إنها المرة الأولى منذ حرب أكتوبر»، هكذا وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الحملة التى تقوم بها مصر فى سيناء، وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية فى تقرير لها أمس إنه للمرة الأولى منذ نحو 40 عاما تقوم مصر بقصف صاروخى جوى فى سيناء وتعزز قواتها على الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة، لافتة إلى أن عشرات الإرهابيين قتلوا خلال الحملة المصرية، كما تم قطع جميع وسائل الاتصال. ووصفت الصحيفة ما يحدث بتصعيد فى الرد المصرى على الهجوم الإرهابى برفح قبل أيام، الذى قتل فيه 16 جنديا مصريا؛ موضحة أن معارك شرسة اندلعت فى المنطقة، وللمرة الأولى منذ حرب أكتوبر 1973 هاجمت مروحيات مصرية خلايا المخربين وقتلت العشرات منهم، فى الوقت الذى عزز فيه الجيش المصرى قواته على الحدود مع إسرائيل وغزة، وبدأ فى عمليات تدمير لأنفاق التهريب الموجودة بالمكان. بينما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية فى تقرير لها أمس إن مصر صعدت من عملياتها ضد الإرهابيين بشبه جزيرة سيناء، وهى العمليات التى تشتمل للمرة الأولى منذ حرب 73 إطلاق صواريخ من الجو، مشيرة إلى أن العملية تمت بالتنسيق مع تل أبيب.
وبعنوان «لأول مرة منذ 73، سلاح الجو المصرى يشن هجوما فى سيناء»، قالت صحيفة «هآرتس» العبرية فى تقرير لها أمس إن سلاح الجو المصرى هاجم أهدافا للإرهابيين بشبه جزيرة سيناء للمرة الأولى منذ حرب أكتوبر، وذلك بعد العملية التخريبية التى وقعت بداية هذا الأسبوع وقتل فيها 16 جنديا مصريا؛ موضحة أن الهجوم الجوى المصرى هو جزء من عملية عسكرية ضد مراكز نشطاء الجهاد فى شمال سيناء، خصوصا فى منطقة العريش.
بدورها قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية فى تقرير لها أمس إن تل أبيب طلبت فى الماضى إدخال وحدة كوماندوز مصرية لشبه جزيرة سيناء، لافتة إلى أن الإرهاب بالأخيرة كان الشغل الشاغل لتل أبيب خلال زيارات كل من هيلارى كلينتون وليون بانيتا وزيرى الخارجية والدفاع الأمريكيين للمنطقة الفترة الماضية؛ موضحة أن تل أبيب طالبت القاهرة خلال تلك الزيارات بمواجهة المنظمات التخريبية فى سيناء.
«معاريف» أضافت أنه قبل وقوع الهجوم الإرهابى على الحدود المصرية الإسرائيلية الأحد الماضى، نقلت تل أبيب رسائل واضحة لكل من بانيتا وكلينتون، تقترح فيها على القاهرة طرقا للتعامل مع الفوضى الأمنية المستفحلة فى سيناء، وكان الاقتراح بأن تقوم القاهرة «بإدخال قوات كوماندوز إلى سيناء لمواجهة خلايا الإرهاب هناك»، مشيرة فى تقريرها إلى أنه «خلال العام ونصف الماضيين وافقت تل أبيب على إدخال 7 كتائب مصرية لسيناء للوقوف ضد التنظيمات التخريبية بالمنطقة».
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه بعدد القوات المصرية المسموح بوجودها فى سيناء فإن القاهرة قامت بإدخال نحو النصف، مضيفة أن من بين الرسائل التى تم توجيهها للأمريكيين خلال زيارات بانيتا وكلينتون عدم اعتراض تل أبيب على أى وسائل تستخدمها القاهرة لمحاربة المخربين، بشرط أن تغادر القوات المصرية الإضافية والوسائل الأخرى شبه الجزيرة بعد الانتهاء من عملياتها.
كان من بين الرسائل أيضا -وفقا ل«معاريف»- ضرورة تحسين الوضع الاقتصادى للبدو المصريين، وأن تجد حكومة القاهرة طرقا يمكن بها للبدو الاستفادة من ثمار السياحة فى سيناء، مشيرة إلى أن غالبية المراكز السياحية فى شبه الجزيرة المصرية لا يستفيد منها هؤلاء البدو، لافتة إلى أن تحسين وضع هؤلاء الاقتصادى سيقلل من دعمهم للإرهاب».
وقالت إن حالة من الإحباط أصابت مسؤولين سياسيين بارزين بتل أبيب من طريقة تعامل واشنطن مع الملف المصرى سواء فى ما يتعلق بسيناء أو ما يتعلق بالنظام الحاكم بالقاهرة؛ وذلك بسبب عدم استخدام واشنطن أوراق الضغط التى بحوزتها على القاهرة للتعامل بجدية من أجل إعادة السيطرة الأمنية على سيناء، ونقلت عن مصادر سياسية قولها «واشنطن تتعامل بتساهل مع الرئيس المصرى وتدعم الإخوان المسلمين على طول الخط، ولهذا لا تضغط عليهم بشكل كاف لضبط سيناء».