من الصعب الوصول إلى القمة، ولكن الأصعب منه هو الاحتفاظ بمكان لك عليها،عبارة تتذكرها عندما تشاهد أعمال الفنان صلاح السعدني، الشهير بالعمدة في الوسط الفني. ويوافق اليوم "الثلاثاء"عيد ميلاد السعدني التاسع والستين وسط تاريخ فني طويل ودسم عامر بالأعمال الفنية التي تجاوز عددها 150 عملا دراميا وتليفزيونيا تركت بصمة لدى الجمهور.
ويأتي عيد ميلاد السعدني هذا العام وهو في حالة حزن شديد على فقدان أعز اصدقائه وهو المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ بشكل جعله يلغي الاحتفال به ،ووصف السعدني علاقته بالمخرج الراحل اسماعيل عبد الحافظ بأنها كانت خاصة جدا جدا.
ولد السعدني،واسمه بالكامل "صلاح الدين عثمان إبراهيم السعدني"، في 23 أكتوبر عام 1943 في قرية "القرنين" بمركز الباجور بمحافظة المنوفية،من أسرة ريفية وتلقى تعليمه الثانوي في المدرسة السعيدية الثانوية، ثم حصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة القاهرة، وهو شقيق الكاتب الصحفي الراحل "محمود السعدني".
وكانت بدايته الفنية كهاو في مسرح الجامعة ثم إلتحق بمسرح التليفزيون الذي أنشائه الفنان القدير والمخرج والسيناريست السيد بدير وكان معه من الفنانين سعيد صالح ورشوان توفيق ومحمود ياسين وعادل إمام ومديحة حمدي.
وتعتبر مسرحية "من أجل ولدي"أول عمل يشارك فيه مع علوية جميل وعزيزة حلمي وحسين الشربيني،وكان دوره مشهد لم يتجاوز الدقيقة الواحدة،ولم يقل سوى جملة واحدة فقط وهي "سقطت في الامتحان".
ويعد المسرح نقطة انطلاق السعدني الفنية،وعمل في العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والمسرح،لكنه لم يلمع في السينما كما لمع في التليفزيون حيث تألق من خلال العديد من الأدوار التلفزيونية منها دور العمدة سليمان غانم في مسلسل "ليالي الحلمية".
والمتتبع لمشوار السعدني يستطيع ملاحظة أنه فنان بالفطرة وله أداؤه المميز كواحد من جماعة الفن الجاد،ويتمتع بمشوار فني طويل قدم خلاله الكثير من الأعمال التليفزيونية والسينمائية.
من أبرز أعمالة التلفزيونية:مسلسلات "الباطنية" و"عدى النهار" و"الأصدقاء" و"للثروة حسابات أخرى" و"حارة الزعفراني" و"الناس في كفر عسكر" و"رجل في زمن العولمة" و"الزوج أول من يعلم" و"أبنائي الأعزاء شكرا" و"ليالي الحلمية" و"حلم الجنوبي" و"أرابيسك" و"حصاد الشر" و"الأخوة الأعداء".
ومن أبرز أعماله السينمائية أفلام " الأرض" و"الرصاصة لا تزال في جيبى" و"الغول" و"ملف في الآداب" و"المحترفون" و"زمن حاتم زهران" و"جبروت امرأة" و"لعدم كفاية الأدلة" و"المراكبي"، بومن مسرحياته "الناصر صلاح الدين" و"ثورة الموتى" و"الملك هو الملك" و"باللو باللو" و"لوكاندة الفردوس" و"زهرة الصبار".
ونال العديد من الجوائز حيث حصل علي جائزة التميز الفني في مهرجان الإسكندرية السينمائي،كما حصل علي جائزة مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما عن أعماله السينمائية الهادفة والمميزة.