لأول مرة نجد أن هناك تكتيكا جديدا فى التعامل مع عناصر الإرهاب، يتمثل فى تصفية مرتكبى الجرائم ممن يثبت أنهم بالفعل شاركوا فى الاغتيالات والتفجيرات،وربما هذا الحل الوحيد الذى سيساعد على سرعة القصاص ممن يقتل رجال الوطن من الجيش والشرطة والمواطنين، وفى إطار من القانون والدستور. هذا التحول فى المواجهة يستهدف هؤلاء ممن يرفعون السلاح فى وجه الدولة ويعبثون فى الأرض فسادا ويروعون الناس ويقتلون الأبرياء، فتأتى اللحظات التى وجب فيها تطبيق شرع الله »ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب« صدق الله العظيم.. فهؤلاء القتلة من حثالة المجتمع استطاعوا تغييب عقول بعض ضعاف النفوس، وفسروا القرآن حسب الهوى وبعيدا عن صحيح الدين، وحرفوا الأحاديث النبوية لكى يغسلوا العقول ويؤثروا فيمن يتبع أفكارهم الإرهابية من عبدة المرشد المجرم وكل إخوان جماعة الإفك والضلال، ممن انحرفوا عن تعاليم الإسلام الصحيح وأصبح هؤلاء من مسلوبى الإرادة، لا يعرفون شيئا سوى تنفيذ التعليمات التى تأتى لهم من كبيرهم وقادتهم المجرمين، ويدفع هؤلاء الممسوح عقولهم الثمن بتصفيتهم أو سجنهم. خطة اصطياد الهاربين من العدالة والمطلوبين عتاة الإجرام، هى التى تنفذها حاليا القوات المسلحة فى شمال سيناء، والشرطة فى كل المحافظات، فمن يسلم نفسه لن يقترب أحد منه، بل يحال للجهات القضائية التى تحاكمه، أما هؤلاء الذين يعتقدون أنهم سيهربون بجرائمهم تحت ستار مواجهة القوات فى أى مكان داخل البلاد، فسوف يعود لأهله جثة هامدة، فالقانون يعطى القوات حق الدفاع الشرعى عن النفس، وما شاهدناه خلال الأيام الماضية من تصفيات للمجرمين منفذى الهجوم على عدة كمائن بشمال سيناء وقاتل أمين شرطة بالمنوفية وقائد خلية ما يسمى أجناد مصر الإرهابية، هو خير دليل على تغير الاستراتيجية الأمنية فى مواجهة خفافيش الظلام. للدولة درع يحميها وسيف يبتر رأس الأفاعى التى خرجت من جحورها طوال السنوات الأربع الماضية حتى سيطرت على مقاليد الحكم، وساعدها هؤلاء الذين ساندوا أرباب السجون من سفاكى الدماء، وكانوا سببا فيما تعانى منه البلاد حاليا من قتل وتخريب وظهور ميليشيات الجماعات الإرهابية وانتشارها فى طول البلاد وعرضها، لكن إرادة المصريين ومن خلفهم رجال قواتنا المسلحة ومعهم رجال الشرطة سينجحون فى تصفية بؤر الخيانة وبتر الأيادى التى تمتد ضد حراس الوطن من أبطالنا الصامدين، وسيكتب المؤرخون أن من خانوا الوطن والشعب فى مزبلة التاريخ.