تعالوا نتكلم بالراحة وبالعقل.. اللي حصل مع إسلام عفيفي رئيس تحرير الدستور " على فكرة مش اخويا “.. صح ولا غلط ؟ .. اكيد طبعا غلط .. كون الأمر يوصل للحبس الاحتياطي من أول جلسة، وبعد ساعتين يصدر الرئيس مرسي قرار بقانون بمنع الحبس في قضايا النشر.. ده في رأيي المتواضع عملية ساذجة ودمها تقيل .. وشكلها كده مترتبة.. م الأخر .. حركة قرعة .. ياخد بيها الريس مرسي بنط لصالحه مع انه مش محتاج .. بس اللي حصل حصل وخلاص .. عم إسلام خرج بالسلامة وبالتالي اطمئن عادل حمودة وعبد الحليم قنديل انهم حيروحوا الجلسة بتاعتهم ويرجعوا على طول .. وده الصح .. مفيش صحفي يتحبس عشان قال رأيه .. بس برضه المسألة عايزة شوية عقل .. بعض الصحفيين عاملين بالمثل اللي بيقول " كنا في جرة وطلعنا لبره " .. ايام مبارك كان الكل باستثناء اتنين او تلاتة بيطبل ويزمر ويسبح بحمد الرئيس ويصلي له كمان كأنه - استغفر الله العظيم - ربنا .. مشى مبارك واتسجن ، وجه مرسي فقالوا لك احنا في ثورة ، واضرب في المليان ، وفين يوجعك : الرئيس الطرطور .. الرئيس الأكذوبة .. الرئيس اللي عنده صرع.. هى ديه نوعية الانتقادات اللي معظم الصحفيين عملوا بها ومشوا عليها .. مرحبين بعصر الحريات ومعتزين بثورة 25 يناير اللي كانت مكممة الأفواه وماكنش حد يقدر يفتح بقه ، وإلا يروح ورا الشمس ، وامن الدولة تستلمه وتقلعه هدومه ويقف الواحد منهم قدام الضابط بلبوص ويكهربوه في عضوه الذكري .. وان كان بنت يكهربوها في صدرها! شوية عقل ميضرش .. انتقد آه .. بس بأدب .. ومش من أولها كده نازلين سلخ في الراجل .. مع انه عمل حاجة حلوة جدا تساوي عندي وعند ناس كتير الإطاحة بمبارك .. احسبوا كده بقالنا كام يوم مسمعناش سيرة المجلس العسكري ، واترحمنا من ممدوح شاهين والرويني والعصار .. مين كان يحلم انه بالسهولة دي يغور المجلس العسكري في ستين سلامة .. والإعلان الدستوري المكمل يتلغي بجرة قلم .. ونقضي كلية على الحكم العسكري لمصر بعد اكتر من ستين سنة .. دي لوحدها كان لازم نحي الريس مرسي عليها ونشكره شكرا جزيلا ، ونثق فيه ونعطيه الفرصة كاملة لحد مانشوف هو حياخدنا لحد فين .. إنما أغمض عيني عن أحسن حاجة عملها في 40 يوم .. واروح اشرشح بلغة شوارعية ..معتمدا على حرية الرأى والتعبير؟ .. لأ .. كده عيب.
المهم حكاية اسلام عفيفي دي خلتني أفكر بشكل عكسي .. المفروض نحاكم اللي بينقد الرئيس أم نحاكم اللي بيطبل له ويزمر له ؟ .. لم أسمع في الدنيا كلها عن رئيس حاكم صحفي لأنه بينافقه ويقول عنه كلام جميل وكلام معقول مفيش في الرئيس اى حاجة منه .. لكن ان جيت للحق وان كان مرسي " دكر " بحق يصدر قانون بمحاكمة اى " كلب " شغلته الوحيدة انه يطبل ويرقص ويعمل عجين الفلاحة للرئيس .. دول بقى أوسخ بني ادمين ممكن تشوفهم في حياتك .. واصبر بس شوية لمّا الريس مرسي يستقر على الكرسي وتمر سنة ويبقى أمر واقع على الأقل لمدة رئاسية واحدة .. حتلاقي الطبالين والزمارين وكدابين الزفة اكتر من الهم على القلب .. حيكتروا اوي ويخلوك تجيب اللي في بطنك من فجاجة نفاقهم.
تعالوا نفتكر ايام مبارك المعفنة ونشوف الصحفيين الأكثر عفانة كانوا بيقولوا إيه .. اسامة سرايا اللي كان ماسك اكبر مؤسسة صحفية في العالم العربي " الأهرام " كتب مرة من ضمن ما كتب من سخافات .. ولو كان راجل بحق يبصق على نفسه كلما تذكرها .. كتب مرة : عيد ميلاد مبارك .. عيد ميلاد مصر .. واذكر في مهزلة انتخابات 2010 ان جاء في برنامج وقال بفرحة غبية : الحزب الوطني اكتسح .. وعلى الأحزاب الأخرى مراجعة نفسها لتكون مستعدة في المرات القادمة.. كتب كثيرا أخونا سرايا ولو قمت بمراجعة ملفاته كلها لرأيت العجب في نفاق الرئيس والتغزل بمحاسنه وتقاطيع وجهه اللي تجنن .. ده صحفي ورئيس تحرير اكبر جريدة ؟!
نشوف ممتاز " القطة " وهو يتحدث عن مبارك الإنسان العادي الطبيعي اللي مننا وعلينا واللي بيدخل الحمام زينا ويشد السيفون .. ويستشهد بطشة الملوخية اللي الرئيس بيحبها .. وكان يصر ان هو اللي " يهشق " بدل سوزان عشان يعرف ياكلها كويس ، ده غير عشرات المقالات القذرة التي لا تقل قذارة عن مقالات سرايا.
نيجي بقى على محمد على ابراهيم رئيس تحرير الجمهورية قبل الثورة واللي كتب بغباء يُحسد عليه : 25 يناير = 5 يونيو .. بمعني أنها نكسة جديدة .. كتب ده عشان يطمن مبارك ويطبطب عليه " متخفش ياريس دول شوية عيال .. والعادلي حيعلّمهم الأدب ".
ولا بقى أخونا مجدي الدقاق رئيس تحرير اكتوبر اللي لولا انه لامؤاخذة " ... " ماكنش يرأس تحرير بيتهم وأسرته الصغيرة .. فكان لازم يدفع تمن المنصب.. وخد عندك بقى " ياحلاوتك ياجمالك خليت للحلوين ايه " .. و " حسونة .. ماتحن عليا " و " انا عايزة من ده يا عزنبل انا عايزة من ده .. ده اللي حيحقق احلامي من كلمة واحدة " .. وقس على نفس المنوال عبد الله كمال وكرم افندي جبر وغيرهم كتييير .. عماد اديب اللي ياما اتغزل في مبارك وقال عنه أحسن رئيس حكم مصر ، واتمنى ان يطيل الله في عمره عشان يفضل رئيسنا على طول .. واذا جاء اجل الله فمفيش احسن ولا اطعم من جمال عشان يمسك بالدفة ويقودنا .. ولا عمرو اديب اخوه اللي مرة كنت عايزه في موضوع .. فرحت له استوديو الاوربت في مدينة 6 اكتوبر .. وكانت اخر حلقة له قبل الأجازة أثناء دعاية الانتخابات الرئاسية في 2005 .. وبمجرد أن رآني وأخذني بالأحضان قال لي ، وسامحوني في اللفظ : ايه رأيك في شوية " التعريص " دول .. قالها بالحرف الواحد وكانت الحلقة كلها عن مبارك وانجازات مبارك الاب والام والاخ والاخت وكل حاجة حلوة في حياة المصريين .
افتكرت الأيام السودا ديه بعد جلسة إسلام عفيفي والعفو الرئاسي عنه .. وإلغاء قانون الحبس الاحتياطي للصحفيين .. وتمنيت وان كنت أعرف أنها أمنية غير قابلة للتحقيق مش في مصر بس لكن في العالم كله .. ان يتم إصدار قانون يحاكم المطبلتية والزمارين والذين يأكلون على كل الموائد .. هما دول الأجدر بالمحاكمة .. وهما دول اللي يستحقوا الضرب بالقديمة!!