حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اختراق
نشر في أخبار مصر يوم 30 - 09 - 2010

أميمة إبراهيم : دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة فى تاريخه وبثورة 23 من يوليو عام 52 بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ثورة كان لها أثرها العميق فى مصر ورصيدها الكبير بين الشعوب العربية وتأثيرها الشديد على مصالح القوى الكبرى فى هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة من العالم التى تتصارع فيها القوتان العظميان والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى ، كان العالم كله يتابع بإعجاب مسيرة الشعب المصرى وقائده الراحل وما حققه من إنجازات غير مسبوقة فلقد حقق ناصر حلم أجيال متوالية فى جلاء الإنجليز عن مصر حيث تم إجلاوهم عام 54 أجيال أخرى منذ عام 1969 بأن تصبح القناة التى حفروها بدمائهم وعرقهم ملكا بأبنائهم فكان تأميم قناة السويس عام 56 وبعد الانتصار السياسى لمصر على العدوان الثلاثى عام 56 انطلقت مصر إلى حلم عربى قديم هو الوحدة مع سوريا ولا يزال السد العالى أهم إنجازات عبد الناصر باقية وفوائده فى حماية البلاد والعباد من مخاطر الجفاف والفيضان لا تزال شاهدة على هذا الإنجاز كما انتشرت المدارس والجامعات مما لا يقاس عليه الحال قبل عام 52 وكانت سياسة مصر الخارجية واضحة فى المناداة بالقومية العربية والوحدة وعدم الانحياز ومعارضة الأحلاف العسكرية والوقوف ضدها ومعاونة الدول العربية والإفريقية للحصول على استقلالها وسط كل هذه الأجواء والأعباء التى لا يقدر عليها بشر بدأت المتاعب الصحية للرئيس ناصر تتزايد واضطر للسفر فى أكثر من رحلة علاجية إلى الاتحاد السوفيتى ولم يجد الاستعمار أمامه من وسيلة لوقف حركة المد التنموى والقومى سوى إغراق مصر فى صراع عسكري يستنزف طاقتها فكانت نكسة عام 67 بكل آثارها المريرة وتخرج جموع الشعب تطالب ناصر بالبقاء وتجدد ثقتها فيه وتبدأ مصر حرب الاستنزاف التى أرهقت الإسرائيليين وكانت بمثابة مدرسة تمهيدية لانتصار أكتوبر واستمرت أكثر من 3 سنوات وكما عاش عبد الناصر وهو يحمل هموم الوطن العربى والقضية الفلسطينية فى أعماق ضميره فقد مات ولم يبلغ الثانى والخمسين من عمره عندما كان يحاول حقن الدم العربى وشاء القدر أن ينتقل ناصر إلى رحاب الله فى الثامن والعشرين من سبتمبر بعد الجهد الشاق الذى بذله مع الحكام العرب فى القمة التى استضافتها مصر لوقف نزيف الدم الفلسطينى والأردنى وخرجت الملايين من المصريين والعرب من المحيط إلى الخليج يبكون رجلا أصبح رمزا لحلم أمة
عمرو الليثى : كيف أثرت النكسة على الحالة الصحية للرئيس عبد الناصر؟
السيدة / منى عبد الناصر : أولا جاء له الالتهاب فى الأعصاب اللى هو دلوقتى بيسمى النيوروباسى ده بيجى من الانفعال الشديد جدا بيبقى وجع فى الرجلين رهيب وبيجى يا فى الرجلين يا فى الظهر هو جاء له بقى فى الرجلين والظهر كان فى الاثنين آلام لا تطاق بس كان مع ذلك
عمرو الليثى : إيه رأيك فى المقولة اللى بتقول إن عبد الناصر مات بعد نكسة 67؟
السيدة / منى عبد الناصر : هو بعد نكسة 67 طبعا هو معلمنى إن الموت ييجى مع الموت لازم تموت بحق وحقيقى عشان تبقى مت لكن طالما فيك نفس يبقى لازم تجاهد وتعافر وتقلب الأوضاع " جزء من إحدى خطب الرئيس عبد الناصر" وتحت ضغط الجماهير المصرية والعربية لتحرير الأرض بدأت مصر علمياتها العسكرية التى بدأتها من مرحلة الصمود ثم الدفاع النشط ثم حرب الاستنزاف
عميد . د / محيى الدين عشماوى : 11 يونية لما غير قيادات بدأ يتولى بنفسه قيادة القوات المسلحة وادى توجيه لأحمد إسماعيل وأنا كنت حاضر إن عندنا هدفين أساسيين أولا بناء خط دفاعى قوى نصمد فيه أدام إسرائيل ونمنعها من العبور ونمنعها من ضرب القنال والمدن والأهداف المدنية الحاجة الثانية إعداد القوات لحرب التحرير وكان الرئيس عبد الناصر يتوقع إن الكلام ده كله هيتم خلال 3 سنوات
عمرو الليثى : لما عملتى كسكرتيرة لرئيس الجمهورية هل شعرتى أن هناك ضغوط شديدة عليه هل كان يتحمل أكثر مما يحتمل الإنسان العادى خصوصا إن تلك الفترة كانت فترة عصيبة فى تاريخ مصر خارجين من هزيمة ونكسة والريس بيبنى الجيش من أول وجديد وإسرائيل تتحرش بينا وأمريكا تتحرش بينا
د / هدى عبد الناصر : طبعا يعنى اللى أنا عايزة أقوله إن والدتى كانت بتشتكى إنه ما بيرتحش وكان دايما بيجهد نفسه ما كانش فبعد النكسة كان المجهود مضاعف وكان شغله لغاية الساعة 2 و3 الصبح ويصحى من الساعة 7 الصبح وكان بيتتبع طبعا كل شئون الجيش وشئون البلد ما تنساش إن شئون البلد كانت مهمة جدا يعنى تعبئة الشعب للمعركة دى كانت عايزة مجهود كبير جدا لإن الفترة طالت مش معركة كانت حالة كنا لازم ننتظر حتى إعادة تسليح الجيش فدى كلها كانت فترات حاسمة وكان العمل طبعا مضاعف بالنسبة له
عمرو الليثى : ألم يفكر الرئيس عبد الناصر أو لم يصارحك بأنه لديه الرغبة فى إنه يسيب رئاسة مصر؟
د / هدى عبد الناصر : هو كان دايما يتكلم بعد ما أسيب الرياسة بيقول لوالدتى كان بعد انكسار العدوان وهى والدتى كان نفسها تسافر معاه يعنى هو معظم الوقت كان بيسافر لوحده أو لما بتسافر معاه كانت بتبقى زيارات رسمية ؛ الزيارات الرسمية دى مش زيارات يعنى لو رحت اليونان زيارة رسمية ما شفتش حاجة لما رحتها بعد كده زيارة خاصة فرق كبير يعنى فكانت دايما تقول له مش هتسفرنى بقى لما اسيب الرياسة أسفرك
السيدة / منى عبد الناصر : أمنية حياته كان يروح باريس دى كانت حلم حياته كان قرأ اللى هى عصفور من الشرق
عمرو الليثى : توفيق الحكيم؟
السيدة / منى عبد الناصر : توفيق الحكيم ودى يعنى اللى هو عاش حلمه إنه يروح باريس وكان يقول لماما الوالدة يعنى إن أنا فى يوم من الأيام بقى بعد ما أخلص رسالتى هسلم البلد وأخدك ونروح باريس
د / هدى عبد الناصر : طبعا هو كان بيفكر إن بعد إزالة آثار العدوان إن شاء الله إنه كان يسيب الرياسة
عمرو الليثى : يعنى كان ناوى مثلا أو حدد تاريخ معين يترك فيه رئاسة مصر؟
د / هدى عبد الناصر : آه هو كان دايما بيقول أنا عايز أسيب الرياسة وأتفرغ للاتحاد الاشتراكى
عمرو الليثى : لكن لأسباب صحية ما فكرش؟
السيدة / منى عبد الناصر : لا بالعكس بعد ما ابتدى يعيد
عمرو الليثى : حرب الاستنزاف؟
السيدة / منى عبد الناصر : حرب الاستنزاف حس إن هو اللى هيفضل لغاية آخر نفس يجاهد لغاية لما يعبر لا خالص كانت أمنية حياته العبور
د / هدى عبد الناصر :بس طبعا لما يمهله القدر على ذلك يعنى هو رحل وهو عنده 52 سنة ؛ 52 سنة ده سن صغير قوى بس احنا كنا شايفينه كبير وقتها
عمرو الليثى : لم يكن فى استطاعت الرئيس جمال عبد الناصر الموافقة على بقاء القوات المصرية فى حالة لا حرب لمدة سنتين حتى تستعيد أسلحتها ومعداتها وتدريبات الأفراد وإعدادهم للمهام القتالية فقد كانت جماهير الشعب المصرى والشعب العربى تضغط بكل قوة وفى كل أنحاء الوطن العربى تطالب بتحرير الأرض المحتلة والثأر من الهزيمة واستجابة لأصوات الجماهير العالية أمر جمال عبد الناصر ببدأ حرب الاستنزاف فى سبتمبر 68
أحد شهود العيان : بدأت الآلام تخف شوية لكن استمر الرئيس جمال عبد الناصر فى العمل وكان فى ذلك الوقت مدى مجهود كبير للجبهة الشرقية وكانت أياميها المجهود الحربى
العميد .د / محيى الدين عشماوى: الرئيس عبد الناصر قائد عسكرى من الطراز الأول وتولى بنفسه قيادة القوات العسكرية محمد فوزى بيوضب فى الجيش ، عبد المنعم رياض بيشتغل فى العمليات ، عبد الناصر مع أحمد إسماعيل بيشتغل فى الجبهة فكان يعنى سعيد جدا كل ما يتم انتصار أو رد فعل لقواتنا على العدو كان بيبلغ أحمد إسماعيل شكره وتأييده للعمل فى الخطة اللى حطها أحمد إسماعيل الخطة اللى حطها الرئيس عبد الناصر
فاصل
إحدى خطب الرئيس جمال عبد الناصر
عمرو الليثى : فى يوم 11 سبتمبر عام 1969 أصيب عبد الناصر بأول أزمة قلبية قاتلة شخصها الدكتور الصاوى حبيب بأنها ذبحة قلبية حادة وفى اليوم السابق 10 سبتمبر كان الرئيس يشهد تدريبا عمليا على طريق السويس وبينما هو يشهد هذا التدريب بلغه أن الإسرائيليين قاموا بعملية إنزال عسكرى فى منطقة الزعفرانة الواقعة على خليج السويس وبدأت الأنباء الصادرة من تل أبيب وبعض العواصم الغربية تصورها على أنها محاولة لغزو مصر وتضايق عبد الناصر ضيقا شديدا بعد أن بلغه أمر الغارة الإسرائيلية وأمركبار قادة الجيش الذين كانوا معه بإلغاء التدريب ورفع حالة الاستعداد لدى القوات والإعداد للقيام بعملية دفاعية أو هجومية ثم عاد للقناة
العميد . د / محيى الدين عشماوى : القوات الإسرائيلية استطاعت إنها تنزل فى الزعفرانة واستطاعت إن هى تاخد جهاز ردادر موجود فى الزعفرانة كعملية كمين أو دورية أو اختراق من إسرائيل لمنطقة الزعفرانة عشان تاخد رادار وتشتغل عليه وتفحصه وده كان أحد الأسباب اللى خلت الريس زعل جدا جدا
عمرو الليثى : تذكرى إيه أهم الأحداث التى أثرت صحيا على الرئيس عبد الناصر؟
السيدة / منى عبد الناصر : الشغل بقى اللى مالوش أول ولا آخر فجينا سنة 69 جاءت له أول ذبحة
د / هدى عبد الناصر : هو تعب قوى لما جاءت له الأزمة القلبية الأولى فى سبتمبر 69 وقتها طبعا لم يعلن إن جاءت له أزمة قلبية ولكن قالوا اعتكف
عمرو الليثى : دى كانت أول أزمة قلبية تجى له
د / هدى عبد الناصر : دى كانت أول أزمة قلبية
عمرو الليثى : دى جاءت فجأة وللا كان لها سبب؟
د / هدى عبد الناصر : لا فجأة بدون أى سبب
عمرو الليثى : يعنى هل كان هناك أخبار سيئة هل كان هناك ضغوط معينة؟
د / هدى عبد الناصر : والدكتور اكتشفها لأنها جاءت بدون ألم من حسن الحظ إن الدكتور اكتشفها ما كانش فيه الأجهزة بتاع دلوقتى المتقدمة اللى بتكشف الأزمات القلبية المبكرة لكن الحمد لله اكتشف والعلاج وقتها كان الراحة ما كانش فيه بقى لا تغيير صمامات ولا تغيير شرايين ما كانش فيه ده كان دايما علاجها الراحة وهو ما عملش راحة بعد 67
فاصل
عبارة عن استعراض لبعض صور جمال عبد الناصر
صوت الدكتور الصاوى حبيب : واشتكى من إنه صحى المفروض احنا كنا هنسافر بعدها ب3أو4 أيام
عمرو الليثى : كنتم رايحين موسكو؟
صوت الدكتور الصاوى حبيب : آه كنا رايحين موسكو طلبت منه طبعا إن احنا نعمل رسم قلب وفعل عملت رسم القلب
عمرو الليثى : وجبت جهاز رسم القلب منين يا فندم
صوت الدكتور الصاوى حبيب : كان موجود عندى فوق كانت كل الإدراءات معمولة وفى الحال طبعا لما لقيت الرسم مخالف يعنى بيشير لوجود جلطة فى الحال استدعيت الدكتور منصور فايق وطبعا برضه قلنا له التشخيص
عمرو الليثى : سيادتك قلت له إنه عنده إيه ساعتها لما سألك قال لك أنا عندى إيه قلت له عنده إيه
صوت الدكتور الصاوى حبيب : عندك أنفلونزا شديدة جدا
عمرو الليثى : كانت حرب الاستنزاف على أشدها وزاد حجم العمل على عبد الناصر إلى 18 ساعة يوميا وطلب منه الأطباء عدم الإجهاد وأن معرفة أخبار الضحايا والشهداء قبل النوم يؤثر على صحته مباشرة وكان عبد الناصر يتلقى تقريرا يوميا من سامى شرف عن خسائر الجبهة كل ليلة وتدخل الدكتور صاوى حبيب لمنع ذلك الانتحار ولكن لم يستجب عبد الناصر لطلباتهم
أحد شهود العيان : وفى ربيع وصيف برضه 69 كان فيه معارك المدفعية بدأت وبدأت معها معارك رائعة للعبور عبر قناة السويس المعارك دى كان الرئيس جمال عبد الناصر بيتابعها ليلة بليلة وكان بيسأل كل مأمورية من أفراد القوات المسلحة طالعة بتعبر إلى الناحية الأخرى كان لا يستطيع النوم إلا لما يسأل عليهم إصاباتهم إيه نتائج عملهم إيه وكان ده شغله الشاغل فى الوقت ده
عميد .د / محيى الدين عشماوى : الرئيس لما كان بييجى يمر علينا فى الجبهة أو يمر على الوحدات وأنا كنت مرافق له ما كانش حد بيحس بمتعة غيرى كان بقوة ويتعامل مع الناس مع الضباط ويتكلم معاهم ويفحص أوضة العمليات وبالتالى لم يكن يظهر بأى مظهر مرض أدام القوات
عمرو الليثى : فى يوليو 69 قرر الإسرائيليون إدخال سلاحهم الجوى فى المعركة وخلال أشهر قلائل دمرت الهجمات الجوية الإسرائيلية نظام صواريخ أرض جو سيم المصرى على طول القناة وفى يناير 70 بدأ الطيران الإسرائيلى فى غارات بعيدة المدى فوق مصر وفى الغارات الإسرائيلية كانت جريمتين من أبشع الجرائم وقوبلت باستنكار واسع فى جميع أنحاء العالم وهما الغارة الجوية على مصنع أبو زعبل والغارة الجوية على مدرسة بحر البقر
عميد .د / محيى الدين عشماوى : الرئيس طبعا كان بيبقى متضايق جدا يطلب مننا إننا نرد رد فعلى يعنى كنا بعد بحر البقر المدفعية بتاعتنا اشتغلت والصواريخ بتاعتنا اشتغلت عشان تنتقم من الأعمال اللى قام بها العدو ضد أهدافنا الملكية
السيدة / منى عبد الناصر : أنا كنت قاعدة معاه فى الجنينة وقت بحر البقر دى من المرات اللى بكى والكلمة اللى قالها لى قال لى هم بيحاربوابالإنجليزية بالميراج بيحاربوا بالزراير واحنا حتى لسة مش عارفين ناخد ال121 وبكى
فاصل
عبارة عن لقطات للرئيس عبد الناصر
عمرو الليثى : زاد من عذاب عبد الناصر وتدهور صحته استشهاد الفريق عبد المنعم رياض وقت حرب الاستنزاف وكان يرى فيه قائد حرب لتصليح هزيمة 67 وصمم عبد الناصر السير فى جنازته وهو يشكو من آلام الصدر والساقين وتجاوب عبد الناصر مع الحشود المشتركة فى تشييع الجنازة ونسى آلامه وهو سائر لساعات طويلة بين الناس ليعود فى قمة المأساة ليرتمى على أقرب كرسى فى بيته يصرخ من الآلام المبرحة التى تمزق جسده
عميد . د / محيى الدين عشماوى : هو الرئيس عبد الناصر حزن جدا جدا لاستشهاد عبد المنعم رياض وقال هو كان فين وازاى وفين استشهد فأحمد إسماعيل شرح له القصة قال له يا فندم أصر يطلع على الحافة حافة القناة فى منطقة الإسماعيلية وبالتالى كان عرضه لإن العدو يكتشف مكانه وقال إن هو حذر أحمد إسماعيل قال لعبد المنعم رياض بلاش تتقدم سيادتك قوى كده خلينا من وراء فى المواجهة الخلفية ونقدر نتطلع أصر عبد المنعم رياض إنه يدخل بنفسه على الحفرة اللى انضرب فيها ولذلك الرئيس اتأثر جدا جدا
عمرو الليثى : كيف تلقى نبأ استشهاد الفريق عبد المنعم رياض وهل أثر هذا الخبر أيضا على تدهور صحته
السيدة / منى عبد الناصر : أصلها كل حاجة
عمرو الليثى : احنا شفناه مثلا فى الصور اللى موجودة كان واقف فى الجنازة كان يبدو غير إن هو حزين كان يبدو إن هو مرهق جدا جدا تلقى الخبر إزاى وإيه اللى حصل
السيدة / منى عبد الناصر : طبعا كان تعيس ولما تحس إنك انت فقدت واحد ذو خبرة وإنك كنت ممكن يعنى ما هى الحياة كانت بعد 67 مش سهلة يعنى ضربات زائد ضربات زائد كمان إنك انت نزلت وعايز بقى بتبنى من أول وجديد بناء وفيه نكسات بناء وفيه نكسات لكن كان عنده طبعا أمل إن هو فى يوم من الأيام هيعبر
السيد / سامى شرف : فى الفترة الأخيرة كان من وسط سبتمبر سنة 70 حصل ضغط كلنا بدون استثناء إنه ياخد يومين ثلاثة راحة فى مرسى مطروح قال اسكندرية قلنا اسكندرية قريبة وفيه عمل وبتاع وإيه يروح مرسى مطروح
عمرو الليثى : كانت رحلة مرسى مطروح هى بداية النهاية فكان عبد الناصر قد قرر قضاء أجازته السنوية فى مرسى مطروح وقبل أن يسترخى على رمالها بساعات اندلع القتال فى الأردن وحاول مستشاروه إخفاء الحقيقة عنه ولكنه كان يتابع أخبار المأساة من إذاعات العالم
أ / عبد الحكيم عبد الناصر : طلع رحلة مرسى مطروح رحلة استجمام لإنه كان بيمر بفترة إعادة القوات المسلحة ، حرب الاستنزاف فقالوا له إنه لازم ياخد أجازة فقال نروح مرسى مطروح وأنا الوحيد اللى طلعت معاه من ولاده طبعا فوجئت إنها مش رحلة استجمام لإنى فوجئت إن كان معاه الفريق أول الله يرحمه الفريق محمد فوزى وكان الله يرحمه السيد حسين الشافعى واحنا رايحين فى القطر لقينا فى القطر بقم يفتحوا خرائط وبيشوفوا يعنى شكلها برضه ما كانتش رحلة استجمام
السيد / سامى شرف : يعنى مش رايح أجازة لا رايح أجازة معاه الفريق فوزى عشان يشوف الخطة بتاعت تحرير الأرض
أ / عبد الحكيم عبد الناصر : كانت أحداث أيلول اللى حدثت بين القيادة الأردنية وبين المقاومة الفلسطينية وكثرت المذابح وقطع الإجازة فورا ورجعنا على اسكندرية وابتدى يوضب لمؤتمر قمة
عمرو الليثى : فى سبتمبر عام 1970 وقع صدام بين الجيش الأردنى والجيش الفلسطينى مما دعى الرئيس جمال عبد الناصر لعقد اجتماع قمة طارئ لزعماء العرب بهدف وقف القتال بين الطرفين وبعد نجاح مهمة عبد الناصر فى احتواء الأزمة الناشئة بين الملك حسين والرئيس ياسر عرفات انتهى المؤتمر وبدأت الوفود العربية المشاركة فى العودة لبلادها عبد الناصر حريصا على اصطحاب الحكام العرب إلى المطار لتوديعهم
فاصل
عبارة عن لقطات توديع الرئيس عبد الناصر للقادة العرب
السيد / سامى شرف : عمل ليل نهار من يوم 19 سبتمبر لغاية ليلة لغاية 27 سبتمبر عمل ليل نهار يعنى زائد مجهود بقى متراكم 18 سنة لا يتحمله جبال
أ / عبد الحكيم عبد الناصر : استمر على مدى أسبوع مقيم فى فندق هيلتون النيل يتابع ويتصل ويحاول على قدر المستطاع أن يصل إلى حل من خلال الوصول إلى أجندات مختلفة للاتفاق على هذا الحل بين الفلسطينيين وبين الأردنيين إلى أن كللت جهوده بالنجاح
السيدة / منى عبد الناصر : الوالد كان جاء يوم 27 قبل الوفاة بيوم من الهيلتون وبات هو قال أنا عايز آجى أبات هنا وبات فى البيت وبعدين صبح كان فيه بقى بيودع رئيس
أحد شهود العيان : بعد ما انتهى الرئيس جمال عبد الناصر من توديع أمير الكويت وهو واقف تحت الطيارة حس بألم فى صدره بدأ يتصبب بعرق غزير وشعر بتعب وطلب إن هم يجيبوا له السيارة والسيارة اتجهت به لبيته
عمرو الليثى : بدأت رحلة نهاية الزعيم وهو فى طريق عودته لمنزله فى منشية البكرى حيث ازداد عليه الألم والعرق وبدأ طبيبه المرافق له فى تدليك قلبه وقام بالضغط عليه عشرات المرات حتى وصل إلى منزله وما إن جاءت الساعة الخامسة والربع حتى كان الرئيس جمال عبد الناصر قد لفظ أنفاسه الأخيرة
د / هدى عبد الناصر : يوم الرحيل دخل علينا احنا كنا بنستناه على السفرة دايما فدخل علينا قال اتغدوا انتم أنا تعبان
عمرو الليثى : كانت الساعة كام
د / هدى عبدالناصر : كانت حوالى الساعة 4
عمرو الليثى : يعنى بعد ما وصل
د / هدى عبد الناصر : بعد ما وصل أمير الكويت رجع وكان تعبان هو كان عادته بعد المؤتمرات دى يبقى تعبان فكان يخش ينام الظهر ينام بقى 3 ساعات حاجة كده فقال لا أنا مش هتغدى حتى أنا اتغديت وروحت بيتى على أساس إن هو هيخش ينام وبعدين نادونى بعد كده
عمرو الليثى : لما قال لكم مش هتغدى اتغدوا انتوا
د / هدى عبد الناصر :اتغدينا
عمرو الليثى :هل كان ظاهر عليه أى مظاهر أرهاق
د / هدى عبد الناصر : آه كان تعبان جدا
السيدة / منى عبد الناصر : دخل لقيته داخل من برة قال أنا تعبان أنا مجهد وبعدين قال لى روحى هاتى لى حاجة حلوة فرحت جبت له شوكليت وزى كراميلا كده ودخلت له وقعد وبعدين قال لى أطلبى الدكتور الصاوى كلمت السكرتارية وجاء الدكتور الصاوى بقى على طول وكانت حوالى الساعة 3 يعنى ما كانش خد 10 دقائق
صوت الدكتور / الصاوى حبيب : طلعت فلقيت السيدة تحية بجواره وقالت لى أنا شفته جاى تعبان فاديته كباية عصير برتقال دلخت بقى ممدد فى الفراش متنبه تماما لكن كان فيه عرق كان لافت للنظر فى الكشف الطبى إن أطرافه باردة وبرودة الأطراف دى بتيجى مع الصدمة القلبية كعلامة من علاماتها والنبض سريع جدا وفى نفس الوقت ضعيف جدا وفى الحال أدركت بقى خطورة الموقف وهرعت إلى التليفون واتصلت بالدكتور منصور والدكتور زكى الرملى
عمرو الليثى : كنت مشخص الحالة
صوت الدكتور / الصاوى حبيب : آه أزمة قلبية تسببت عن جلطة فى الشريان التاجى سببت الصدمة القلبية
السيدة / منى عبد الناصر : ما فهمتش كان ساعتها اللى كان فيه يعنى كنت شايفة كل حاجة أدامى اللى فهمت ماما إن هو فى خطر أنا ما فهمتش حاجة خالص أخش وأقعد بقوا يقولوا لى إطلعى وماما لقيت ماما طالعة تقول لى إقرئى قرآن هى كانت بتقرا قرآن على طول وأنا برضه ما فهمتش يعنى إيه اللى بيحصل ما فهمتش على الإطلاق
صوت الدكتور / الصاوى حبيب : واليوم قعد يعنى الدكتور منصور كان عاوز يروح الجبهة كلمه شوية فى الآخر قال أنا عايز أسمع نشرة أخبار الخامسة على البى بى سى
السيدة / منى عبد الناصر : قعدت برضه على الكرسى فى أوضة النوم كانت الدكاترة كده وبعدين قالوا بقى كويس لقيته بقى كان مستنى خبر مستنيه فى البى بى سى يعنى مش عارفة إيه اللى كان مستنيه كان بيجيب محطة البى بى سى هو دايما كان بيكلمنى بلغة المذكر يعنى ما يكلمنيش على إنى مؤنث أبدا الظاهر من كتر بقى ما كنت بتشاقى مع إخواتى فكلمنى وقال لى مونى وكده وبعدين قال لى اندهى لى الدكتور تانى
صوت الدكتور / الصاوى حبيب : قلت له سيادتك مستريح قال لى استريحت يا صاوى
عمرو الليثى : وتوفى
صوت الدكتور / الصاوى حبيب : آه بصيت لقيت وشه قعدنا نعمل له التنفس الصناعى
عمرو الليثى : تدليك للقلب
صوت الدكتور / الصاوى حبيب : آه طبعا يعنى لمدة حوالى ثلث ساعة
السيدة / منى عبد الناصر : دخلت لقيتهم بيعملوا له بقى اللى هو بيحاولوا إنهم
عمرو الليثى : تدليك للقلب
السيدة / منى عبد الناصر : ماما عرفت إن هو اتوفى وقالت لى جمال راح وقعدت تعيط أنا برضه ساعتها عادى ما ماتش لم أتصور إنه مات
صوت الدكتور / الصاوى حبيب : وخرجت من الأوضة ومش عارف مين اللى كان برة قلت له مفيش فايدة
السيدة / منى عبد الناصر : جريت أنا بقى وكلمت هدى قلت لها تعالى يا هدى وكلمت خالد وقلت لهم دوروا على عبد الحكيم ، عبد الحميد أخويا كان فى البحرية قلت لهم هاتوا اخواتى كانوا لسة ما أعلنوش وفاته جاءت هدى وجاؤوا كلهم وبس وقالوا لنا بقى إنه اتوفى دخل خالد وطلع قال افهمى يا منى خلاص
عمرو الليثى : صفى المشهد
د / هدى عبد الناصر : لا مش عايزة مؤلم بلاش يعنى إعفينى
فاصل
عبارة عن صور للرئيس جمال عبد الناصر مع أسرته
السيدة / منى عبد الناصر : وبعدين نزل بقى تحت هم كانوا بيشوفوا هم هيعلنوا إزاى واحنا قعدنا معاه احنا ولاده بقى وكده طول ما احنا قاعدين معاه هم بقى تولوا شئون الدولة بعد كده
د / هدى عبد الناصر : انعقد اجتماع تحت عندنا فى البيت وبعدين قالوا لنا بسرعة لازم ننقله قبل ما نعلن عن الناس لإن كان فيه صحبنا جثمانه يعنى إلى قصر القبة
عمرو الليثى : فى نفس الليلة
د / هدى عبد الناصر : فى ساعتها قبل الإعلان لأنه كانوا متوقعين إن الشوارع هتتسد وكده لإن بسرعة قصر القبة فيه مكان مجهز لهذه الحالات فصحبناه بالعربية بتاعته ورحنا معاه لغاية القصر دى كانت آخر مرة شفناه فيها حتى أخويا لما جاء من اسكندرية ما لحقش يشوفه
السيدة / منى عبد الناصر : فاكرة وهو نازل من البيت يعنى زى أى واحد رايح يقابل ربه شايلينه يعنى زى كل الناس هو النهاية انت رئيس وللا هتقابل ربك نازلين به السلالم وبعدين حطوه فى العربية وراحوا به قصر القبة
أحد شهود العيان : جاءت السيدة تحية عبد الناصر وقالت أنا بأوصى دلوقتى إنى لما أتوفى لازم أدفن إلى جواره يعنى الحقيقة الكلام أثر فى كل اللى موجودين وكل الحاضرين انفجروا فى البكاء فى نفس اللحظات اللى دخل فيها البيت عربية الإسعاف الخاصة بالرئيس عبد الناصر ودى كان هيركبها لأول مرة وآخر مرة لأنه ركبها جثمان
عمرو الليثى : ما مدى صحة الرواية اللى بتقول إن بعد عقب نقل الجثمان إلى قصر القبة كان فيه مثال قام بعمل تمثال للرئيس عبد الناصر آنذاك هذا صحيح هذه الرواية لها أساس
السيدة / منى عبد الناصر : آه
عمرو الليثى : فعلا
السيدة / منى عبد الناصر : أنا بيهيأ لى إن فيه حد دلوقتى أفتكر آه وده طبعا ليه لا
عمرو الليثى : والجثمان هناك فى قصر القبة
السيدة / منى عبد الناصر : آه فى الثلاجة وبعدين الجنازة طلعت من مجلس الثورة اللى هوفى الجزيرة بس لكن خلاص بقى أصل هتفتكر إيه
أحد شهود العيان : طبعا الخبر كان صدمة كبيرة جدا فى مصروفى العالم كله ، القصر الجمهورى امتلأ بكل أصدقاء جمال عبد الناصر وبكل الوزراء وبكل المسئولين الإذاعة والتليفزيون المصرى قطع البرامج العادية وبدأ يذيع قرآن كريم استعدادا لإعلان خبر وفاة الرئيس جمال عبد الناصر
فاصل
- إذاعة أنور السادات لنبأ وفاة الرئيس جمال عبد الناصر + مشهد جنازته
أحد شهود العيان : تم نقل جثمان الرئيس جمال عبد الناصر من البيت لقصر القبة طول الليل مصر كانت فى حالة حداد ملايين المصريين فى الشوارع زهول بحر من البشر حوالين قصر القبة كإنه سرادق عزاء مصنوع من أجساد المصريين ستات فى ملابس حداد سوداء رجالة وشباب بيبكوا بشكل هستيرى أطفال صغيرين حاسين بالضياع كان حزن كبير حزن مصر على ابن مصر جمال عبد الناصر ، فى حديقة القصر الجمهورى ما كانش فيه غير 3 عربيات تابعة للحرس الجمهورى وعربية إسعاف ومن وسط أمواج البشر اللواء سعد شريف ياور رئيس الجمهورية ويسرى غالى ياور رئيس الجمهورية برضه قدروا إنهم يخشوا حسين الشافعى وأنور السادات دخلوا العيادة عشان يلقوا نظرة الوداع الأخيرة على جثمان الزعيم ورفيق السلاح والكفاح ، على باب العيادة 4 من ضباط الحرس الجمهوري وافقين فى منتهى الشدة لكن كل واحد من ال4 عينيه غرقانة فى الدموع ، بدأت الساعة 7 ونص فى اليوم دوة 8 من ضباط الحرس الجمهورى من اللى عاشوا حوالين الرئيس جمال عبد الناصر معظم حياته تقدموا عشان يحملوا نعش الرئيس اللى كان ملفوف فى علم الجمهورية العربية وشالوا النعش ووصلوا به للقاعة الكبيرة اللى بتواجه مكتب رئيس الجمهورية حطوه على ترابيزة خضراء و 4 من رجال الحرس الجمهورى وقفوا حوال النعش من قريب أنور السادات وحسين الشافعى وعلى صبرى وحسن التهامى ومحمود الجيار مدير مكتب الرئيس الكل واقف مش قادر يسيطر على دموعه حتى أنور السادات بص فوجد بعض رجال قوات الصاعقة اللى بيعتز بها الرئيس جمال عبد الناصر واقفين بيبكوا ويمكن دى كانت المرة الوحيدة اللى يشوفوا فيها رجال الصاعقة بيبكوا وجاءت له مكالمة أنور السادات فى الوقت ده إنه طريق المرور فى شوارع القاهرة إلى مجلس قيادة الثورة حيث كان مقرر أن تبدأ الجنازة أصبح عبور هذا الطريق شئ يكاد يكون مستحيل حتى إن الجماهير تجمعت حوالين عربية المدفع اللى هتشيل الجثمان وكانوا عايزين يكسروا العربية وقالوا إن عبد الناصر مش هيتشال على المدفع هيتشال على أكتافنا ولكن تم السيطرة على الأمر وتم إبعاد الجماهير عن عربية المدفع ، حصل تفكير فى إن يتم تغيير خط سير الجنازة بسبب الملايين اللى كانت فى شوارع القاهرة ولكن الموقف بدأ يتحسن شوية حوالين مجلس قيادة الثورة وتم إخلاء المنطقة اللى حوالين فندق هيلتون وبدأ إعداد طائرات هليوكوبتر طائرة تنقل أنور السادات وحسين الشافعى وعلى صبرى لمجلس قيادة الثورة غير الطائرة اللى هتحمل جثمان الرئيس جمال عبد الناصر بدأت اللحظات اللى رئيس الجمهورية هيغادر فيها للأبد قصر رئاسة الجمهورية ويغادر فيها مصر ويغادر فيها الحياة كلها تقدم رجال الحرس الجمهورى من النعش وحملوه من مكانه أحد ضباط حرس الشرف صرخ بصوت يعنى مرتعش انتباه واتشال النعش وأدى الحرس الجمهورى التحية العسكرية وتم تنكيس العلم وتوقف النعش أمام سيارة إسعاف وفى اللحظة دى فيه أحد العاملين فى القصر الجمهورى كان يعرفه الرئيس عبد الناصر ويحبه وهو عكاشة اللى كان بيقدم القهوة صرخ فى وسط الضباط كلهم وقال مع السلامة يا ريس واتحركت عربية الإسعاف بجثمان الرئيس لمكان الطيارة الهيلوكوبتر ، قامت الطيارة الهليوكوبتر رقم 1029 من القصر الجمهورى فى القبة تحمل جثمان الرئيس جمال عبد الناصر فى رحلته الأخيرة ووراءها طيارتين هليوكوبتر ثانى فى الطريق الطائرة حلقت بجثمان الرئيس فوق بيته ثم اتجهت نحو أرض نادى الجزيرة وبدأت تنخفض وكلما كانت الطائرة تنخفض كلما كان يتعالى صراخ مئات الآلاف وملايين من المصريين اللى كانوا موجودين وإيديهم مرفوعة يعنى هم عايزين ينزلوا الطيارة بإيديهم والكل بيهتف ناصر الوداع يا حبيب الملايين
السيدة / منى عبد الناصر : ونزلوا اخواتى تحت ودفنوه لإن احنا كان لازم نعمل زى ما الإسلام بيقول
عمرو الليثى : أخيرا بعد كل هذا العناء بكل هذه التضحية وتحمل المرض لسنين طويلة وتحمل التذمر من العرب رغم دفاعه الشديد عنهم وحرصه البالغ على وحدة القومية العربية ولكننا نرى أخيرا قلب الشعب المصرى الذى خرج هائما على وجهه يودع هذا البطل الذى قلما تنجب الأمة العربية مثله.
لمشاهدة الحلقة كاملة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.