أعلنت النقابة العامة للأئمة والدعاة بالاوقاف استنكارها للأعمال الوحشية والعدائية التي أدت لاستشهاد الجنود العزل علي أيدي جماعة إرهابية مسلحة خرجت عن الاسلام. وقال محمد البسطويسي النقيب العام للأئمة: إن رفع السلاح بهذه الصورة في صدور جموع الشعب واصطياد أبناء القوات المسلحة والشرطة لا يخرج إلا من جماعة شرسة لا تخشي الله ولا غرابة في ذلك بعد ان دخلوا بيوت الله في الارض وهم خائفون أن يبطش بهم جراء ما فعلوه فقلبوا بيوت العبادة والطهارة إلي مقالب للقمامة وأوكارا لتخزين الأسلحة وتنفيذ الاعمال الإجرامية من داخلها فضلا عن اختلاط الرجال والنساء داخل المساجد واستخدامهم الاطفال والنساء كدروع بشرية. وحذر البسطويسي من التجرؤ علي بيوت الله لقوله تعالي ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعي في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب أليم واضاف نقيب الأئمة ان هؤلاء المجرمين لم يعرفوا شيئا عن حب الوطن ولا الرباط في سبيل الله لأنهم أصحاب الدماء الزكية التي سالت قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله. ووصف الشيخ فكري إسماعيل وكيل وزارة الأوقاف الاسبق, عضو مجمع البحوث الإسلامية ما وقع علي أرض سيناء من عمل إجرامي ارتكبته فئة لا تفهم الاسلام فهما صحيحا حيث إن الاسلام حرم قتل الأبرياء وقتل النفس إلا بالحق فليست هناك معركة من المجرمين الذين ارتكبو ا هذه المجزرة القبيحة وبين الجنود العزل المكلفين بحفظ الأمن من هؤلاء المعتدين لا تنطبق عليهم الشهادة إن قتلوا في حين أن الاسلام يعتبر هؤلاء الجنود شهداء. لأن من يكلف بحفظ الأمن والمرابطة علي الحدود للدفاع عن الوطن هم مجاهدون بمعني الكلمة, كما أن المعتدين لا يستندون إلي أي سبب يبرر ارتكاب هذه المجزرة فليس هناك تكليف لهم بها من جهة شرعية أو من ولي أمر فهؤلاء هم مجموعة إرهابية كلفت نفسها بقتل الأبرياء تحت أفكار لا أساس لها من الصحة. وهؤلاء الجنود منذ أن خرجوا من بيوتهم كان هدفهم التوجه لأداء ما كلفوا به فإن قتل كان شهيدا في المرتبة الأولي لأن من قتلهم ليس له مسوغ نهائي لا ديني ولا قانوني سوي ترويع الناس وهؤلاء هم البغاة الذين يقتلون الأبرياء وينصبون من أنفسهم أنهم أصحاب هذا الوطن. وقال فكري إن من فوضهم بذلك ما هو إلا جاهل مخرب أو لا عقل له ولا يوجد لديه أدني أولويات للدين لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه مطالبا أجهزة الدولة بالضرب بيد من حديد علي أيدي هؤلاء وكل من تسول له نفسه العبث بأمن مصر والتعدي علي أبنائها. ومن جانبه يوضح الدكتور سعد الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن الشريعة الإسلامية منعت قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وجعلت هذه الجريمة هي الابشع في حق الانسان علي الاطلاق, بعد جريمة الاشراك بالله في حق الدم مشيرا الي ان القتل في صوره الغيلة هو أسوأ صور جريمة القتل الشنعاء وهي ما تعرض له الجنود الابرياء لأن القتل غيلة فيه غدر وخسة وقد ورد أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يوصي أمراءه بقوله لا تغدروا ولا تغلوا. وقال الهلالي إن هذه الجريمة ينطبق عليها حد الحرابة وإذا خففنا حد الحرابة بحكم القصاص فإن مذهب المالكية يري انه لا عفو في هذا القصاص ولا يجوز لولي الأمر أن يعفوا عن هذا القصاص حتي لو تسامح مع أهل الشهداء لصفة الغيلة البشعة في حق الانسانية. وأما حد الحرابة فكما نص عليه القرآن في قوله تعالي إإنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا وفي الآخرة عذاب عظيم وما يترتب علي ذلك من أنه مهما أقيمت من عقوبات القصاص في الدنيا أو عقوبة الحرابة في الدنيا فإنهم سيبؤون في الآخرة في أسوأ العذاب لقوله تعالي ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالد فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. هذا في حق المجرمين أما في حق الشهداء فهم في منزلة عند الله عالية لقوله تعالي ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون كما أن لهم حظوة بينها النبي صلي الله عليه وسلم في قوله: يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته وأما أهل هم فلهم الآجر الممدود علي قدر صبرهم واحتسابهم شهداءهم عند الله لقوله تعالي: إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب.. رابط دائم :