في إطار الاحتفال بعيد الأم نظمت مجموعة شباب في الخير بالتنسيق مع جمعية سيدات دريم حفلا لخمسين مسنة من دار أهالينا ودار أنوار الحرم ودار تحسين الصحة للمسنين بمشاركة عدد من المتطوعين. بدأ الحفل ،الذي أقيم بنادي دريم، بتلاوة بعض من آيات القرآن الكريم بصوت أحد المتطوعين تلته بعض التواشيح الدينية, وتقدمت كل من دكتورة نهى, رئيس جمعية سيدات دريم ودكتورة نور, إحدى سيدات الجمعية, برسائل حب وتقدير لكل الأمهات الحاضرات ودعوتهن للاستمتاع باليوم الذي أقيم خصيصا لإسعادهن . وتوالت فقرات الحفل على مدار اليوم وسط سعادة الأمهات المسنات اللاتي عبرن عن سعادتهن بتوجيه كلمات الشكر والعرفان لأعضاء الجمعية والمتطوعين, حتى انتهى الحفل بتقديم هدية رمزية وشهادة تقدير لكل الحضور. وأشار عبد العال عبد العزيز المنسق العام للحفل, بأهمية العمل التطوعي ومحاولة إسعاد الأطفال في دور الأيتام أو المسنات اللاتي ينتظرن هذا اليوم بفارغ الصبر لاستنشاق بعض الهواء خارج جدران الدار التي يقمن فيها، ورفع الروح المعنوية لهن من خلال مشاركة المتطوعين الذين لا يأملون في أي شيء إلا إسعاد المسنات, مؤكدا أن هذا أقل ما يمكن أن يقدمه الفرد والتطوع بجزء من وقته وسماع أحسن الدعوات من مسنات حرمن من متاع الحياة وفزن بغدرها فقط . 9 سنوات خلف الجدران ومن ضمن المشاركات في الحفل من المسنات, الحاجة فكرية التي لم تصدق أنها أخيرا خرجت للدنيا بعيدا عن جدران الدار, بعد 9 سنوات لم تر فيها شكل الحياة خارج الدار, حاولت التعرف أكثر عليها, فاحتبست دموعها وسكتت للحظات ثم قالت : عندي 70 سنة ولم أتزوج وعندما توفي والدي ترك لنا ميراثا وكان نصيبي بيتا ملك لي إلا أن أخوتي باعوه وأصبح مصيري دار للمسنين ثم تنهدت وقالت .... الحمد لله أما الحاجة يسريه, فقد تكون أسوأ حالا, فقد أنعم الله عليها بولد وعاشت حياتها تجمع المال من خلال العمل في الخارج, حتى عادت واشترت عقارات وممتلكات سجلتها جميعها باسم ابنها وعندما توفي زوجها, تزوج ابنها وطردها من بيته ولم تجد مأوى لها غير دار المسنين. وعلى العكس تماما كانت ماما نبيلة " 73 سنة " أو كما تحب أن يناديها الآخرون " بلبلة ", والتي لا تفارق الضحكة وجهها وتعيش شبابها ،كما تؤكد دوما ، بعد أن تركت حياتها الماضية جانبا وحاولت تناسيها, مصرة على بدء حياة جديدة في الدار بعيدا عن الهموم والمشاكل. وماما حياة لها قصة مختلفة تماما, فبمجرد جلوسي بجوارها بدأت في الضحك والهزار والنكات وأخذت تسترسل الأحاديث معي عن اسمها وعنوانها وحياتها الميسورة الحال وسيارتها الفارهة والمزينة بالذهب -على حد قولها – والتي ادعت بأن حسني مبارك كان دوما يستعيرها في كل رحلاته حتي يتباهى بها أمام ملك السعودية, ولأنها أحبتني عرضت علي استعارتها وقتما أحب وقبل أن أتركها ونظرا لأنها حجت خمس مرات – على حد قولها – فأبت إلا أن تهديني حجتين وأرسلت معي حجتين أخرتين هدية لزوجي واكتفت بواحدة لنفسها ! وبسؤال مشرفة الدار, أكدت لي أن كل ما سمعته من ماما حياة بالطبع خيال في خيال ولا يمت للواقع بصلة باستثناء اسمها الذي مازالت تتذكره والحمد لله، وعرفت أن أختها أحضرتها إلى الدار بعد وفاة زوجها وأنها لم تنجب أيا من الأبناء, حتى معاش زوجها لا تملك الاستمتاع به بسبب استيلاء أختها عليه.