بعد غياب الاكتتابات الجديدة بمصر لمدة عامين عادت من جديد في 2010 بعلامات تجارية كبيرة لكن بعض الخبراء يرون أن توقيتها كان صعبا وأن هذا العام كان للخروج من الازمة المالية العالمية وليس عاما للطروحات الجديدة رغم ارتفاع أحد الاسهم منذ الطرح بأكثر من 20 في المئة. وأعرب الخبراء عن تطلعهم لعمليات طرح أولي جديدة في عام 2011 لشركات بالقطاع العام مثل مصر للطيران وقطاعات أخرى مثل السيارات والسيراميك. وتوقع أحمد شلبي مسؤول الاستثمار بشركة القاهرة للاستثمارات المالية أن يكون 2011 عام الطروحات المتعلقة بالقطاع العام مثل شركة مصر للطيران أو شركات من قطاع البترول أو شركات سيارات. ومن ابرز الطروحات خلال 2010، عمليتي طرح أولي لاسهم شركة جهينة ومجموعة عامر جروب. وهبط سهم كل من الشركتين عند بداية تداوله في السوق مما ألقى بظلال قاتمة على فرص الطروحات الاولية اجمالا. وفي نوفمبر 2010 أطلقت مجموعة عامر جروب طرحا أوليا لجمع 1.15 مليار جنيه مصري ويجري تداول سهم عامر جروب الان تحت سعر طرحه الذي بلغ 2.8 جنيه. ويقول عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة المصريين في الخارج لادارة المحافظ المالية "عام 2010 كان للنقاهة من الازمة العالمية وليس عام شفاء ليتم به طروحات فالعلامات التجارية للشركات جيدة ولكن العام هو السيء.. كان لابد من عدم الضغط على السوق بطروحات جديدة في هذا التوقيت حيث عانت السوق من عرض الاكتتاب ثم محاولة ايجاد طلب عليه فيما بعد" وعزا فتحي الاقدام على عمليات طرح أولي في 2010 الى وجود أزمات سيولة في هذه الشركات ولذا طرحت أسهمها بالبورصة. وقال ان المستثمرين لم يستفيدوا بهذه الطروحات". ومن جانبه، قال نادر خضر محلل الاستثمار وأسواق المال انه بالرغم من أن السوق كانت تعيش توقيتا صعبا بسبب أزمة ضبابية شديدة نتيجة خروجها من أزمة مالية عالمية قوية تبعتها أزمة اليونان ودبي بينما كانت الشركات تسعى في نفس التوقيت لتمويل عملياتها التشغيلية مما جعل اكتتابات 2010 لم النجاح الباهر الا انها لم تفشل في نفس الوقت بدليل تغطيتها أكثر من مرة. ودعا الى تشريع قانون يلزم الشركات التي تؤسس حديثا ويكون رأسمالها أكثر من 25 مليون جنيه بطرح جزء من أسهمها بالبورصة. وتساءل قائلا لماذا لا تطرح الشركات الحكومية الخدمية الكبرى جزءا من أسهمها بالبورصة مثل شركات المياه والكهرباء خاصة وأن ذلك النظام معمول به بالخارج. كانت شركة جهينة قد قامت بطرح أولي لاسهمها بالبورصة المصرية في يونيو/ حزيران لجمع نحو مليار جنيه مصري لتمويل استثمارات وفتح أسواق في الخارج. ويعد طرح جهينة الاول من نوعه في البورصة المصرية منذ طرح أسهم بايونيرز القابضة فى يونيو 2008 ومن قبلها أسهم مجموعة طلعت مصطفي فى نوفمبر تشرين الثاني 2007 . وانخفض سهم جهينة بنحو 11 % في أول أيام تداوله بينما صعد منذ ادراجه في منتصف يونيو وحتى 12 ديسمبر/ كانون الاول بنحو 23 % في حين صعد المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بنحو 10.2 % خلال نفس الفترة. ويقول وائل عنبة العضو المنتدب لشركة الاوائل لادارة المحافظ المالية إن معيار نجاح الاكتتابات في مصر هو عدم كسر سعر التداول لسعر الطرح بينما كسرت كل الاكتتابات في 2010 سعر الطرح وبالتالي فهي فشلت نظريا. وتابع عنبة قائلا ان سهم جهينة ارتفع مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية عالميا وتوقع أن يستمر في الارتفاع في 2011 لارتفاع الاسعار ولتوسعات الشركة المستقبلية. ويؤكد هذا الرأي عيسى من المصريين في الخارج قائلا "في الاجل الطويل جهينة تحسنت وسعرها ارتفع ولكن ليس معنى صعودها أن توقيتها كان جيدا". وفاز طرح جهينة بجائزة أفضل طرح أولي في افريقيا في 2010 من قبل مؤسسة افريكا انفستور. وقال محمود ابراهيم محلل مالي بشركة وثيقة لتداول الاوراق المالية ان اكتتاب جهينة ناجح بالنسبة للمستثمر وليس المضارب فقد حقق للمستثمرين مكاسب جيدة منذ اطلاقه وحتى الان.