توعدت جماعة سلفية جهادية تنشط فى سيناء بالانتقام من إسرائيل والرد بقوة على اغتيال أمير جماعة التوحيد والجهاد فى «أكناف بيت المقدس» هشام السعيدنى، وأمير جماعة «أنصار السنة» أشرف صباح، بينما قالت مصادر أمنية إنه ليس لديها معلومات مؤكدة عن أن هناك احتمالا لتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين انطلاقا من سيناء، إلا أنها أكدت أن الوضع الأمنى متوتر بالفعل ولا يوجد أى توقع بطبيعة الرد. وقالت الجماعة فى بيان لها نشر على شبكة الإنترنت «تلقينا خبر استشهادهما ببالغ الحزن والأسى»، معتبرة أنهما بطلان من أبطال الأمة ورمزان من رموز الجهاد، رافعان لواء الثبات على العقيدة والجهاد فى الأرض المقدسة.
السعيدنى وصباح من مؤسسى مجلس شورى المجاهدين فى أكناف بيت المقدس، وهما أيضا أبرز قيادات الجماعات السلفية الجهادية فى الأراضى الفلسطينية. وقتل الاثنان فى غارة إسرائيلية على مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وتبنت جماعة «أنصار بيت المقدس» هجمات ضد أهداف إسرائيلية سابقا انطلاقا من سيناء وتفجيرات خط تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل، وكانت آخر عملياتها منذ أسابيع فى هجوم على الأراضى الإسرائيلية انطلاقا من سيناء قتل فيه 3 من عناصرها وجندى إسرائيلى، ونعت الجماعة السعيدنى وصباح وتوعدت إسرائيل قائلة فى البيان (لكن دماء أبطال المسلمين ليست رخيصة ولا تضيع هدرا أبدا، وسيدفع اليهود بإذن الله ثمن كل قطرة دم يريقونها غاليا).
وأضافت فى بيانها: «لذلك فإننا فى جماعة أنصار بيت المقدس نقول لليهود إن دماء إخواننا فى فلسطين هى دماؤنا وثأرهم هو ثأرنا ولن تضيع دماء أبى الوليد وأبى البراء بلا ثمن أبدا، بل هو الثأر والقصاص من دمائكم وأمنكم، فانتظروا ردنا وأليم ثأرنا».
وأضاف البيان، «بعد ابتلائه فى مصر كان الابتلاء الذى لاحقه ولاحق أهل غزة، حيث وُضع المجاهدون هناك بين سندان سجون حماس ومعتقلاتها ومطرقة قصف الطيران الإسرائيلى واغتيالاته، فلُفقت له التهم وسُجن وعُذب بلا جريمة، ثم خرج من سجون حماس ليكمل جهاده، حتى اغتاله اليهود».
وتابع: «والشهيد الثانى صبّاح، طالب العلم الحافظ لكتاب الله، كان أحد عناصر القسام العاملة فى مجال الإعداد والتدريب ولكن لما حادت حماس عن الطريق ترك العمل معهم، فأسس جماعة أنصار السنة فجاهد وإخوانه، مظهرا عقليته العسكرية الفذة، وأصبح هدفا لأمن حماس كما هو هدف لليهود، فبات مطاردا، ولكن لم يمنعه هذا من العمل والجهاد ضد اليهود، حتى استهدفه اليهود». وقالت مصادر أمنية بشمال سيناء إن الوضع الأمنى بسيناء متوتر بالفعل فى هذه الفترة، لكن حتى الآن لا توجد أى معلومات مؤكدة عن اعتزام العناصر الجهادية تنفيذ أى هجمات ضد إسرائيل انطلاقا من سيناء، أو تنفيذ هجمات تستهدف قتل وخطف سياح إسرائيليين بالمنتجعات السياحية بطابا ونويبع وشرم الشيخ، وهى المنتجعات الأشهر التى تشهد وجودا كبيرا للسياح الإسرائيليين.
ونفت المصادر أن يكون هناك أى تهديد حقيقى الآن، إلا أنها توقعت حدوث أى تطور أمنى مفاجئ فى ظل الأوضاع الأمنية الحالية بسيناء.
وأضافت أن الإجراءات الأمنية مشددة بسيناء منذ بدء العمليات العسكرية فى أغسطس الماضى ضمن الحملة العسكرية لملاحقة العناصر الجهادية والمتورطة فى الهجوم على النقطة الحدودية برفح، الذى أسفر عن مقتل 16 ضابطا وجنديا مصريا فى الخامس من أغسطس الماضى.
وتقول المصادر إنه تم اتخاذ إجراءات احترازية جديدة بسيناء بعد تزايد المخاوف لديها من أن احتمال قيام عناصر جهادية مطلوبة بتنفيذ هجمات على المقرات الأمنية باستخدام سيارات تابعة للجيش والشرطة وأخرى حكومية تتم سرقتها، وذلك بعد حادثة سيارة لقوات الجيش أمس بمدينة العريش عاصمة سيناء الشمالية تحت تهديد الأسلحة الآلية.
وطلب من رجال الأمن توخى الحذر عند التعامل مع أى سيارات عند القيام بعمليات التفتيش والتحقق من هوية جميع الموجودين داخل السيارات، كما نشر أيضا عديد من الحواجز الأمنية وتنفيذ حملات على كل الطرق للبحث عن السيارة المختطفة