ماذا يقول محمد مرسى الآن بعد أن تم الإفراج عن جميع المتهمين من النشطاء الشرفاء الذين ألقى القبض عليهم ميليشيات جماعة الإخوان فى يوم الأربعاء الأسود 5 ديسمبر أمام قصر الاتحادية؟وهو الذى قال عنهم إنهم بلطجية ومخربون، وهم النشطاء الشرفاء الذين تعرضوا للتعذيب من قِبل أفراد من ميليشيات الإخوان المكلفين من قيادات مكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة وبمتابعة وزراء إخوان، وفى حضور عدد من متصدرى المشهد الآن من الفاشلين المدافعين إعلاميا عن انتهاكات عصابات الإخوان وكذبهم البيِّن. لقد كشفت الفيديوهات مدى العنف والانتهاكات التى قام أعضاء ميليشيات الإخوان المقبوض عليهم بها.. وإجبارهم على اعترافات بأن هناك من حرضهم على التظاهر أمام قصر الاتحادية.. ودفع لهم أموالا ليخرج القيادات الإخوانية الفاشلة بتلك الاعترافات وتسليمها إلى مرسى.. ليتحدث عن مؤامرة كبيرة ضد ما يسميه الشرعية «تلك الشرعية التى سقطت بإعلانه الدستورى الديكتاتورى» ويسيرون على نهج ما كان يحدث فى النظام السابق من تلفيق القضايا والاعترافات.. لكن محمد مرسى لم ير ذلك.. بل إنه لا يفهم ذلك.. فقد جاءته التعليمات من قياداته الذين أرسلوه كمندوب لهم فى قصر الرئاسة.. ليتحدث عن كل الهراء فى خطابه «المكتوب» والمسجل يوم الخميس الماضى.. ليظهر مدى السوء الذى وصل إليه إدارة البلاد على أيديهم..
لم يفهم الإخوان ومندوبهم محمد مرسى حتى الآن أن هؤلاء الناشطين الشرفاء ذهبوا طواعية إلى قصر الاتحادية فى مظاهرات سلمية ضد ديكتاتورية نظام جديد يجرى صناعته بفاشية دينية وضد مبادئ الثورة التى سقط فيها شهداء من أجل الحرية والكرامة ودولة القانون.. فلم يعتد الإخوان على هذا الخروج الطوعى ولم يستوعبوه لأنهم دائما يسيرون بنهج السمع والطاعة ومن أجل مصلحة الجماعة، وليس من أجل مصلحة الوطن.. هكذا كانوا يفعلون عبر تاريخهم.. وقد اضطهدتهم الأنظمة السابقة من أجل ذلك.. وليس من أجل مصلحة الوطن.. وقد حاولوا بكل ما يملكون التحالف مع كل الأنظمة السابقة.. بما فيهم نظام مبارك، وقد أبدى المرشد الحالى محمد بديع عند تسلم مهامه استعداده للتعاون مع مبارك باعتباره أبًا لكل المصريين.. وشكلت الجماعة الغطاء لانتخابات البرلمان المزورة 2010 التى قاطعها كل القوى السياسية الوطنية لتعرية مبارك وعصابته.. وهم أيضا الذين هرولوا إلى نظام مبارك، ففى أيام الثورة جلسوا مع عمر سليمان للحصول على اعتراف رسمى من نظام يسقط فى وقت إصرار الثوار الأصليين فى ميدان التحرير وميادين مصر على رحيل مبارك.. وأنه ليس هناك أى حوار قبل الرحيل.
وها هو نفس المرشد الذى كان يعتبر مبارك أبا لكل المصريين يرتدى الآن لباس الثورية «من أين ذلك؟!» يتهم المعارضة بالإفساد والإجرام، وقال نصا فى مؤتمره الصحفى الكاذب أمس «ما يحدث فى المشهد المصرى الآن ليس معارضة وإنما هو باطل يجب مقاومته».. فهل كان الثوار الذين خرجوا فى ثورة 25 يناير ضد مبارك باطلا؟! إن كلام المرشد وأتباعه هو نفس كلام مبارك وعصابته، ودعوته للمقاومة هو ما كانت تدعو إليه عصابة مبارك أيضا.. إن كلام المرشد فيه تحريض على القتل كما جرى أمام قصر الاتحادية يوم الأربعاء الأسود.. ويقول المرشد هذا الكلام بعد أن تبين كذب محمد مرسى فى خطابه يوم الخميس من اتهامات للشرفاء بالبلطجة.. وللأسف يصدر هذا الكلام عن المرشد وأتباعه فى نفس الوقت الذى تذهب فيه شخصيات ليس لها رصيد فى الشارع ومتحالفة مع الإخوان وكأنهم الحكماء الذين يذكروننا ببعض منهم أيام الثورة.. وكانوا ينقلون كلام الثوار إلى مبارك وأجهزته الأمنية وكانوا يسعون إلى إجهاض الثورة.. لكن لم يستمع إليهم الثوار ونجحت الثورة.. ليسطوا عليها الإخوان.. فيذهبون إلى مائدة مندوبهم فى قصر الرئاسة.. يذهبون ولم يقدم مرسى أى شىء.. ومستمر فى عناده أو قل عناد جماعته وإرهابها، التى تقتل وتحاصر المحاكم.. وهو فى نفس الوقت يحتقر القضاة.. ويتهم الشرفاء الثوار ويكذب على الشعب.. فبئس هؤلاء الحكماء.