بشعور من الضغط والتفوق من السيارة الكهربائية "تسلا Tesla"، بدات شركات صناعة السيارات الكبرى فى العالم، سباقا محتدما للحاق بركب سوق السيارات الكهربائية، الذي جعلته السيارة "تسلا " – وهى اكثر السيارات الكهربائية تفوقا فى العالم – يتضمن معايير جديدة. وبدأت الأربع شركات العالمية الكبرى فى صناعة السيارات – جنرال موتورز ، فورد موتور ، نيسان موتور ، فولكس واجن – فى وضع خططها لخلق جيل جديد من السيارات الكهربائية يتماشى مع آليات السوق، والتفوق على السيارة "تسلا"، بتوفير سيارات كهربائية باسعار معقولة فى الوقت الذى يمكنها ان تسير لما يصل الى نحو 200 ميل (322 كم). ومعدل قدرة السير لمسافة 200 ميل بدون شحن، هو أكثر من ضعف معدل قدرة السيارات الكهربائية منخفضة السعر المتوفرة بالاسواق حاليا، مثل السيارة "نيسان ليف Nissan Leaf"، التى تقطع 120 كم كحد اقصى، ويبدأ سعرها من في 29 الف دولار، ولا تزيد تكلفة تشغيلها عن 0,31 دولار أميركي لكل 1,6 كيلومتر . و قد شحذت السيارة الكهربائية " تيسلا اس Tesla S" سباق التنافس فى سوق السيارت الكهربائية، حيث تبلغ قدرتها السير نحو265 ميلا (427 كم) بدون الحاجة لمزيد من شحن بطارية السيارة، ولكنها باهظة الثمن وتبدا اسعارها عند 81 الف دولار قبل الضرائب. بينما معظم السيارات الكهربائية المعروضة بأسعار معقولة يمكن السفر فقط لحوالي 75-85 ميلا (121-137 كم) بحد اقصى دون الحاجة لاعادة الشحن، والمستهلكين الذين يسافرون لمسافات أطول يخشون امتلاك هذه السيارات التى لا تفى باحتياجاتهم ، و هو ما يجعل سوق السيارات الكهربائية الجيدة قاصرا على القادرين ماليا من انصار البيئة. ففى العام الماضى تم بيع نحو 67700 سيارة كهربائية فقط في الولاياتالمتحدة، وهو ما يوازى حوالي 0.4 في المئة من 16.5 مليون سيارة وشاحنة جديدة تم بيعها. وقد اصبح على شركات صناعة السيارات اعادة صياغة منظورهم للسيارات الكهربائية، وتحويلها من كونها سلعة ترفيهية لانصار البيئة القادرين الى سلعة ضرورية يجب ان تلبى حاجة ومتطلبات المستهلكين العاديين بشكل كبير بحلول عام 2018. خاصة مع مطالبة ولاية كاليفورنيا وثماني ولايات اخرى لمصنعى السيارات الامريكية بتلبية أهداف البيئة و السوق معا، بحيث تتعدى مواصفات السيارات الكهربائية ما يسمى بمركبات الانبعاثات الصفرية – وبعبارة أخرى، ان تكون السيارات الكهربائية – ووفقا للقواعد الاتحادية الامريكية – قادرة على خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وخفض استهلاك الوقود. على الجانب الاخر، سخر "ايلون موسك Elon Musk "الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" الاسبوع من هدف تحقيق معدل سير يقدر بنحو "200 ميل" فقط، معتبرا انه حد هزلى لتخفيف مخاوف المستهلكين ، معتبرا ان معدلا للسير يتراوح بين 250-350 ميل هو الحد الامثل المطلوب الان للتنافس للوصول اليه، خاصة بعد وصل قدرة السيارة " تسيلا " الى 265 ميلا ، واعدا فى المستقبل القريب بان تصبح النماذج الجديدة من السيارة فى متناول الجميع وباسعار معقولة. واضاف "موسك" ان نموذج 3، سوف يباع بحوالي 35،000 دولار، وستكون السيارة قادرة على قطع مسافة 200 ميل أو أكثر دون الحاجة لاعادة الشحن، وسيتم البدء فى الإنتاج فى منتصف إو أواخرعام 2017. وقد اعلنت شركة "جنرال موتورز" الامريكية أنها تخطط لانتاج "شفروليه بولت the Chevrolet Bolt " الكهربائية القادرة على قطع مسافة 200 ميل، في أواخر عام 2016.. ويتم تزويدها ببطاريات " ليثيومايون lithium-ion "المتقدمة التى طورتها شركة "ال جى LG " الكورية مؤخرا، والتى تتميز بقدرة اعلى بكثير فى توفير وشحن الطاقة مما يجعلها تقطع مسافات اطول، وذلك بفضل اختراقات في المواد البطارية، والتصميم والكيمياء. وقال "برابهاكار باتيل Prabhakar Patil " الرئيس التنفيذي لشركة LG " لقد تم التحدث مع عدة مصنعي للسيارات فيما يتعلق بتزويدهم بتكنولوجيا البطاريات الجديدة لتسيير سيارات كهربائية لمسافة اكثر من 200 ميل، من بينهم شركة فورد التى تخطط مبدئيا لتقديم سيارتها في أواخر 2018 أو أوائل عام 2019″. كما افادت شركة نيسان اليابانية، وفولكس فاجن الالمانية بانهما لديهما عقود توريد للبطارية LG، وكلاهما يعمل على المركبات الكهربائية طويلة المدى لكى يتم انتاجها مع حلول عام 2018 او 2019 .