بعد شهر كامل من الابتزاز الدينى الذى صنعته إعلانات الفضائيات المختلفة عبر استخدام عشرات من الأطفال والفقراء والمحرومين لاستدرار عطف المشاهدين، انتقدت الجمعية المصرية لرفع الوصم وإزالة التمييز عن المرضى والمعاقين «ابن النيل للتنمية»، ظهور مرضى السرطان، خصوصا الأطفال، والأسر الفقيرة المستفيدة من التبرعات والصدقات والزكاة على شاشات التليفزيون من خلال الإعلانات التى تهدف إلى جلب المعونات لهم. الجمعية هددت بتقديم بلاغ إلى النائب العام ضد كل من تسول له نفسه التشهير بالمرضى والفقراء، وفى مقدمتها جميع المؤسسات التى تبنت مثل هذه الحملات الإعلانية، تمهيدا لمقاضاتهم أمام القضاء المصرى فى حال تورط هذه الجهات فى إنتاج مثل هذه الإعلانات من جديد خلال الفترة المقبلة.
الجمعية أوضحت، فى بيان لها، أن الحد الأدنى من حقوق الإنسان والطفل هو توفير الرعاية الصحية له ولأسرته دون التشهير بهم، منتقدة ما وصفته باعتياد هذه الهيئات المشار إليها التشهير بأطفالنا وعائلاتهم، وهو ظلم بين لهؤلاء الأطفال وعبء إضافى يتحملونه مع أعباء المرض، حيث تظهر صورهم ويتم استخدامهم فى إعلانات، وهو ما يتنافى وحقوق الإنسان ويتنافى مع القيم الدينية والمجتمعية السائدة.
أيمن محيى حمزة، رئيس مجلس إدارة الجمعية، قال «إن جميع المؤسسات الطبية والجمعيات الأهلية لا بد أن تبحث عن صورة أو وسيلة أخرى لاستجداء المصريين خلال حملاتهم الإعلامية التى تزداد خلال شهر رمضان لمساعدة المرضى والمحتاجين»، مشيرا إلى أن شركات تصميم الإعلانات تستطيع تقديم عروض مختلفة، تسهم فى رفع قيمة المساعدات، وتسهم فى دعم المرضى والمحتاجين، دون الإساءة ودون استخدام للأطفال من مرضى السرطان وأطفال الأيتام.
وأكد حمزة ضرورة نبذ المجتمع مثل هذه السلوكيات التى من شأنها التشهير بمرضانا، وإضافة أعباء جديدة على مرضهم، مؤكدا أن استمرار هذه المؤسسات فى الإعلان عن طلب المساعدات من خلال ظهور وفضح المرضى سيعرضهم لملاحقة الجمعية، لأننا سنقاضى كل من يتاجر بمرضانا وكل من يتاجر بآلام المصريين، حتى ولو كان ذلك لحسابهم، وذلك إيمانا منا بقيمة الإنسان وإيمانا منا بحق المصريين فى تلقى العلاج والرعاية دون التشهير بهم.