لا يمكن أن تمر أزمة شوبير ومرتضي منصور مرور الكرام علينا، لابد أن نستخلص منها العبر حتي نستفيد منها وأيضا لا يمكن لأحد أن ينكر أن تلك الأزمة فرضت نفسها علي الساحة الإعلامية وعلي الرأي العام المصري بصورة كبيرة، لذلك لابد أن نؤكد أن المشكلة فرضت علينا فلابد من المناقشة والتحليل، وبداية لابد أن نؤكد أن الكابتن شوبير لعب دوراً مهمًا في الإعلام الرياضي وبخاصة في بدايته وهذا الشيء لا ينكر مع احترامنا الكامل للعوامل الكثيرة التي ساعدته في نجاحه ومنها فكرة قناة دريم التي تبنت منهجه وقدمته عبر برامج رياضية محترمة كانت شكلاً جديداً علي الساحة الرياضية الإعلامية، وظل شوبير في تلك الفترة مثالاً جيداً للنجاح الإعلامي الجيد ولكن الانتقال من قناة دريم إلي قناة الحياة كان المشكلة، انتقل شوبير وهو ناجح وفارض هذا النجاح علي الجميع وتبعه نجاح آخر وهو نجاحه في مجلس الشعب كنائب عن دائرة طنطا ولكن شوبير كان شكله في الحياة غير شكله في دريم، فأول ملامح هذا الشكل الجديد كان في ذلك الاسم الغريب الذي فرضه علي الجميع وهو «الكرة مع دريم» ومن هنا كان لابد للجميع أن يعلم أن شوبير تغير ودخل في مرحلة أخري تبعها إنشاؤه لشبكة علاقات كبيرة علي المستوي السياسي والاقتصادي والإعلامي والرياضي ولم يكن «الكرة مع شوبير» هو البرنامج الوحيد فكان برنامج «الملاعب اليوم» وبرنامج آخر «الكرة مع الحياة» وتحول شوبير إلي نجم إعلامي كبير ليخرج علينا بشكل إعلامي لا يمكن لأحد أن يتصوره، ساعات طويلة من الإرسال يجلس فيها شوبير أمام كاميرات البرنامج يتحدث عن نفسه أكثر من الكرة ويقدم لنا نجوماً جديدة في الإعلام الرياضي يحاول أن يصنعها حتي تدين له بالولاء في برامج «ملاكي» له وخرجت البرامج في إطارها الرياضي حتي يعود يتحدث فيها في السياسة، وفي الحب قدم حلقة خاصة عن «عيد الحب» وأصبحت دائرته الانتخابية جمهوره ومشاهديه فأكثر التليفونات لبرامجه من طنطا وجولاته الانتخابية علي شاشات برامجه وأصبح شوبير هو الأمل والحل في كل شيء ومن هنا يبرز سؤال لابد من طرحه: أين الدكتور سيد البدوي صاحب هذه القناة؟ المنطق يقول إن الرجل راض عن كل ما يفعله شوبير ولا يمكن لأحد أن يتصور أنه غير راض، وهنا يبرز السؤال: ما تلك العلاقة التي تجمع بين السيد البدوي وشوبير التي جعلت قناة «الحياة» التي يملكها السيد البدوي يملكها فعلا شوبير؟!، وهنا يبرز دور المال ولا يمكن ونحن نتناقش في هذه النقطة أن ننسي رجل أعمال آخر مالك قناة رياضية أخري وهو الدكتور وليد دعبس رئيس قناة «مودرن سبورت» الرجل الذي ترك علاء صادق لمدة طويلة يقدم كل ألوان السباب إلي الحكام في مصر ويصف خصومه بأسخف وأقذر الألقاب، ومع ذلك لم يفعل شيئا له بل كان في بعض الأوقات يدخل في مداخلة معه لتسخين الحلقة أكثر، ولابد أن يعلم الجميع هوية الذي ترك القناة بعد خلافات مع زملاء له فيها. وأيضا كيف يمكن لنا أن ننسي وليد دعبس عندما ترك محمد شبانة يهاجم بكل ضراوة وبألفاظ خادشة للحياء وبخاصة تجاه المدرب العظيم حسن شحاتة ومع ذلك لم يفعل شيئًا معه إلا بتلك الهدنة التي أعلنها وليد نفسه بقراره إيقاف الهجوم علي حسن شحاتة، وأنا أري أنه قرار هدنة وسيتبع شبانة نفس الأسلوب ونفس المنهج تحت رعاية دعبس وربما يري الدكتور أن هذا نجاح له ولقناته فيقدم علاء صادق ومحمد شبانة ليهاجما ويخرجا علي الخط الإعلامي السليم وهو يدافع في تمثيلية، لذلك إذا أردنا أن نحاكم أحدًا اليوم فعلينا أن نحاكم أدبيا علي الأقل السيد البدوي ووليد دعبس مالك مودرن سبورت، المشكلة عند هذين الشخصين.