أعلن وزير الثقافة فاروق حسني أنه ستقام احتفالية ثقافية كبرى في أفتتاح متحف الحضارة بمنطقة عين الصيرة خلال الأشهر القليلة المقبلةمشيرا إلى أن العمل بالمتحف يجري على قدم وساق وفقا للجدول الزمني المخطط له . وقال فاروق حسني خلال الجولة التفقدية التى قام بها اليوم لموقع المتحف بالفسطاط إنه تم الانتهاء من الأعمال الانشائية ويجري العمل حاليا على اختيار الأثاث ووضع سيناريو العرض المتحفي موضحا أن هذا المتحف سيكون أكبر متحف للحضارة في العالم وهو مختلف عن المتحف المصري الكبير الذي يجري انشاؤه حاليا من حيث نوع المعروضات . وأضاف أن قائمة معروضات متحف الحضارة التى من المقرر أن يتم البدء فى نقلها له خلال فترة قريبة تتضمن قطعا اثرية تحكي تاريخ حياة الانسان المصري وحضارته مشيرا إلى أن أهم القطع المعروضة ستكون مجموعة المومياوات الملكية, وعمودين من معبد زوسر بسقارة, وواجهة فاطمية من القاهرة التاريخية ومجموعة سنجم مشيرا إلى أن المشروع سيتضمن تأهيل بحيرة عين الصيرة وانشاء مجموعة من الكافيتريات والمطاعم على شاطئ البحيرة حتى يستمتع زائر المتحف برؤية الآثار ويقضي وقته في حديقة على بحيرة عين الصيرة . ومن المقرر أن يضم المتحف كل مظاهر الثراء والتنوع الذي تمتعت به الحضارة المصرية خلال الأزمنة المختلفة, بدءا من عصر ما قبل التاريخ وحتى وقتنا الحاضر, وسيضم بين جنباته آثارا نادرة, من خلال أسلوب منهجي تم تقييمه بحيث يبرز المتحف جوانب التراث المصري, وتأثير الحضارة المصرية على الحضارات الأخرى. فيما يتجاوز المتحف الغرض التقليدي من مجرد قاعات تضم الكنوز والآثار ليشاهدها زوار مصر وغيرهم, إلى شكل يمثل نوعا جديدا من المتاحف لم تألفه مصر ولا الشرق الأوسط بأسره, باحتوائه على مكتبة وأكبر معامل للترميم ومنطقة ترفيهية, ما يجعل منه متحفا ومؤسسة ثقافية متكاملة يستمتع به سكان الزوار وضيوف مصر . ويضم معرض المومياوات الملكية مومياوات أشهر ملوك مصر الفرعونية, مثل: رمسيس الثاني, وتحتمس الثالث, وأمنحوتب الثالث, وسيتي الأول, بالإضافة إلى الكثير من الأمراء والوزراء والحرفيين في العهود الفرعونية. كما يحتوي على مجموعات حلي المتحف المصري في ميدان التحرير, التي تعبر عن تكنولوجيا الصناعات الدقيقة في مصر منذ أكثر من 3 آلاف عام . ومن أبرز سمات المجموعات الأثرية التي سيتم عرضها, الآثار النادرة لفترة ما قبل التاريخ, وهى عبارة عن أفضل القطع الأثرية في مجموعة زكي سعد, التي جمعها مما يقرب من ألف مقبرة أثرية, تم اكتشافها في ما بين عام 1940 إلى عام 1950, بجانب مجموعة منشأة أبي عمر, التي تضم قطعا أثرية عثر عليها في مقابر الطبقة الأرستقراطية . وسينظم متحف الحضارة معارض مؤقتة في صالات العرض المخصصة, لإبراز حاضر الثقافة المصرية وماضيها, بما يجعله مؤسسة قومية كبيرة وجديدة بما يقدمه, حسبما هو متوقع, من رؤية ديناميكية ومبتكرة للحضارة المصرية في الماضي والحاضر, كما سيتيح المتحف للزائرين الكثير من المصادر التعليمية ومصادر البحث, من خلال مكتبته ومراكز الدراسات التي به والصور والأرشيفات ومصادر التدريس والمطبوعات, إلى جانب إمكانية حصولهم على ما يريدون من معلومات من خلال شبكة الإنترنت . وزائر المتحف يستطيع التعرف على النواحي التفصيلية لقيام الحضارة المصرية في عصورها المبكرة والتحول الكبير الذي طرأ على مظاهر حياة الإنسان المصري منذ أن عرف الاستقرار وتعلم الزراعة والرعي, وتكوين الأقاليم والمدن حتى بداية تكوين ملامح الدولة المصرية, ويدحض المتحف المزاعم القائلة بأن الكتابة المسمارية هي أقدم الكتابات, إذ أثبتت الاكتشافات الأثرية في أبيدوس أن المصريين توصلوا للكتابة المصرية قبل المسمارية بأكثر من 300 عام, وذلك من خلال ما يعرضه المتحف من مقتنيات تشهد على هذه الحقائق .