هيكل: مرسى لابد أن ينهى مدته الرئاسية.. والشرعية تسقط بالجرائم وليس الأخطاء هيكل: أصبت بالصدمة من قراءة المادة الأولى من الدستور.. ومحاصرة الدستورية إلغاء لدولة القانون
هيكل: طالبت المشير بتشكيل حكومة برئاسة مرسى بعد انتخابات البرلمان الأخيرة ولكنه رفض
هيكل : لم يكن هناك صفقة بين المشير والإخوان
هيكل يدعو مرسى أن يعطى نفسه مساحة للتأمل لأنه مؤتمن على مستقبل البلد
الكاتب الصحفى الكبير: على الرئيس مرسى أن يعطى لنفسه مهلة لقراءة الملفات وألا يضع كبريائه في الموضوع
أكد الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، خلال لقائه أمس الخميس، على قناة «سى بى سى» الفضائية، الرئيس مرسى له شرعية، ولا بد أن ينهى مدته الرئاسية، مشيراً إلى أنه ضد هتافات «سقوط النظام» و«ارحل»، مضيفاً أن الشرعية تسقط بالجرائم وليس بالاخطاء. وقال هيكل أن مبارك والمجلس العسكرى قد سقطا، ولا بد أن يكمل مرسى مدته الرئاسية، مؤكداً «لابد أن تكون لدينا خطوات أخرى يمكن اتباعها بعيدا عن كلمة إرحل»، معربا عن اعتراضه على الأسلوب الذي تدار به المرحلة الحالية والمناخ السياسي السائد بين طرفي المعادلة السياسية في مصر .
وتعليقاً على ما فعتله الجمعية التأسيسية فى الدستور، وإقراره فى يوم وليلة حتى مطلع الفجر، قال هيكل أن الدستور ليس قانون وإنما هو وثيقة توافقية، مشيراً إلى أنه أبدى خلال لقائه بمرسى فى وقت سابق، قلقه الشديد من أن الدستور سيسلم له فى اجتماع خاص وهو ما حدث بالفعل، مضيفاً خلال لقائه «أقلقنى جداً جلسة إقرار الدستور، وأقلقنى أن الرئيس مرسي قبلها بأيام قال فى إعلانه الدستورى أنه يمنح الجمعية التأسيسية شهرين، ثم فوجئت بإقرار الدستور فى نفس يوم، وبدت لى جلسة الدستور الدائم أقل جدا من قيمة دستور دائم أستطيع أن أطمئن له للمستقبل،وكنت فى قلق شديد من إقرار الدستور فى أخر جلسة عقدت بمجلس الشورى».
وأعرب هيكل عن صدمته بعد قرائته لأول مادة في الدستور قائلاً « بدأت هذا الأسبوع بقراءة مشروع الدستور فأصبت بالصدمة من أول مادة، لأنها متعارضة مع الجغرافيا والتاريخ، وقرأت باقى مواد الدستور ولم يعجبنى بها الكثير واستطلعت رأى خبراء فأيدو ما رأيته»، مشدداً على أن غياب الكنسية والمفكرين عن الجمعية التأسيسية لوضع الدستور خطر للغاية.
وأشار الكاتب الصحفى الكبير، أن الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى ما هو إلا قفزة فى الظلام.
وبشأن المظاهرات العارمة التى اندلعت فى محافظات مصر احتجاجا على إعلان مرسى وطرح الدستور للإستفتاء فى 15 ديسمبر الجارى، قال هيكل«أننا نواجه حالة ثورية تمثل حالة ولادة على الهواء والعالم يشاهدنا»، وأننا بصدد بناء دولة غابت عنها فكرة الدولة، مؤكداً أن الإنقسام بدأ بين المصريين منذ فترة وليس منذ صدور الاعلان الدستورى.وأضاف أن مظاهرات الإتحادية أول امس الثلاثاء أكدت أن القوى الثورية مازالت موجودة، وأن الشباب فعل ما لا يخطر ببال أحد وأظهر وجه الثورة.
وتعليقاً على محاصرة عدد من جماعة الإخوان للمحكمة الدستورية الأحد الماضى، قال هيكل «أن ما حدث للدستورية من محاصرة جماعة الإخوان لها هو إلغاء لدولة القانون وأسوأ من حصار دولة القانون».
وأشار خلال حديثه أن مبارك خرج من السلطة بسهولة، بعد أن اتصل به المشير طنطاوي وبلغه أن المظاهرات حاشدة وبالغة، وأبلغه سليمان أيضاً أن الحل هو رحيله . وكشف هيكل بعض كواليس تنحى مبارك، وقال أن الرئيس السابق طلب تغيير كلمة تنحى ب«تخلى» حتى يظهر وكأنه لم يجبر على ترك السلطة.
ولفت هيكل إلى أن الضغوط الأمريكية هي التي حددت ملامح الخريطة الانتقالية وذلك لثقتهم في التيار الإسلامي وقيادة السفينة دون مشاكل، وقال «الأمريكان لهم كلمة في مصر أكثر مما يستوجب وأكثر مما تتحمل مصر، وواشنطن تنظر لمصر على أنها القاعدة الإستراتيجية».
وأشار هيكل أن المشير طنطاوي ذهب لاستحالة بقائه، مشيراً إلى أن المجلس العسكري أخذ مسئولية لم يكن مهيئا لها، وأن بعض أفراد المجلس العسكرى القديم كان يبحث عن دور له فى المستقبل.
ونفى هيكل وجود صفقه بين المشير طنطاوى والاخوان، مشيراً إلى أن المشير أدرك أن قاعدته فى القوات المسلحه لم تعد راضية ولذلك رحل.
ووجه هيكل فى أخر لقائه مع الإعلامية لميس الحديدى أن يعطى الرئيس مرسى لنفسه مهلة لقراءة الملفات، قائلاً «الإشكالية أن مرسي جاء لمشهد لا يعرف عنه شيئا وشباب متطلع لأحلام ليس لها حدود»، وأن يستمع للنخبة فى حوار جاد وليس للتنفيس فقط، بجانب الإصغاء للمطالب ثم يقرر ماذا سيفعل أو يقترح البديل، وأن يجلس ساعة مع نفسه دون مستشاريه.
واقترح هيكل على الرئيس مرسى أن يعطى نفسه مساحة وأن يتأمل معجزة ما جرى له وأن هذه المعجزه لها مطالب وعليها مسئوليات، لأنه مؤتمن على مستقبل البلد ويجب ألا يضع كبريائه في الموضوع.