقيم في الولاياتالمتحدة قوله - إن إستمرار الإحتجاجات دليل على أن حملات القمع المتواصلة ليست رادعاً للمحتجين . يشار إلي أن المباحثات بين الدول الأعضاء إستمرت لمدة أسبوع ودارت حول الجدوى من فرض عقوبات على الرئيس الأسد نفسه، إذ كانت فرنسا تؤيد هذا المسعى في حين ترى ألمانيا وقبرص أن فرض عقوبات عليه قد يأتي بنتائج عكسية. ووافقت بعض الدول الأعضاء ومن بينها بريطانيا على إستثناء الأسد من العقوبات في الوقت الراهن لصالح التوصل إلي إتفاق بين الأعضاء والحيلولة دون تأجيل إتخاذ قرار بهذا الشأن. ويتساءل بعض المحللين عن تأثير فرض العقوبات على المسئولين السوريين على المدى القريب. ومن جانبه، قال كريستوفر فيليبس من وحدة المعلومات الإستخبارية التابعة لمجلة الإكونوميست "إن العقوبات لن يكون لها تأثيراً كبيراً في تخويف نظام إعتاد على تغيير مساره". وتناولت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"الأمريكية الإحتجاجات السورية من زاوية ترقب إسرائيل لما ستسفر عنه هذه الإحتجاجات، فقد أشارت إلي أن سقوط نظام الأسد سيعتبر بمثابة إزالة لاعب رئيسي في التحالف الذي تقوده إيران والذي يهدد الدولة اليهودية، غير أن الأسد يعتبر جاراً مستقراً محافظاً على التوازن الإقليمي. ونقلت الصحيفة الأمريكية في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت عن بعض المسئولين والمحللين مخاوفهم من إنهيار النظام السوري الحالي وهو ما سيعطي الفرصة لإعتلاء الجماعات الإسلامية المتشددة السلطة. وقال أيوب قاراً عضو في البرلمان من حزب الليكود "إنني أفضل التطرف السياسي من الأسد على التطرف الديني، نحن لا نريد التطرف الديني على الحدود". وأشارت الصحيفة إلي إمكانية حدوث إثنين من أسوأ السيناريوهات حال وقوع النظام السوري، فالأول هو إكتساب إيران المزيد من النفوذ في سوريا بعد الأسد، والثاني هو سيطرة الإخوان المسلمين في سوريا على الحكومة الجديدة. وفي حين أن معظم المحللين يتفقون على أن سقوط نظام الأسد من شأنه أن يزيل حليفاً وثيقاً لإيران، غير أن طهران قد تستخدم فراغ السلطة لإقامة جسر أقرب إلى حزب الله اللبناني أو كسب نفوذ أوسع في سوريا عن طريق إضعاف حكم الأسد وتقديمها الدعم له.