يأتى عيد الأم كل عام لتفرح كل أم باحتفال وحب أبنائها،بينما تتجدد آلام كل أم تعيش بين جدران دار المسنين ..حين تتذكر رحلة حياتها وتتذكر كيف تخلى عنها الأبناء الذين منحتهم كل عمرها لتربيتهم واسعادهم. قام موقع- أخبار مصر -بجولة عاش خلالها مشاعر أمهات لأبناء تخلصوا من أمهاتهم وأبائهم وألقوا بهم خلف أسوار دور المسنين للتخلص من عبء من تحمل كل همومهم خلال رحلة الحياة..هى قصة تتكرر كل يوم ولا تنتهى أبدا، اسمها عقوق الأبناء للأباء والأمهات. ففى الوقت الذي تحتفل فيه الأمهات بحب واحتفال أبنائها بعيدها ..يتمكن الحزن من احتلال قلوب أمهات دور المسنين مع شعور الوحدة ونكران الجميل. الحاجة هند تخشى الوحدة بابتسامة،عبرت الحاجة هند عن وحدتها وقالت إنها مقيمة فى الدار منذ أشهر قليلة، مؤكدة أنها فضلت الاقامة فى الدار حتى لا تكون عبئا على أبنائها،قائلة "فضلت الحياة داخل الدار على العيش مع أبنائى خاصة أنهم متزوجون ولديهم أبناء،والشقق كما تعلمين صغيرة المساحة". وسألتها"ألا يوجد لك مسكن خاص ،أكدت أنها تمتك شقة مستقلة ولكنها عندما تكون وحدها لاتضمن مايمكن أن تتعرض له ،وأضافت أنها تعرضت لغيبوبة سكر عندما كانت تعيش منفردة، كما أنها تخشى أن تتعرض لهجوم لص مثلما تعرضت له جارتها التى كانت تعيش وحدها. وأكدت أن أبنائها لا ينسونها في هذا اليوم المميز،ويأتون لزيارتها ومعهم هدايا،وأضافت أن يوم عيد الأم يعني لي الكثير،وأشعر بالرضا،والمشرفون والقائمون على الدار يعاملوننا بكل لطف وأخلاق مع صديقاتي ونحتفل معاً جميعاً بيوم الأم. صفية ابنتها طردتها وحفيدها ضربها وتكلمت بدموعها الحاجة صفية حين اشتكت من أبنائها الذين لايزورونها أبدا، بل وقامت ابنتها بطردها من شقتها التى عاشت بها طوال حياتها فى منزلهم التمليك وقالت ودموع الحزن تعتصر عينيها:"أنا أرملة،وأم لابن وابنتين،وبعدما توفى زوجى الذى بنى لنا بيتا كاملا،منحت أبنائى كل الحب والرعاية حتى تزوجوا،طردتنى ابنتى وقام ابنها، حفيدى بضربى وأحضرنى ابنى لأعيش وحيدة بين أسوار دار المسنين، لأن زوجته لا تحبنى ولم توافق أن أعيش معهم'. وقالت الحاجة إقبال إحدى نزيلات الدار، إنها سعيدة لإقامتها بالدار وأن لها ابنة واحدة فقط تحضر لزيارتها كل أسبوع هى وأطفالها،وقالت إنها تدفع مصاريف إقامتها بالدار من خلال معاشها ، وأضافت"هيزورنى فى عيد الأم". وأضافت الحاجة إقبال أنها سعيدة لإقامتها بالدار، وتعيش هنا منذ سنوات طويلة وتشعر أن الدار منزلها،و قررت أن أعيش هنا في الدار بحريتى. وقالت الحاجه ثريا،إحدى المسنات بالدار،"بقالى كتير عايشة في الدار، معرفش بالظبط قد إيه، بس مبسوطة وراضية لانى مليش حد غير ربنا"،مشيرة إلى أنها أقامت صدقات بالدار، واعتبرت زميلاتها بالدار بمثابة أهل لها. ويقول الحاج محمد:"يجب على الأبناء أن يبروا الأم والأب وتقديم البر والإحسان لهما في كل ساعة،قبل فوات الأوان،ويقول أن"العيشة"داخل الدار أرحم وأهون من الاحتياج للأبناء. عقوق الأبناء وأكدت نهلة حسنى مشرفة على الدار:إنها تعمل بالدار منذ 15 عاما، وسعيدة بعملها بهذا المجال، لأن عملها قبل أن يكون عملا يتقاضى عليه أجر، ولكنه عمل إنسانى فى المقام الأول تتقاضى عليه حسنات. وقالت الحاجة ثريا إن سبب لجوء المسنات إلى الدار لا يقتصر على عقوق الأبناء لأمهاتهم فقط، وإنما هناك أسباب كثيرة منها البحث عن الهدوء بعيدًا عن"دوشة"الأحفاد،أو لعدم تأقلم الأمهات مع زوجات وأزواج الأبناء، أو ربما لعدم إنجاب بعضهم، وتقدم العمر بهن،ووجدوا من يرعاهم في دور المسنين، خاصة وأن بها تجهيزات واستعدادات للتعامل مع كبار السن. أولاد بارون وأشارت إلى أن هناك عددا من السيدات بالدار، لديهم أبناء بارون بهم، ويزورون أبائهم وأمهاتهم فترات معينة، ويحتفلون معهم فى كل الأعياد والمناسبات ويقدمون لهم الهدايا، وأضافت أن كثير من الأبناء يسألون عن احتياجات ذويهم لتوفيرها. وأضافت أنها شاهدت كثيرا من الحالات الإنسانية لسيدات عاشت حياتها كلها تعمل خادمة عند أسر ثرية،وقامت بتربية أبنائهم وأحفادهم،وعندما تقدم بها العمر لم يتركوها،ووضعها في الدار،مع تحمل مصاريف إقامتها، ومصاريف معيشتها كاملة،ويزورونها من حين إلى آخر،خاصة أنها لم تتزوج ولم تنجب. وأشارت إلى أن الدار تحتفل بكل المناسبات حتى تشعر المسنات المقيمات بأنهن في بيوتهن،ولا يشعرن بالغربة والوحدة، فضلا عن أن الدار تقيم ندوات دينية ورحلات ترفيهية للمسنات حتى تشعرهن بأهمية الحياة وتبعد عن أذهانهن الملل والضجر. https://