علامات استفهام عديدة أثيرت حول صناع وطاقم عمل فيلم «براءة المسلمين» المسىء إلى الرسول، وكان أحدث تلك التساؤلات حول إمكانية تورط مصعب حسن يوسف ابن القيادى البارز بحركة حماس، حيث أشارت تقارير إسرائيلية إلى مشاركة مصعب فى إنتاج الفيلم. وخلال البحث عن صناع الفيلم، وجدت حوارات وتصريحات عديدة لمصعب -الذى أصبح اسمه بعد اعتناقه المسيحية جوزيف- يؤكد فيها مشاركته فى صناعة فيلم عن سيرة النبى محمد.
وأبرز تلك التصريحات نقلتها وكالة «رويترز» فى يونيو الماضى عن أن مصعب قام بزيارة نادرة للقدس أعلن خلالها للصحفيين نيته المشاركة فى فيلم عن الرسول محمد، من شأنه أن يكشف «الطبيعة الحقيقية» للمسلمين والإسلام. وقال جوزيف فى مؤتمر صحفى، الذى سرعان ما تحول إلى موجة غضب من المسلمين المشاركين فيه: «هذا هو الوقت المناسب لتحرير المسلمين من السيطرة المطلقة للدين، من خلال شرح طبيعة دينهم، والتأكيد أن الإسلام هو دين حرب بمقارنته بالأديان الأخرى».
وأشارت «رويترز» إلى أن نجل القيادى الفلسطينى يستعد لتقديم نسخة من كتابه «ابن حماس» مع المنتج والممثل الهوليودى الإسرائيلى سام فيوير (الذى سبق وشارك فى فيلم «ميونيخ» من إخراج ستيفن سبيلبرج وقام بدور يوسف رومانو)، كما أكدا أنهما يعدان أيضا فيلم سيرة ذاتية عن النبى محمد، وأنهما اختارا بالفعل طاقم العمل، دون أن يكشفا عن اسمه أو جهة تمويله. وقال عميل الشاباك «إنه ليس مجرد فيلم للمسلمين لمعرفة مزيد عن أنفسهم ودينهم، ولكنه أيضا موجه لغير المسلمين ليعرفوا الثقافة والتاريخ الحقيقى للإسلام».
وفى حوار خاص مع صحيفة «جيروزاليم بوست» بعنوان «آن الأوان لفضح محمد» قال جوزيف إنه يرى أن أهمية المشروع تتجاوز أى تداعيات قد تنتج عن تصوير محمد على الشاشة الكبيرة؛ لأن هدفه هو تحدى السلطات الدينية التى تصور حياة محمد بطريقة موضوعية وصادقة، وعلى هذا النحو كان لزاما على كتاب السيناريو التعامل مع علماء دين مسلمين والالتزام بنص من القرآن. ونفى هو نفسه تهمة الإساءة للإسلام قائلا «نحن لا نحاول الإساءة إلى المسلمين، ولكن نحن نحاول أن نصل الحقيقة». مضيفا أنه «يأمل أن الفيلم سيستهدف المسلمين الوسطيين مما ينتج عنه إعادة النظر فى المعتقدات الأيديولوجية التى تربوا عليها».
وفى سؤال إذا كانت تنتابه مخاوف من تعرض حياته للخطر لإقدامه على صناعة هذا الفيلم؛ أجاب بأنه «لا يوجد ما نخشاه، نحن نفعل الصواب».
وزعم أن الفيلم تصوير تاريخى لسيرة محمد كما يرويها ابن إسحق المؤرخ العربى الذى عاش فى القرن الثامن.
صحيفة «جيروزاليم بوست» نقلت تصريحا عن فيوير قال فيه إن الفيلم أثار اهتمام الرعاة ويعمل كاتب سيناريو بارز على كتابته. مصعب هو نجل حسن يوسف خليل القيادى بحركة حماس فى الضفة الغربية، واعترف قبل سنوات بتعاونه مع جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى «الشاباك» الذى قام بتشغيله على مدى 10 سنوات، قام خلالها العميل بإحباط العشرات من العمليات الفدائية، وتسليم نشطاء فلسطينيين إلى «الشاباك».
واعتنق مصعب الديانة المسيحية قبل نحو 10 سنوات، بعد لقائه عام 1999 مع أحد المبشرين البريطانيين، وفى عام 2005 تم تعميده سرا بتل أبيب من قبل سائح مسيحى، ليغادر بعدها الضفة الغربية للولايات المتحدة فى عام 2007، وعاش بعض الوقت فى سان دييجو، بكاليفورنيا، وفى أغسطس 2008، كشف علانية اعتناقه المسيحية.